في سهرة رمضانية كروية مرتقبة من ليالي القاهرة والاسكندرية الساحرة يسدل الستار اليوم علي مباريات الأسبوع الثالث لبطولة الدوري العام لكرة القدم بإقامة لقاءين غاية في القوة والإثارة يجمع الأول بين الأهلي بطل المسابقة والمصري البورسعيدي باستاد القاهرة الدولي وهي المباراة التي تمثل اختبار للأهلي قبل مواجهة شبيبة القبائل الجزائري في البطولة الإفريقية يوم الأحد القادم. وفي المباراة الثانية يلتقي الاتحاد السكندري زعيم الثغر مع طلائع الجيش باستاد الإسكندرية عروس البحر الأبيض المتوسط وتبدأ أحداث المباراتين في التاسعة والنصف مساء.
وعندما نتحدث بشيء من التفصيل عن مباراتي ختام الأسبوع الثالث من رحلة قطار الدوري البطولة الأهم والأغلي في مصر لابد أي نبدأ من استاد القاهرة حيث اللقاء الذي يجمع بين النادي الأهلي فارس الكرة المصرية وصاحب الشعبية الطاغية والمصري البورسعيدي أحد أعرق أنديتنا الكروية ويمكن القول ان هذا اللقاء يمثل إحدي المحطات الهامة دائما في قطار الدوري العام والتي تنتظرها الجماهير بلهفة وشغف لما تحفل به مباراة الناديين العريقين من إثارة ومتعة وتشويق لما تضمه صفوفهما من نجوم بارزة ومؤثرة طالما أثرت الملاعب وأسعدت عشاق الأهلي والمصري بمهاراتها العالية وبموهبتها المتميزة في فنون الساحرة المستديرة.. ولعل إصرار مجلس إدارة النادي المصري برئاسة كامل أبو علي علي أن يدير هذا اللقاء طاقم حكام أجنبي علي نفقة المصري يعكس لنا ما تحظي به هذه المواجهة من أهمية وحساسية خاصة لدي جماهير الناديين.. وتقرر أن يدير اللقاء طاقم حكام دولي من بلجيكا.
يدخل فريق الأهلي هذا اللقاء وهو مكتمل الصفوف بعد تماثل ثلاثي خط الهجوم محمد فضل وفرانسيس الليبيري وأسامة حسني للشفاء لتكتمل بذلك القوة الضاربة لفريق الأهلي بعد أن أصبحت الفرصة قائمة أمام جهازه الفني بقيادة حسام البدري للاستعانة برأس حربة صريح علي الأقل ممن يمتلكون الخبرة بجانب محمد طلعت المهاجم الصاعد والذي استعان به في المباريات السابقة الافريقية والمحلية.. وبالطبع فإن مواجهة المصري تمثل خطوة هامة أمام الأهلي في رحلة الدفاع علي لقب الدوري الذي يحمله الاهلي للعام السادس علي التوالي دون منازع وهذا يتطلب تحقيق الفوز في تلك السهرة الرمضانية علي المصري البورسعيدي المعدل جدا هذا الموسم.
