"من أمريكا لا يأتى الخير أبدا" هذا ما لفظ به بن منتصف السبعينيات محمد عبد الوهاب، مشيرا إلى ما فعله به الطبيب الأمريكى والذى حوله من إنسان سليم كانت هواياته مطاردة الغزال فى البرارى والصحارى ومصاحبة الأجانب فى رحلات السفارى إلى إنسان شبه معاق وهى الإعاقة التى قوت عزيمته لمواصلة اختراعاته فى شقته المتواضعة بمحافظة قنا بصعيد مصر، وهى التى جعلته ذا حساسية خاصة تجاه الحيوانات والطيور البرية التى تؤنس وحدته وبينهما أحاديث وعلاقات يصفها بأنها مجادلات روحية.
محمد عبد الوهاب الذى شاهد جمال عبد الناصر قبيل وفاته فى مقر اليونسكو، هو ممثل مسرحى أبعده الحظ أن يقف أمام فاتن حمامة وأحمد زكى فى فيلم لا تطفئ الشمس، وهو أيضا مخرج مسرحية لبطل المقاومة الشعبية فى بور سعيد جواد على حسنى فى عصر السادات الانفتاحى.
محمد عبد الوهاب اخترع سيارة تسير بالبوتاجاز فى أواخر الستينيات قبل أن تخترعها أوروبا بـ12 عاما على حد وصفه يقول: "حين ظهر البوتاجاز فى محافظتى فكرت فى أمره هل يستطيع ذلك الغاز أن نستخدمه خلاف إشعال النيران، وكنت مشغولا بأمر هل مرت فكرة تحويل السيارات من البنزين والسولار إلى البوتاجاز لأحد غيرى أم أنها فكرة جديدة، لذلك قررت أن أقوم بتجربة بنفسى فقمت بتغيير طفيف فى الموتور وتحركت السيارة لمسافة طويلة محملة بخمسة أفراد ويخرج منها هواء غير ملوث للبيئة".
وأضاف عبد الوهاب أردت تسجيل اختراعى وحين ذهبت للحصول على براءة اختراع امتحنتنى اللجنة، ولكنها قررت أن غاز البوتاجاز يوجد به حامض الكبريت والكبريت مع بخار الماء والحرارة يتحول إلى حامض كبريتدت يأكل المعادن وفشل اختراعى وأصابنى الإحباط والاكتئاب، ورضخت لأمر اللجنة، وكان ذلك فى عام 1969، ولكن بعد عدة سنوات ذهبت إلى رئيس هيئة البترول أعطيت له ورقة مكتوبا عليها المعادلة الكيميائية لغاز البوتاجاز أجاب عليها أن غاز البوتاجاز ليس به نسبة كبريت، بينما غاز البنزين هو الذى يحتوى على نسبة عالية من الكبريت، مضيفا أن نسبة الكبريت المتواجدة فى غاز البوتاجاز هى نسبة مصطنعة تضعها الوزارة وليست طبيعية فى الغاز، الغريب أن ذلك كان فى الوقت التى صدرت لنا الدول الأوروبية سيارة تسير بغاز البوتاجاز رغم أننى سبقتهم بـ12 عاما، لكن البيروقراطية الحكومية المتواجدة فى حكومتنا هى التى قضت على بكورة اختراعى.
يجيب محمد عبد الوهاب وهو يحرك كرسيه المتحرك نحو آلة الخراطة التى صنعها من الخردة عما يقال عنه إنه مدمن اختراعات؟ وبيته شبه ورشة للآلات الحديدية؟ قائلا "كل قطعة حديد فى هذه الآلة تعرف عرقى وتعبى وساعدتنى كى أعوض نفسى عن الحياة البرية التى كنت أعشقها.
أضاف عبد الوهاب اكتشفت من تربيتى للطيور والأرانب طريقة للتخلص من رائحة الأرانب وقمت بتسجيل هذا الاختراع فى الشهر العقارى والفنادق السياحية تطلبه منى دائما لإرشادهم لكيفية طبخ الأرانب دون أن يكون لها رائحة "الزفارة"، وبتخلصى من رائحة الأرانب استطعت أن أتعايش معها حتى أصبحت تنام معى فى حجرة النوم وتقوم بيننا حوارات عميقة أشعر من خلالها بآلامها وأوجاعها.
الأربعاء 9 ديسمبر - 22:50:33
