نتشرت في الفترة الأخيرة تجارة جديدة لجأ إليها بعض الشباب منهم من اتخذها مهنة يرتزق منها والبعض الآخر لاستثمار وقت فراغه. حيث انتشرت بشكل ملحوظ بعد الفراغ الأمني الذي حدث اثناء ثورة 25 يناير. بالإضافة إلي تفشي ظاهرة البلطجية.
هذه التجارة يطلق عليها بتجارة الكلاب وداخل سوق الكلاب نجد العجب حيث وصل سعر بعض السلالات إلي 100 ألف جنيه. واتخذها البعض مهنة اساسية ومن أشهر هذه السلالات "الجيرمن شيبرد. الروتويلر. والدنواه. والبوكسر". بالإضافة إلي وجود مزارع خاصة لتربية الكلاب وتكاثرها لذا نجد ان ارباحها تأتي من هذا التكاثر ويزيد هذا المكسب. أنها تلد أعدادا كبيرة تصل إلي 15 جرواً ويوجد سوق مخصص لممارسة هذه التجارة بشارع الخديو بمحطة مصر ويبدأ هذا السوق كل جمعة ابتداء من الساعة السابعة صباحا وحتي الثانية ظهرا.
بهذا السوق نجد العجب حيث يجلس التجار علي مقهي يتوسط هذا السوق وأمام هذا المقهي سور حديدي يقوم كل منهم بربط كلبه به لعرضه للبيع. والأغرب من هذا أن هذه التجار تتسم بالمنافسة وكل من التجار يأتي بأفضل ما عنده من بضائع ليتباهي بها أمام زملائه من التجار.
في البداية يقول هيثم مرتضي: كنت لا أحب تربية الكلاب ولكن الظروف اجبرتني علي اقتنائها بعد تفشي ظاهر البلطجية. ولذلك قمت بشراء ثلاثة كلاب من النوع الشرس الذي يستطيع حماية المنزل. بالإضافة إلي المحل الخاص بي. إن هذه الطريقة تساعدني علي حماية املاكي بعد سرقتي أكثر من مرة علي يد مجموعة من البلطجية.
أضافت "سلوي رفاعي"- الطبيبة البيطرية: أن سبب انتشار هذه التجارة هو كثرة الطلب واهتمام الكثيرين بتربية هذا النوع من الحيوانات ومنهم من لجأ إليها لزيادة دخله المادي خصوصا وأن مكسبها خرافياً قد يصل إلي 500% نظرا لأنها تخضع إلي عمليات تقديرية بين الشاري والبائع ولا ترتبط بسعر معين. وفسرت سبب إتجار البعض لها بأنها مهنة بدون رأسمال. ويحتاج معظم الزبائن إلي شخص ليقوم بتدريب كلابهم. وهذه مهنة أخري يلقب العاملون بها بالمدربين ويتم تدريب الكلب علي عدة حصص زمن الحصة ساعتين وثمنها 20 جنيهاً.
يقول محمود البرازيلي: إن هذا النوع من التجارة تجمع معظم فئات المجتمع. مشيرا إلي انه يوجد الكثير يستخدمون الكلاب في حراسة منازلهم الفاخرة ومنهم من يبيع الكلب ليوفر قوت يومه.
أشار البرازيلي إلي ان علميات السمسرة التي تتم بهذه التجارة. وهو شخص يقوم بإحضار السلالة المطلوبة للمشتري ويحصل أمام هذه العملية علي نسبة من ثمن الكلب التي تكون غالبا عشر سعره. ومن الأفراد من يمتهن هذه المهنة ولا يقوم بتربية الكلاب ولكنه يعمل علي تسهيل عملية البيع والشراء بين البائع والمشتري ليتقاضي أجره.
يضيف عادل منقريوس- أحد التجار: إن هذه المهنة هي مورد زرقه الوحيد وأنه في الصغر قام والده بشراء كلب له وبعد ذلك بدأ في التجارة حتي اصبح من أشهر التجار في الاسكندرية لهذا النوع وأنه يسافر لشراء وبيع بعض الكلاب وسبق له واستورد بعض الكلاب من أوروبا وان أخر كلب استورده كان من ألمانيا وكان ثمنه 42 ألف جنيه وكان من سلالة "الجيرمن شيبرد" ويرجع تحديد سعر هذا النوع من الحيوانات طبقا لتدريبه وموصفاته. موضحا أن هذه التجارة تعتبر مورد زرقه الوحيد. مشيرا إلي أنه متزوج من امرأتان ولديه ثلاثة أطفال.
أكد ألبرت حنا أنه اشتري قطعة أرض بمنطقة أبيس بالقرية الثامنة لاستغلالها كمزرعة لتربية الكلاب. موضحا أنه يملك أكثر من 16 كلبا ومن الصعب تربيته بمنزل. وأضاف أن أخر كلب استورده من ألمانيا وهو من سلالة الجيرمن شيبرد ووصل سعره إلي 30 ألف جنيه مشيرا إلي ان وجود مصروفات أخري علي سعر الكلب حين استيراده مثل عملية الشحن ومروره علي الحجر البيطري قبل استلامه من المطار.
يضيف سعيد حامد: إن الغياب الأمني وظهور البلطجية والمجرمين الذين قاموا بالسطو علي المحلات والمساكن كان الطلب علي شراء الكلاب خاصة الكلاب الشرسة الكبيرة لحراسة ممتلكاتهم. وكان الطلب يزداد من قبل أصحاب الفيللات والشركات خصوصا في المناطق البعيدة عن الكتل السكنية.