إنها الأمومة ....فكيف الجزاء؟!!

كان ذلك الشاب يشعر بالخجل إذا ما حضرت أمه إلى المدرسة لزيارته...لا لشيء إلا أنها فقدت إحدى عينيها فأصبحت بعين واحدة فقط...لطالما ضاق صدره بمجيئها...ولطالما حاول إخفائها عن أصدقاءه كيلا يروها.. ومع مرور الزمن وبعد أن إشتد عوده قرر ذلك الشاب أن يتزوج.. ففعل...ولكنه لم يوفق في إختيار الزوجة المناسبة..حاله في ذلك حال شباب هذا العصر الذين تناسوا معنا كلمة (زوجة)..ضاقت المرأة ذرعاً بأم زوجها فقررت أن تطلب من زوجها أن يوفر لها منزلاً ولأولادها بعيداً عن حماتها(الأم)..لم تكن مهمتها صعبة..بل غاية في السهولة..إنتقل الولد من حنان أمه إلى رضى زوجته...وبعد مرور السنون كان ذلك الولد قد أصبح أباً...قررت الأم أن تزور أحفادها لتمتع نظرها برؤيتهم يلعبون أمامها حتى ولو لمرة واحدة قبل أن يوفيها الأجل...ما إن طرقت باب شقة ولدها حتى بادر أحد الأولاد(أحفادها) بفتح الباب للطارق...فتح الولد الباب ووقف بإستغراب يتأمل صورة المرأة التي لم يرها طوال عمره...دق قلبه من الخوف لرؤية تلك المرأة الغريبة ذات العين الواحدة...توجه والد الفتى إلى الباب ليفاجئ برؤية والدته التي لم يرها منذ أعوام...أشتعل غضباً لرؤيتها...بل وقام بدفعا بعيداً عن الباب قائلاً: "إذهبي بعيداً..لقد أخفتي أولادي ...لا أريد أن أراك هنا بعد الآن أيتها العجوز الشمطاء"...خرجت الأم وهي لا تكاد تصدق ما سمعته ولا ما رأته...هل هذا ولدي؟؟!!...لابد أني أخطأت العنوان..كيف ولكن هذا ما دلوني عليه؟!!...نعم إنه ولدها ..ذلك الشاب العاق الذي نسى تلك الليالي الطوال التي قضتها والدته بجانبه...تارة ترضعه من حنانها ...وتارة تفيض عليه عطفها...هي التي سكبت قلبها في قلبه حتى أستحال إلى قلب واحد...مضت الأيام والولد غارق في نفسه...وما هي إلى أيام قلائل حتى وصل ذلك الشاب الخبر بأن والدته قد توفت...لم يكترث لذلك...قرر الذهاب إلى منزلها لرؤية ما إذا كانت تمتلك شيئاً يمكنه الإستفادة منه...وبينما هو يبحث إذا به يلمح ورقة مكمة الإغلاق في أحد الأدراج...يفتحها ببطئ فإذا فيها " أعلم يا ولدي أني قد أحرجتك كثيراً بزياراتي المتكررة لك...وأعلم أنك لم تكن في يوم من الأيام فخوراً بوالدتك التي لا تملك إلا عيناً وحيدة...ولكني أردت أن أخبرك بأمر لطالما أخفيته عنك...لقد تعرضت وأنت في طفولتك لحادث كان السبب ففي فقدانك أحدى عينيك...ولما رأيت صغر سنك وأن المستقبل لا زال أمامك..خفت أن يكون فقدانك لإحدى عينيك سبباً في شعورك بالنقص أمام الآخرين...فقررت أن أتنازل عن إحدى عيني وأعطيها لك ...وكان الأمر كذلك ...وهذا السبب الذي جعلني أعيش بعين واحدة " ...أصابة الولد الصدمة لم يستطع أن يتمالك نفسه ...خر إلى الأرض يرويها بدمع الأسى ..ولكن الآوان كان قد فات...فبالله عليك كيف هو حالك مع والدتك ؟؟!! هل أن طائع لها أم.....؟!!

أغرى إمر يوما غلاماً جاهلاً......بنقوده كيما ينال به الوطر
قال ائتني بفؤاد أمك يا فتى......ولك الجواهر والدراهم والدرر
فمضى وأخرز خنجراً في صدرها.....والقلب أخرجه وعاد على الأثر
لكنه من فرط سرعته هوى.......فتعفر القلب المعثر إذ عثر
ناداه قلب الأم وهو معفر........ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر
فدرى فضيع خيانة لم يأتها........ولد سواه منذ تاريخ البشر
وأرتد نحو القلب يغسله بما........فاضت به عيناه من سيل العبر
وأستل خنجرة ليطعن نفسه.......حنقاً ويبقى عبرة لمن إعتبر
ناداه قلب الأم قف ولدي ولا......تذبح فؤادي مرتين على الأثر

«

°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°

»بالله عليك إذهب إلى أمك الآن وقبل قدميها الكريمتين وأطلب منها أن تسامحك فوالله إنها لنعمة غالية جداً إذا ذهبت دون أن ترضى عنك ففقد خسرت الدنيا والآخرة.«

°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°

»

» حقا إنها لخمة راس!!!!!!!!!!!!
» إنها الأم
» الحضري بعد توقيع العقوبة عليه: إنها ليست أول الصعاب وستمر دون أن تؤثر على مسيرتي
» ألفاظ نقولها ولا نعلم إنها ألفاظ شركية صفحة 1 من اصل