رامى محمد مشرف
عدد المساهمات : 112 تاريخ التسجيل : 18/11/2009
| موضوع: بمناسبة ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم الأربعاء 20 يناير - 18:20:37 | |
| نسبه الشريف -صلى الله عليه وآله وسلم- : هو سيدنا أبو القاسم محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبدالمناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان . وأمه آمنة بنت وهب بن عبدمناف بن زهرة بن كلاب المذكور في نسبه صلى الله عليه وآله وسلم وهو الجد الخامس له صلى الله عليه وآله وسلم .
عن العباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله سلم قال : ( إن الله خلق الخلق فجعلني من خيرهم، من خير قرنهم ، ثمّ تخيَّر القبائل فجعلني من خير قبيلةٍ ، ثم تخير البيوت فجعلني من خير بيوتهم ، فأنا خيرهم نفساً وخيرهم بيتاً ) وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله سلم : ( إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل ، واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة ، واصطفى من بني كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم )
أسماؤه الشريفة -صلى الله عليه وآله وسلم- : وأما أسماؤه فكثيرة بعضها ورد في القرآن وبعضها ورد في الأحاديث الصحيحة وبعضها ورد في الكتب السالفة فمن القرآن : محمد ، أحمد ، الرسول ، النبي ، الشاهد ، البشير ، النذير ، المبشر ، المنذر ، الداعي إلى الله ، السراج المنير ، الرؤوف ، الرحيم ، المصدق ، المذكر ، المزمل ، المدثر ، عبدالله ، الكريم ، الحق ، المبين ، النور ، خاتم النبيين ، الرحمة ، النعمة ، الهادي ، طه . ومن الأحاديث : الماحي ، الحاشر ، العاقب ، المقفى ، نبي الرحمة ، نبي التوبة ، نبي الملاحم ، رحمة مهداة ، المتوكل ، الفاتح ، الخاتم ، المصطفى ، الأمي . ومن كتب الأنبياء : الضحوك ، حَمْياطا - يحمي الحر من الحرام ويوطئ الحلال - ، حَمْطايا - حامي الحرم - ، أحِيد - لأنه يحيد عن أمته نار جهنم - ، بارقليط و فارقليط - يفرق بين الحق والباطل - .
صفته -صلى الله عليه وآله وسلم- : كان صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل البائن ، ولا بالقصير ، ولا بالأبيض الأمهق (أي ليس شديد البياض) ، ولا الآدم (الأسمر) ، ولا بالجعد القطط (لم يكن ذا شعر ملتو قصير) ، ولا السبط (المسترسل)، رَجَل الشعر (بين البسط والجعد) ، أزهر اللون (أبيض مشرق) ، مشرباً بحمرة في بياض ساطع ، كأن وجهه القمر حسناً ، ضخم الكراديس (المفاصل) ، أوطف الأشفار (طول شعر الجفنين) ، أدعج العينين (شديد سوادها وبياضها مع اتساعها) ، في بياضهما عروق حمر رقاق ، حسن الثغر ، واسع الفم ، حسن الأنف ، إذا مشى كأنه يتكفأ (يندفع إلى الأمام) ، إذا التفت التفت بجميعه، كثير النظر إلى الأرض ، ضخم اليدين لينهما، قليل لحم العقبين، كث اللحية واسعها، أسود الشعر، ليس لرجليه أخمص (باطن القدم)، إذا طوّل شعره فإلى شحمة أذنيه (أسفلها)، وإذا قصّره فإلى أنصاف أذنيه، لم يبلغ شيب رأسه ولحيته عشرين شيبه وكان على نُغض (العظم الرقيق) كتفه الأيسر خاتم النبوة كأنه بيضة حمام، لونه لون جسده، عليه خيلان (جمع خال وهي الشامة) ومن فوقه شعرات .