الأهلي ترك قمة الدوري للانتاج الحربي والإسماعيلي منذ انطلاق المسابقة هذا الموسم بعد تعادله في افتتاح الدوري مع اتحاد الشرطة ثم فوزه في الأسبوع الثالث علي طلائع الجيش بهدف لدينامو ونجم خط الوسط حسام عاشور.. غير أي نسبة تراجع التهديف لدي هجوم الاهلي أصبحت تثير حالة من القلق لدي جماهيره وإذا كنا نعتبر أن الاهلي يمتلك أفضل وأخطر وأقوي خط وسط في مصر ولدي أفراده القدرة علي صنع الفارق للأهلي وترجيح كفته في أي لحظة انطلاقاً من أن القادمين من الخلف لديهم الفرصة لغزو مرمي المنافسين سواء بالتسديد البعيد أو الاختراق لعدم خضوعهم للرقابة بجانب امتلاكهم لمهارات فردية وفنية وخبرات فائقة بقيادة نجومه محمد بركات ومحمد أبو تريكة وحسام غالي واحمد حسن وحسام عاشور وجدو وأحمد فتحي ومحمد شوقي ولكن وجود هذا الكم الهائل من نجوم الوسط الهدافين القادمين من الخلف لا يمنع من حاجة الأهلي لرأس حربة صريح يكون محطة قوية قادرة علي استغلال أي كرة داخل المنطقة الخطرة في التهديف.. المهم أن الأهلي في نفس الوقت يتمتع باستقرار علي جانب آخر في خط الدفاع بقيادة الصخرة وائل جمعة واحمد السيد وسيد معوض وشريف عبدالفضيل ومن خلفهم يزداد الوحش شريف إكرامي تألقا وإجادة في الدفاع عن مرمي الأهلي.
أما النادي المصري البورسعيدي فيدخل هذا اللقاء علي بطل الدوري ورصيده ثلاث نقاط حققها من الفوز علي الطلائع في افتتاح المسابقة ولكنه عاد وخسر امام الجونة.. ولكن المهم هنا انه يدخل هذا الموسم تحديدا بفكره يتماشي مع متطلبات مع عصر ونظام الاحتراف لأول مرة تحت قيادة مجلس ادارته برئاسة كامل أبو علي والذي أعاد بناء فريق المصري من جديد بتكلفة تجاوزت ال 25 مليون جنيه وقام بتأسيس شركة مساهمة باسم النادي وبالتعاقد مع رعاة لتنمية موارد المصري المالية وجعله قادرا علي الوفاء بمتطلبات نظام الاحتراف ولذلك شهدت صفوف الفريق ضم العديد من النجوم البارزين امثال سامح العيداروس واحمد مجدي واحمد الميرغني وعبدالسلام نجاح وهاني سعيد وايمانويل إيواه وعبدالله سيسه وهناك الحارس الأمين أمير عبدالحميد ونجوم الدفاع أحمد فوزي وتامر أبو جبل واحمد شديد قناوي يقودهم المدير الفني مختار مختار وفي ظل هذه التطورات الجديدة التي شهدها اعداد فريق المصري علي كافة الأجهزة الفنية والمالية والادارية فإن الطموح لإدارة النادي وجماهيره أصبح كبيرا إلي حد المنافسة علي الوصول للمربع الذهبي للدوري العام هذا الموسم.
لقاء غامض في الاسكندرية
وفي استاد الاسكندرية يستقبل فريق الاتحاد السكندري زعيم الثغر طلائع الجيش في سهرة كروية رمضانية لا تقل أهمية وسخونة وايضا غموضا عن لقاء القاهرة.
فالاتحاد صاحب الأرض بقيادة مدربه البرازيلي كابرال يعيش حالة من الاستقرار الفني منذ قدومه مستفيدا من دعم ومساندة مجلس الإدارة برئاسة النائب محمد مصيلحي والذي استطاع أن يعيد ترتيب بيت زعيم الثغر من الداخل وبدأ فريق الكرة يجني ثمار هذا الجهد ويقف علي أرض صلبة ويدخل الاتحاد لقاء اليوم ورصيده نقطتان من تعادلين وأهمية المباراة تكمن في كونها تمثل نقطة انطلاق لتحقيق أول انتصار للفريق هذا الموسم مستغلا اقامة اللقاء ووسط جماهير عشاق زعيم الثغر حتي لو كان تحقيق الفوز يتطلب التفوق علي فريق عنيد يمتلك الخبرة مثل الطلائع ويقوده مدرب كفء هو فاروق جعفر والذي يدخل المباراة وهو يعاني من جراح شديدة ونزيف كبير في النقاط بعد خسارته أول مباراتين في الدوري كان آخرها أمام أهلي البطولات.