رباب عقل عضو
عدد المساهمات : 34 تاريخ التسجيل : 23/01/2010
| موضوع: الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا الإثنين 25 يناير - 0:00:16 | |
| الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا
--------------------------------------------------------------------------------
أستطيع أن أدعي أنني لا أفلسف الأمور أحيانا. . ولكنني أرى أهمية كبيرة لفلسفة بعض الأمور ومحاولة الخروج عن المألوف دون الخروج عن دائرة المعروف وليس المتعارف عليه !!
وإذا رأى أحد أن تلطيخ البياض بالسواد هو ضرب من الفساد...
فلعله لا يعرف أن وظيفة الكاتب هي تلطيخ بياض الصفحات بالأسود لتصيغ أفكاره جملا معبرة وكلمات جميلة. هذه مقدمة بسيطة كان لا بد منها قبل دخولنا في الموضوع. قبل أكثر من شهر حلت ذكرى عيد ميلادي الـ (...)
وجلست متفكرا بسيل الهدايا وربما منتظرا لها ومن ثم خطر لي سؤال: لماذا يقوم الأصدقاء بإعطاء الهدايا لي في عيد ميلادي... هل لأنني كبرت فعلا...
أم أنني أصغر رويدا رويدا...
وحتى أوضح الفكرة لو فرضنا أن العمر المقدر لي من رب العالمين هو 50 سنة وأنا احتفل بعيد ميلادي الثلاثين...
فإنني حقيقة بقي لي من العمر عشرين سنة فقط وهو أقل مما مضى من عمري, وكلما زاد عمري سنة اقتربت من العمر المفترض لي وهو الخمسين سنة...
أي أن سنواتي في الحياة تقل وأن العمر الممنوح لي يقل سنة عن سنة واقترب من موتي!! كلما كبرت عاما فإنني في حقيقة الأمر أصغر رويدا رويدا...
لذلك يجب علي أن أقوم أنا بتقديم الهدايا لأصدقائي لأنني لا زلت حيا.. ولكي أشعرهم أن هذه السنة من عمري لم تذهب هدرا..
وأنني أتذكرهم وأقدم لهم الخير في عيد ميلادي!! وفيما بقي من عمري. وسأضرب مثلا واضحا للمنطق المعكوس الذي نحياه ولكن بعد أن أعرف ماذا أعني بالمنطق المعكوس: فالمنطق المعكوس هو أننا " في حياتنا نرى الأمور منطقية بينما المنطقي هو عكس ما نراه تماما "
... وإليكم المثال: ذبح رسولنا الكريم شاة وأرسلها إلى أم المؤمنين عائشة التي بدورها تصدقت بها كاملة ما عدا الكتف لعلمها أن الرسول يحب من الشاة كتفها، وعندما عاد رسولنا الكريم قال لها ماذا فعلت بالشاة، فردت ذهبت كلها وبقي الكتف (قصدت تصدقت بها عدا الكتف الذي بقي)، فقال لها الرسول الكريم:" بل بقيت كلها عدا الكتف " وقصد بذلك أن أجر هذه الشاة قد كتبه الله لها كاملا لتصدقها بها عدا أجر الكتف.. فالمنطق الذي نتعامل به أن الشاة ذهبت إلا كتفها.. بينما المنطق المعكوس أنها بقيت إلا كتفها.
وهناك حديث للرسول معناه : "الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا".. أي أن الناس في حياتهم رغم ما يبدو عليهم من وعي إلا أنهم غافلين عن الآخرة وكأنهم نيام فإذا مات أحدنا انتبه وتيقظ وعاد إليه الوعي الحقيقي...
وهكذا فالمنطق المعكوس قد يكون الحل الحقيقي للذين يعانون من تفكير العالم من حولهم ونظرتهم للأمور...
وأنا متأكد أن الكثير منكم لديه أمثلة على هذه النظرة وعلى المنطق الذي يتعامل به الناس بينما المنطق الحقيقي هو المنطق المعكوس!!
وأنا أنتظر منكم هذه الأمثلة!!
__________________ | |
|