اجتاح العالم هوس المنشطات و أدوية العجز الجنسي بصورة كبيرة ، ولجأ الرجال إلى تداول وسائل مجهولة من العطارين أو إعلانات التليفزيون التى تروج لمنتجات وتركيبات مجهولة المصدر والهوية توحي بأنها تعيد الفحولة وتعالج الضعف.
ومن أشهر الأعشاب التي ظهرت خلال الفترة الأخيرة عشب فى لبنان يسمي "شرش الزلوع" وهى عبارة عن بذور طبيعية تقوى الرغبة الجنسية وتقوم بنفس عمل الفياجرا والسياليس لكن بطريقة أضعف ، وذاع صيتها وشهرتها فى الأسواق اللبنانية والمصرية ، وأصبح الجميع يبحث عن هذا العلاج السحري ، ولم يتخاذل أحد عن شرائه بالرغم من ارتفاع سعره والأهم من بالنسبة لهم أنه مستحضر طبيعي وفعال.
وعن "شرش الزلوع" قال د. خالد دعبيس رئيس الجمعية الأفريقية للصحة الجنسية أن : أحد الشركات قامت بعمل أبحاث على هذا العشب ، وتجربته على فئران التجارب فوجدت أن الجرعة التى تعطى النتيجة المرجوة تسبب تسمم فى الكبد ، لاحتوائها على مواد أخري تؤدي إلى تليف الكبد وبالتالي على المدى البعيد قد يتطور الأمر إلى الإصابة بسرطان الكبد .
احتياجات ملحة
وأرجع د. خالد دعبيس سر زيادة الطلب على هذه المنتجات الشعبية إلى أن نسبة الاضطرابات الجنسية فى الرجال وصلت من 30 : 50% ، وفى السيدات من 40 : 60% ، أي أن النسبة بصفة عامة وصلت إلى 50 % الأمر الذي جعل الاضطرابات الجنسية من أكثر الأمراض شيوعاً على الإطلاق في العالم كله ، هذه الحالة الملحة دفعتهم إلى البحث عن وسيلة تخلصهم من هذه المشكلة ، بالإضافة إلى أن سيطرة هناك فكرة سيطرت على عقول البعض وهي استخدام أي مستحضر طبيعي أفضل من أي منتج كيميائي ، بحجة "إن لم يفيد لن يضر" ، وهذا الخطأ يقع فيه كثيرون ، مؤكداً أن هذا الاعتقاد خاطئ بنسبة 100 % لأسباب عديدة منها:
1 - أي مادة طبيعية تحتوي على مركبات أخرى قد تصل إلى مليون مادة مختلفة ، وهذا ينطبق على كل المواد الطبيعية حتى الخضروات .. وغيرها، تصل أحياناً إلى مليون مادة عضوية معقدة، وكي نستخلص أي مادة تفيد علاج حالة بعينها ، نجد معها 900 ألف مادة أخرى نحن لسنا في حاجة إلينا.
2 - المستحضرات العشبية لا تخضع لطرق معايير طبية ، كما تحدث مع الأدوية بمقادير محددة والحفظ فى درجة حرارة معينة ، كل شئ محسوب بدقة بالجرامات مع طريقة الاستخلاص ، والعكس تماماً ما يحدث في المنشطات العشبية التي تؤخذ بلا وعي.
وما يحدث مع الدواء الكيماوي هو استخلاص مواد معينة بالتبريد وأخرى بالتسخين وعمليات أخرى معقدة لنصل إلى المادة الفعالة ، بعكس ما يحدث مع أعشاب علاج الضعف التي تفقد مفعولها أحيناً بالغلي ويكون عامل مساعد لتفاعلات عدة مواد تتصادم وتسبب الضرر للجسم ، وآثارها الجانبية غير معروفة.
3 – الآثار الجانبية غير محسوبة ، حتى الماء إذا شرب فوق احتياجات الجسم سيودى بحياة الإنسان ، على سبيل المثال تعتبر القهوة منشط جنسي طبيعي ولكن بنسبة 1 : 20 من المنشطات الجنسية المعروفة كالفياجرا وغيرها ، وكى نحصل على نفس التأثير يتطلب شرب 20 فنجان قهوة وبالتالي سيتعرض الإنسان لارتفاع الضغط وزيادة ضربات القلب .. الخ
جوعوا تصحوا
ويحذر د. خالد دعبيس من أدوية القنوات الفضائية الغريبة وأعشاب العطارين لأنهم يروجون إلى وهم لا يمكن حدوثها علمياً ، كزيادة حجم الأعضاء التناسلية ، ولا يوجد أي دواء فى العالم يقوم بهذه المهمة على الإطلاق ، وإلى الآن لم يكتشف أي عالم السر فى توقف نمو الأعضاء التناسلية عند بعض الرجال ، والمؤتمرات العالمية تناقش إذا ما توصل أحد العلماء إلى هذا السر أو دواء معالج لمثل هذه الحالات من المتوقع أن يكون أقوى رجل بالعالم ، لذا نقول أنه لا توجد نظرية أساسية تعالج أو تغير حجم العضو ، وما تقدمه هذه الحالات نصب كبير وتسعي فقط إلى الربح المادي .
وينصح د. دعبيس بالابتعاد عن تداول الوصفات العشبية نهائياً ، ولا داعي لها للسعي وراء إعلانات التليفزيون الوهمية ، مؤكداً أن أحد أسباب الاضطرابات الجنسية التى لا تلفت أحد هي كثرة تناول الطعام وليس قلته وهنا نقول "جوعوا تصحوا" فالجسم بطبيعته عندما يتعرض للجوع يفرز هرمونات معينة تساعده على البقاء ومعها تزيد الخصوبة ويصبح الرجل أكثر فحولة ، هذا الأمر يشترك فيه الحيوان والإنسان ، لذا نجد أن الدول الفقيرة جدا يتزايد عدد سكانها بسرعة كبيرة ، وليس من الصواب أن نقول أن زيادة عدد السكان هي السبب في الفقر ولكن العكس هو الصحيح وهذا ينطبق على بعض الدول كالصين والهند التي عانت طويلاً من قلة الغذاء ، وبصفة عامة فإن نسبة السعرات الحرارية أقل تزيد الخصوبة وتطيل العمر ، وكلما قلل الرجل من حجم وجبتهم المعتادة كان بصحة جنسية أعلى.