حسن الحبشي مرشح الوطني الذي "أفشلوه" بدمياط : أحمد عز وأمثاله مسيطرون علي الحزب بالمال

«حسن الحبشي» هو عضو مجلس الشوري السابق عن دائرة دمياط وكفر سعد لثلاث دورات، وقد كان أحد الضحايا الذين قرر الحزب الوطني التضحية بهم لصالح مرشح حزب التجمع فقام الأمن خلال يوم الانتخابات بطرد المندوبين من اللجان وتسويد البطاقات الانتخابية لتسفر الانتخابات عن فوز «صلاح مصباح» ـ مرشح التجمع ـ بـ 131 ألف صوت مقابل 90 ألفاً للحبشي.

«الدستور» التقت معه لتحاوره حول ظروف إخفاقه في الانتخابات والتضحية به لصالح المعارضة.

> بماذا تصف ما حدث معك في انتخابات «الشوري» والتضحية بك لصالح مرشح التجمع المعارض؟

ـ ما حدث معي في انتخابات «الشوري» كان نتيجة صفقة تمت بين الحزب الوطني وأحزاب المعارضة دون أدني اعتبار للقيادات الحزبية ولا لتاريخها البرلماني، فما حدث هو صفعة علي وجه نواب الوطني الذين تم التضحية بهم من أجل إرضاء عيون المعارضة بمصر وعشان الغرب «ميقولش» عن الحزب الوطني إنه يحتكر المراكز القيادية، وكذلك مقاعد مجلسي الشعب والشوري لرجاله فهذه محاولة من الحزب الوطني لحفظ ماء وجهه، لكنها محاولة فاشلة لأنها قلبت رجاله عليه وأنا أحدهم.

> هل كانت هناك مؤشرات تشير إلي إمكانية التضحية بك منذ تقدمك للمجمع الانتخابي للحزب الوطني؟

ـ كنت مطمئناً إلي أنني النائب القادم حسبما كان يؤكده المهندس أحمد عز ـ أمين تنظيم الحزب الوطني ـ في كل لقاءاته بالنواب والقيادات الحزبية فقد كان يردد دائماً أن النائب الحالي هو النائب القادم، لكن ما حدث في «الشوري» أكد أن هذه مجرد مسكنات يصرفها «عز» للنواب لتسكينهم وضمان ولائهم له، والدليل علي ذلك أنني تقدمت للمجمع بعد أن حصلت علي وعد صريح وغير معلن بأنني النائب القادم واستبشرت خيراً بإعلان نتيجة المجمع واختياري كمرشح للحزب، لكن يبدو أنها كانت بمثابة مسرحية هزلية كنت أنا أحد أبطالها دون أن أعلم ومخرجها ومؤلفها هو «أحمد عز» وضحك علينا نحن المخدوعين في نهايتها.

> هل تعتقد أن المنهج الذي اتخذه الحزب الوطني في الشوري يمكن أن يتكرر في انتخابات مجلس الشعب والتضحية ببعض نوابه لصالح المعارضة؟

ـ من المؤكد أن ما حدث في «الشوري» سيحدث في الشعب، والأرجح أنه سيحدث في نفس الدائرة وهي دائرة كفر سعد لأن هناك صفقة بين «الوطني» و«الوفد» بحصول سامي بلح ـ رئيس لجنة حزب الوفد بدمياط ـ علي مقعد الفئات بمجلس الشعب والإطاحة بنائب الوطني، ومن المؤكد أن السياسة التي ينتهجها الحزب الوطني ستؤدي إلي فشله، وأنه بالفعل بدأ يفشل بعد أن أعلن كثير من قيادات الحزب في دمياط وكفر سعد، وكذلك هيئة مكتب كفر سعد اعتزامهم تقديم استقالات جماعية من الحزب احتجاجاً علي ما حدث في «الشوري» والتزوير الذي تم لصالح مرشح التجمع، فالحزب الوطني «ياكل أولاده ويحرقهم داخل الشارع» وبين دوائرهم، فما حدث معي كمرشح وطني لم يحدث مع مرشحي جماعة الإخوان فالأمن تعامل معي علي أنني مرشح للإخوان وليس للحزب الوطني.

> هل ستحتفظ بعضويتك بالحزب الوطني، وما دور الأمانة العامة أثناء ما حدث يوم الانتخابات؟

ـ سأتقدم باستقالتي من الحزب الوطني خلال ساعات وسأنضم إلي حزب «الجبهة» الديمقراطي الذي يترأسه الدكتور «أسامة الغزالي» وسأتصل بالغزالي لإعلان رغبتي في الانضمام إلي حزب «الجبهة» وأخوض انتخابات الشعب عن حزب معارض لأن الحزب الوطني بدمياط أصبح لا وجود له،ـ فالمهندس عبدالرزاق حسين ـ أمين الحزب الوطني بدمياط ـ مغيب تماماً وآخر من يعلم شيئاً عن الحزب وصفقاته فهو مغيب تماماً فالأجدر به أن يتقدم هو الآخر باستقالة حفاظاً لماء وجهه، خاصة بعد أن قمت بالاتصال تليفونياً بالمهندس «أحمد عز» يوم الانتخابات مساءاً وقبل الفرز لأستفسر عما يحدث من تسويد البطاقات الانتخابية لصالح مرشح التجمع، فجاء رد «عز» بأنها عملية «نسبة وتناسبه» وما يحدث من تسويد للبطاقات لمرشح التجمع جاء حتي لا يكتسح مرشح الوطني ويقال عن الحزب الوطني إنه قام بتزوير الانتخابات وقد طمأنني بأنني النائب القادم وسيظل علي اتصال معي حتي إعلان النتيجة ولكن ما حدث أن الفرز تم خلال ساعتين فقط مع العلم بأن عدد الأصوات التي يتم فرزها تتعدي الـ 200 ألف صوت، ومع ذلك تم ذلك في ساعتين، ولم تحدث عملية فرز للأصوات بل قام رجال الأمن وجهات أمنية متعددة بالدخول إلي لجنة الفرز وإسناد أوامر إلي رؤساء اللجان بتقطيع محاضر اللجان التي تبين عدد الأصوات التي حصل عليها المرشحين واستبدالها بمحاضر أخري تم إعدادها مسبقاً من قبل الأمن، وتبين حصول مرشح التجمع علي أعلي الأصوات، وحاولت الاتصال مراراً بـ «أحمد عز» ولكنه لم يرد وحاولت رغم أنني نائب وطني قبل أن يولد «أحمد عز» ويعرف معني كلمة حزب وطني، فعز وأمثاله جميعهم ـ أولاد امبارح ـ علي حد قوله ـ ومع ذلك فهم الذين يسيطرون علي الحزب بلغة المال.