من خصائصه -صلى الله عليه وآله وسلم- :
[ بعض ما اختص في ذاته في الدنيا ]
اختص صلى الله عليه وآله وسلم بأنه أول النبيين خلقا وبتقدم نبوته وآدم منجدل في طينته وكتابة اسمه الشريف على العرش وكل سماء والجنان وما فيها وسائر ما في الملكوت . وذكر الملائكة له في كل ساعة ، وذكر اسمه في الأذان . والتبشير به في كل الكتب السابقة ونعته فيها ونعت أصحابه وأمته . وحجب إبليس من السموات لمولده . وشق صدره وجعل خاتم النبوة بظهره بإزاء قلبه . وبأنه سمي أحمد ولم يسم به أحد قبله . وبأنه أوتي كل الحسن ولم يؤت سيدنا يوسف عليه السلام إلا الشطر . وبرؤيته جبريل على صورته التي خلق عليها . وبانقطاع الكهانة لمبعثه وحراسة السماء . وبالإسراء وما تضمنه من اختراق السماوات السبع والقرب إلى قاب قوسين وبوطئه مكانا ما وطئه نبي مرسل ولا ملك مقرب وإحياء الأنبياء له وصلاته بهم والملائكة . وباطلاعه إلى الجنة والنار ورؤيته للباري تعالى مرتين . وقتال الملائكة معه . وايتائه الكتاب وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب .
[ بعض ما اختص في ذاته في الآخرة ]
وبأنه أول من تنشق عنه الأرض ، وأول من يفيق من الصعقة . وبانه يحشر في سبعين ألف ملك ، ويحشر على البراق ، ويؤذن باسمه في الموقف ، ويكسى في الموقف أعظم الحلل من الجنة ، وبأنه يقوم عن يمين العرش وبالمقام المحمود ، وأن بيده لواء الحمد وآدم ومن دونه تحت لوائه . وأنه إمام النبيين يومئذ وقائدهم وخطيبهم ، وأول من يؤذن له بالسجود ، وأول من يرفع رأيه ، وأول من ينظر إلى الله تعالى ، وأول شافع وأول مشفع وبالشفاعة العظمى في فصل القضاء ، وبالشفاعة في إدخال قوم الجنة بغير حساب ، وبالشفاعة فيمن استحق النار أن لا يدخلها ، وبالشفاعة في رفع الدرجات ناس في الجنة ، وبالشفاعة فيمن خلد في النار من الكفار أن يخفف عنهم ، وبالشفاعة في أطفال المشركين أن لا يعذبوا . وأنه اول من يجوز على الصراط . وبأمر أهل الجمع بغض أبصارهم حتى تمر بنته على الصراط . وأنه اول من يقرع أبواب الجنة ، وأول من يدخلها ، وبعده أمته وبالكوثر والوسيلة وهي أعلى درجة في الجنة . وقوائم منبره ذوائب الجنة ، ومنبره على ترعة من ترع الجنة ، وما بين قبره ومنبره روضة من رياض الجنة .
[ بعض ما اختص به من الكرامات والفضائل ]
وبأنه كان يرى من خلفه كما يرى من امامه ، ويرى في الليل والظلمة كما يرى بالنهار والضوء . وبأن ريقه يعذب بالماء الملح ، ويغذي الرضيع ، وعرقه أبيض من المسك . وإبطه أبيض غير متغير اللون لا شعر عليه . وما تثاءب قط ولا احتلم قط ، ولم ير له ظل في شمس ولا قمر . وكانت الأرض تطوى له إذا مشى ، وأعطى قوة أربعين رجلا . ومن رآه في المنام فقد رآه حقا فإن الشيطان لا يتمثل بصورته . ويحرم التقدم عليه ورفع الصوت فوق صوته والجهر له بالقول ، ونداؤه من وراء الحجرات والصياح به من بعيد . وتجب محبة أهل بيته وأصحابه . ومن قذف أزواجه فلا توبة له ألبتة كما قال ابن عباس وغيره .
