عمّا قريب، وربما أقرب ممّا يتصوّر كثيرون، سيكون بمقدور مُستخدمي الإنترنت التواصُل المباشر ومُعانقة بعضهم بعضاً، بفضل وصلة «روبوت» تولّد لدي مَن يرتديها إحساساً بالمُلامسة الجسدية. الوصلة/الروبوت، المُسمّاة «آي فيل-أي آم» أي (أنا أشعر-أنا أكون)، وهي من ابتكار علماء يُقيمون في اليابان، تستطيع أن تُحاكي مجموعة من الأحاسيس مثل دقات القلب والعناق وتفاعُلات المعدة وارتعاشات العمود الفقري.
ويأتي الابتكار الجديد ضمن سلسلة من الأدوات التفاعلية المستقبلية تمّ عرضها خلال مؤتمر دولي حول الأحاسيس البشرية عُقد في منتجع «ميجيف» الشتوي الفرنسي، حيث عرضَ د.ميتري تسيتسيروكو، الأستاذ المساعد في جامعة تويوهاشي اليابانية للتكنولوجيا، الطريقة التي اتُبعت في تصميم وتنفيذ لمسة أكثر إنسانية علي أثير عالَم الإنترنت.
يقول تسيتسيروكو في معرض تفسيره لهذه الخطوة إن إنسان العصر يكاد يغرق بين وسائط الاتصال عَبْرَ الإنترنت والرسائل القصيرة والبريد الإلكتروني والـ«تويتر» والرسائل الفورية والمرئيات ثلاثية الأبعاد، إلا أن الناس لا يتواصلون بواسطة الأحاسيس. ويضيف تسيتسيروكو إنه يتطلع إلي خلق تجربة تفاعُلية عميقة وليس مجرّد نبضات تُحدثها رسالة قصيرة لدي المرء وتحجبها الثياب التي يرتديها، ذلك أن الانفعالات هي التي تجعل الاتصال مُفعماً بالحياة.
الوصلة/الروبوت الجديدة هي نتيجة خمس سنوات من البحث وتشتمل علي مجموعة معقدة من المِجسّات والموتورات وأجهزة الاهتزاز ومكبّرات الصوت المُدمجة والمتشابكة داخل سلسلة من الشرائط الخَيطية.
وتولّت ألينا نيفياروسكايا، الباحثة في جامعة طوكيو، فكّ رموز الرسائل المشحونة بالأحاسيس التي تحتوي عليها النصوص المكتوبة، لتوليد ردود الفعل الملائمة داخل الروبوت. وباستطاعة الوصلة تمييز 9 أحاسيس مختلفة، ومن بينها الشعور بالفرح والخوف والاهتمام والذنب والغضب بدقة تصل إلي 90 في المئة وتستطيع أن تُحدث مشاعر بدنية تتناسب معها لدي مُستخدم الإنترنت، مثل الارتعاش وسرَيان الدفء في الأوصال.
وعلي الرغم من توصّل العلماء بواسطة التكنولوجيا الجديدة إلي إضافة آلية الرغبة الجنسية، فقد اختاروا أن يتفادوها حرصاً علي عدم التحوّل عن الجانب الخاص بالمشاعر في أبحاثهم.
وقد استوحي العلماء من روح فيلم «أفاتار» الذي شغلَت به هوليوود العالم ولاتزال، ليجرّبوا الروبوت الجديد أثناء المؤتمر المتخصّص علي الفيلم ثلاثي الأبعاد أيضاً «الحياة الثانية» وفيه تتبادل شخوصُه العناق متأثرةً بالمشاعر الحقيقية للمشرفين عليه من البشر العاديين.