في الوقت الذي عادت فيه البسمة الي مواطني أسوان بعد زيارة الرئيس الأخيرة ومتابعته أحوالهم أولا بأول وقراره برفع التعويضات لبناء المنازل المضارة من15 إلي25 الف جنيه, بدأت لجان حصر الخسائر عملها في جنوب سيناء تمهيدا لتقديم التعويضات المناسبة للمضارين
أما في شمال سيناء فتحولت عاصمتها العريش إلي شطرين مما ضاعف من معاناة المواطنين.. علي كل الأحوال انحسرت السيول وبقيت آثارها المؤلمة التي لن تمحي من الذاكرة. المواطنون الذين عادوا للحياة بعد الليالي العصيبة تحدثوا لـ الأهرام وتذكروا الرعد والبرق وكرات الثلج.
في أسوان: قال خليفة عبدالراضي: في لحظات فقدت منزلي المكون من3 حجرات بعد ان انهمر السيل علينا من الجبل وفي عشر دقائق اصبحنا نتخبط في الظلام انقذت اولادي وزوجتي وحملت امي المسنة علي مصطبة مرتفعة لم تصلها مياه السيول وسلمونا بطانية وعلبة جبن وعيش وفقدت كل ما أملك.
* محمد ناصر أحمد بحري نجع العجيبات: داهمنا السيل ونحن نيام فجأة تلبدت السماء وانهمر المطر مصحوبا بالبرق والرعد وفي فترة لا تزيد علي10 دقائق غرقنا, والعجيب اني رأيت كرات الثلج تسقط من سماء أسوان؟! وكان كل ما يهمنا ان ننجو بأرواحنا ولم نستطع انقاذ أي شيء.
* اسامة محمد احمد وعادل محمد حسن جاران: سقطت الحوائط بين منزليهما بسبب السيول وتعاونا في انقاذ الاولاد والنساء وهذه عاصفة لم تحدث من قبل في اسوان منذ عشرات السنين.
ولجأت اسرة السيدة وهيبة ربيع الي مكتب الأهرام للابلاغ عن تعذر نقلها الي المستشفي التعليمي لسوء حالة الطرق بعد ان وقع سقف الحجرة علي قدميها واقعدها عن الحركة ونقل مكتب الأهرام الشكوي للدكتور حسن عبدالقادر الذي وجه سيارة4*4 مجهزة بأدوات طبية وطبيب ومسعف نجحوا في الوصول الي منزل والد زوجها ونقلت للمستشفي التعليمي, وقام فريق من الاطباء بالكشف عليها بالاشعة والتأكد من سلامة قدميها وتقديم العلاج بعد تجبيس احدي القدمين واعادتها لمنزلها.
وتقص وهيبة ربيع لحظات الهلع التي تعرضت لها مع أسرتها: قبل فجر يوم الاثنين فوجئنا بالسماء تزمجر وبرق ورعد ايقظنا من النوم ثم انفتحت شلالات المياه من السماء المصحوبة بكرات ثلجية, وفي لحظات اطاحت الرياح الدوامية بالسقف وسقطت المروحة علي قدمي, الامر الذي شل حركتي وتوالي سقوط حوائط الحجرة واصبح السرير قارب يسير في نهر من المياه.
ويحكي ابناء شمال سيناء فصولا اخري من المأساة فيقول تيسير محمد حسين منصور ومنزله بجوار الوادي وبجواره محله الذي يعمل به ترزيا: جاءنا السيل بدرجة لم نكن نتوقعها ودمر كل شيء المنزل والمحل وخرجت أنا وزوجتي واولادي نهرب منه حتي ننقذ ارواحنا وتركنا كل شيء واصبحنا بلا مأوي ولا حتي مصدر رزق استطيع ان اصرف علي اولادي واصبحنا في الشارع فتصرخ زوجته وين نروح انا واولادي الستة وزوجي لايوجد مكان ننام فيه ولا أي شيء..العوض عند الله.