بعض شمائله -صلى الله عليه وآله وسلم- : كان صلى الله عليه وآله وسلم يخطو تكفؤا ، ويمشي هونا ، ذريع المشية ، كأنما ينحط من صبب ، وإذا التفت التفت جميعا ، من رآه بديهة هابه ، ومن خالطه معرفة أحبه ، خافض الطرف ، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء ، جُلّ نظره الملاحظة ، يسوق أصحابه ، يبدأ من لقيه بالسلام ، متواصل الأحزان ، دائم الفكر ، ليس له راحة ، لا ينطق في غير الحاجة ، طويل السكوت ، يفتح الكلام ويختمه ببسم الله ، ويتكلم بجوامع الكلم فصلا لا فصولا فيه ولا تقصير . دمثا ليس بالجاحف ولا المهين ، يعظم النعم وإن دقت ، لا يذم شيئا منها ولا يذم مذاقا ولا يمدحه ، بل إن أعجبه أكل منه وإلا تركه ، يأكل بأصابعه الثلاث ، وربما استعان بالرابع ، ويلعق إذا فرغ الوسطى والتي تليها فالإبهام ، ويشرب في ثلاث أنفاس مضا لا عبا قاعدا ، وشرب قائما ، يأكل ما وجد ولا يتكلف ما فقد ، وإذا لم يجد شيئا صبر حتى شد الحجر على بطنه وطوى الليالي المتتابعة . وكان أكثر طعامه التمر وما أكل خبزا منخولا ولا على خوان بل كان يأكل على السفرة ، وربما وضع طعامه على الأرض ولا يأكل متكئا . وكان يقول : ( آكل كما يأكل العبد ، وأجلس كما يجلس العبد ) وما كان هذا لضيق بل باختياره . وكان صلى الله عليه وآله وسلم يعجبه من اللحم الذراع ، وكان يحب الدباء ويتتبعها من جوانب القصعة والبقلة الحمقاء والعسل والحلوى ، وأحب الفاكهة إليه العنب والبطيخ . وكان يدفع ضرر الأطمعة بعضها ببعض ، فربما أكل تمرا بزبد ، وبطيخا أو قثاء برطب . وكان لا يأكل وحده ، ونهى عن أكل الخبز وحده ، والنوم عقب الأكل . لا تغضبه الدنيا ، ولا ما كان لها ، ولا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها ، وإذا أشار أشار بكفه كلها ، وإذا تعجب قلبها كلها ، وإذا غضب أعرض وأشاح ، وإذا فرح غض طرفه ، جُلّ ضحكه التبسم ، ويفتر عن مثل حب الغمام . وكان يلبس ما يجد ، وكثيرا ما يلبس ثوبا واحدا ، ولا يلبس القميص والإزار بل يجعلهما فوق كعبيه أو إلى نصف ساقه ، ويجعل كم قميصه إلى الرسغ . وكان أحب الثياب إليه القميص ، وليست عمامته كبيرة ولا صغيرة . قال المناوي : لم يتحرر في طولها وعرضها شيء . ولبس العمامة البيضاء والسوداء والصفراء والأكثر البيضاء . وكان في الغالب يرخي لعمامته عذبة بين كتفيه أقل ما ورد في قدرها أربعة اصابع وأكثره ذراع ، ولبسها قلنسوة وبغيرها ، والقلنسوة بدون عمامة . وكان يكثر التقنع ، واشترى السراويل . وكان أحب الصبغ إليه الصفرة . ولبس صلى الله عليه وآله وسلم خاتما من فضة فصه منه ، وخاتما من فضة فصه عقيق في اليمين تارة وفي اليسار أخرى ، ولكنه في اليمين أكثر يجعل الفص جهة كفه . وكان نقش خاتمه " محمد رسول الله " ثلاثة أسطر . وكان فراشه صلى الله عليه وآله وسلم من أدم حشوه ليف ، وربما نام على الحصير وعلى الأرض . وكان صلى الله عليه وآله وسلم يحب الطيب ويكتحل عند النوم بالإثمد ثلاثا في كل عين ، ويدهن رأسه ويأخذ بالمقص أطراف شاربه ومن عرض لحيته وطولها ويسرحها بالمشط مع الماء . وكان صلى الله عليه وآله وسلم لا يجلس ولا يقوم إلا بذكر الله تعالى ، ولا يوطن الأماكن وينهى عن إيطانها ، وإذا جلس قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ، ويأمر بذلك . يعطي كل من جالسه حقه ، لا يحسب جليسه أن أحدا أكرم عليه منه . ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها أو ما يسره من القول . قد وسع الناس بسطه وخلقه ، فصار لهم أبا ، وصاروا عنده في الحق سواء . مجلسه حلم وحياء وصبر وأمانة ، لا ترفع عنده الأصوات . وكان صلى الله عليه وآله وسلم دائم البشر سهل الخلق لين الجانب ، ليس بفظ ولا غليظ ، ولا صخاب ولا فحاش ولا عياب ولا مزاح ، يتغافل عما لا يشتهي ، ولا يؤيس ولا يخيب فيه مؤمله . قد تطهر من ثلاث : المراء والإكثار وما لا يعنيه . وتزكي الناس نفسه من ثلاث : كان لا يذم أحدا ولا يعَيّره ، ولا يطلب عورته ، ولا يتكلم إلا فيما يرتجى ثوابه . إذا تكلم أطرق جلساؤه كأن على رؤوسهم الطير ، فإذا سكت تكلموا . ولا يتنازعون عنده ، إن تكلم أنصتوا له حتى يفرغ . وكان لا يقطع على أحد حديثه . خدمه أنس بن مالك رضي الله عنه عشر سنين إلى أن توفاه الله تعالى فما قال لشيء فعله : لم فعلته . ولا لشيء لم يفعله : لم لم تفعله . كان يقول في السراء : ( الحمد لله المنعم المتفضل ) . وكان يقول في الضراء : ( الحمد لله على كل حال ) . وكان يذكر الله على كل أحيانه . وكان يسلم على العبيد والإماء والصبيان . وكان يمازح الصغير ، ويلاعب الوليد ، ويمازح العجوز ، ولا يقول إلا حق . روي " أن امرأة جاءته فقالت : يا رسول الله احملني على جمل . فقال : إنما أحملك على ولد الناقة . قالت : لا يطيقني . قال : لا أحملك إلى على ولد الناقة . قالت : لا يطيقني . فقال لها الحاضرون : وهل الجمل إلا ولد الناقة " . وكان صلى الله عليه وأله وسلم يجيب دعوة الحر والعبد والأمة والمسكين ويقول : ( لو دعيت إلى كراع لأجبت ) . وكان يخصف نعله ، ويحلب شاته ، ويركب الحمار ردفا ، ويرقع ثوبه ، ويطحن مع الخادم ويأكل معه ، ويحمل بضاعته من السوق ، ويصافح الغني والفقير ، ويخالط أصحابه ويحادثهم ويمازحهم ، ويلاعب صبيانهم ويجلسهم في حجره ، وما دعاه أحد من أصحابه ولا من أهل بيته إلا قال : لبيك . وقال : ( لا تفضلوني على يونس بن متى ، ولا ترفعوني فوق قدري ، فتقولون فيّ ما قالت النصارى في المسيح . إن الله اتخذني عبدا قبل أن يتخذني رسولا ) روي أن رجلا دخل عليه - صلى الله عليه وآله وسلم - فقام بين يديه وأخذته رعدة من هيبته . فقال : ( هون عليك ، فإني لست بملك ولا جبار ، وإنما أنا ابن امرأة من قريش تأكل القديد بمكة ) فنطق الرجل بحاجته . وعن البراء بن عازب قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الخندق : ينقل التراب حتى وارى التراب صدره . وكان ينقل اللبن على عاتقه مع أصحابه عند بناء مسجده صلى الله عليه وآله وسلم هذا ولسان حاله يفصح عن قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( أنا سيد ولد آدم ولا فخر ) . وبالجملة فهو صلى الله عليه وآله وسلم أجل وأعظم من أن يحيط ناعت بوصفه ولكن ما وصفه من وصفه إلا بقدر ما ظهر له منه صلى الله عليه وآله وسلم .
| |
|