لعبة الحياة

يولد الإنسان سهوا على شكل ورقة بيضاء صافية لم تخدش بعد. بعد أن كان معتكفا في غاره تسعة أشهر. يلج إلى عالم منير خائفا باكيا يصرخ . يعم صراخه المكان الذي يرتفع بزغاريت نسائية وفرحة عارمة وتكبيرات الرجال….
ومع دخوله جاهلا مكانه وهويته … لكن مع مرور الأيام يتفهم الوضع ويبدأ بمسايرة الحياة بأسئلة بريئة ونضرات ذهول وشوق لمعرفة المزيد.. ما هذا ..؟ ما ذا تفعل …؟ كيف …؟ وأسئلة أخرى
ابتسامة كابتسامة الزهور المتفتحة لقطرات الندى . فصفيحته لازالت بيضاء ناصعة ومن هنا يبدأ دور الأسرة فالطفل يساير منهج عائلته ..
لكن عندما يصل إلى سن الرشد وله عقل يستعمله وعليه أن يراجع تصرفاته ..
يلج لعبة الحياة لعبة غريبة سفر دون معرفة متى الوصول طرق مختلفة بمتاهات مظلمة على من يريد أن تظلم عليه …
في مسيرته سيجد طرقا مختلفة منها ما هو مضاء بأنوار شيطانية أضواء ملاهي غاوية. وطريق مظلم على من لا نور إيمان بين عينيه
في لعبة الحياة أو كما يدعى السفر لكن سفر لا تعرف متى ستصل أو كم سنين ستستغرق .. توجد محطات لتزويد قنديل قلبك لكي تصل من إلى محطة وما بين محطة وأخرى ابتلاءات كأنه امتحان . يمكن أن يكون ماديا معنويا وغيرها… ولكن من يتزود بالأيمان لا يجد ما يدعوا لتوتر كيف ما كان هذا الابتلاء في قلبه أو حتى ان فقد ثروة والثروة ليست فقط المال . هنالك البصر اليد وغيرها .. فطوبى لمن حمدوا الله على ذلك …
ففي ذلك أجرا لا يقاس
نحن لم نخلق أنفسنا لكي نعيش. هنالك من خلقنا لكي نعبده. ما دمنا نعن مخلوقات تعيش في رغد الحياة ومسافرون فكيف لا نتوقف في المحطات ونطلب المغفرة والرحمة ونزود إيماننا ..
هناك من سيتساءل أي محطات أقصد .
المحطة الأسبوعية يوم الجمعة وهي خير أيام الأسبوع يضع فيها المؤمن بصمة مروره منها ويقال في أحاديث نبوية قراءة صورة الكهف في هذه الليلة نور بين جمعة وما تليها …
والمحطة السنوية وما أرقاها من محطة شهر الغفران والرحمة شه تنزل فيه القرآن بشرى للمؤمنين .. جعلني الله وإياكم من أصحابه وممن أكثروا من تلاوته. فطوبى لمن حج في هذا الشهر المباركة وفي هذه المحطة ومن اعتكف على تلاوة القرآن والعبادة طوال هذا الشهر ففيه ليلة خير من ألف شهر تنزل فيه الملائكة وما أدراك إذا نزلت وأنت تلوا كتاب الله فتجالسك
وما أروع أن تصل نهاية السفر وأنت مطمئن لما تفعل مرتاح الضمير حتى إن افتقدتك العائلة سيبكون دموع فرح لما ستلقى عن خالق من حسن أعمالك
لا يسعني سوى أن أدعو الرحمان بأن نصل نهاية سفرنا بكل الأعمال الصالحة ولا نكون ممن أغمضت عيناهم وغفلت قلوبهم عن ذكر الله ويجعل آخرنا أحسن من أولنا ويطمئن قلوبنا
هذه لعبة الحياة . أو سفر دون معرفة متى الوصول