ثم وجدنا سيدة تجلس في الشارع تجاوزت العقد السادس من العمر وهي تبكي وتقول الحمد لله ربنا يعوض علينا ـ واتضح انها من اقرب المنازل بجوار وادي العريش غرقنا كلنا وخرجنا انا واولادي واحفادي وتركنا كل شيء ودخلت المياه منازلنا وتسببت في انقطاع الكهرباء وتدمير ما بالمنزل رغم الاثاث المتواضع وبكت ابنتي علي اقتراب موعد زفافها وكل جهازها تدمر بالكامل ونحن علي قد حالنا ولايوجد لي مورد للرزق غير معاشي الذي يبلغ200 جنيه فقط وتبكي ولكن ربنا معانا.
وقال صبحي محمد حسين وعنده ورشة كريتال: ان السيل جاء فجأة وغرق ما حولنا ودخل علي الورشة ودمر المنزل والورشة بالكامل بالمياه ودمر جميع اجهزة الورشة من ماكينات وترانسات لزوم العمل بالورشة وايضا دمر جميع الاجهزة الكهربائية بالمنزل, ويقول إن المياه دخلت المنزل وهي مختلطة بالطين الذي اتلف جميع اثاث المنزل ومحتوياته.
تقابلنا مع اسرة محمد عبدالعزيز الذي يسكن بجوار مدرسة حمدان خليل بجوار مصب الوادي والاسرة مكونة من ستة افراد والمنزل تهدم بالكامل ولم يبق شيء ولايستطيع رب الاسرة الانفاق علي بناء منزل آخر فيقول لا حول ولا قوة إلا بالله.
أما فؤاد عزام فيقول: دخلت المياه منزلنا وتسببت في تدمير الكثير والكثير ولم يبق لنا أي شيء بالمنزل وهربنا انا وزوجتي واولادي عند احد اقاربنا لأنه ليس لدينا منزل.
أما صالح احمد محمد فتدمر منزله بالكامل بسبب السيل وزوجته تصرخ وتبكي لم نسدد حتي الآن اقساط المنزل وبعت كل شيء حتي اقوم ببنائه والاسرة تتكون من عشرة افراد وزوجي يعمل موظفا بسيطا وين نروح مين حيعول اسرة كبيرة بهذا الشكل لقد كان السيل كاسحا جارفا لايبقي ولايذر وتركنا منازلنا وتركنا معها نصف ارواحنا فالمال يعادل الروح.
ومن ضمن شهود العيان الاستاذ عبدالله قنديل عضو مجلس محلي المحافظة يقول انه شاهد الاسر وهي تسرع في جميع الاتجاهات هربا من السيل المفاجئ ولم تتوقع ان يدخل السيل بيوتهم. والكل خرج مسرعا كما هو رأيت من يخرج وهو يحمل طفلا ورأيت من يخرج وهو يحمل تليفزيونا ورأيت المرأة المسنة يساعدها مجموعة من الشباب ورأيت رجال يبكون علي تحويشة العمر في بناء مسكن تهدم من السيل.
ويقول أسامة ذكري عضومجلس محلي المحافظة ان الاضرار التي واجهت المواطنين اضرار بالغة وكثيرة علي قدرة المواطن البسيط الذي لايملك إلا قوت يومه وان السيل له اضرار كثيرة وايضا له منافع ولابد ان نستفيد من الدرس في المستقبل ولابد ان ندرس جيدا ما الذي نقوم به في وضع خطط مستقبلية للاستفادة من المياه وحماية المواطنين البسطاء وتوفير الامن والامان والتفكير في انشاء عدة خزانات وسدود للاستفادة من كميات المياه الكثيرة في المستقبل حيث انه اتضح ان كمية المياه الناتجة عن السيل كثيرة جدا ولابد من الاستفادة منها في الزراعة.