تستعرض الدكتورة صباح عمار، المدرس بقسم الباطنة والجراحة بكلية التمريض جامعة حلوان، بعض الدراسات المتعلقة بالجرجير، حيث تقول ظل الجرجير مادة للزينة فى الكثير من البلدان، وفى القرن السابع عشر استخدم لعلاج الصلع والنمش.
وإذا كانت كل هذه المزاعم القديمة موضع شك فإن فى الجرجير 15 نوعًا من الفيتامينات والمعادن، ويؤمن العلماء اليوم أن جرعة يومية من الجرجير قد تساعد على محاربة سرطان الثدى.
وخلال هذا الشهر اكتشف الباحثون فى جامعة ساوث هامبتون الإنجليزية أنه بتناول بعض من الجرجير يوميًا يتكون فى الدم لدى عدد من النساء اللواتى شفين من سرطان الثدى جزيئات محاربة للسرطان فى دمهن بعد ساعات قليلة من تناولهن للجرجير. ووجد الباحثون المشاركون فى التجربة العلمية أن مركب "فينيثيل ايسوثيسيانت" الذى يعطى الجرجير طعمه قد أوقف عامل الهايبوكسيا الجاذب للبروتين المساعد على نمو أورام السرطان.
كذلك وجدوا أن الجرجير يساعد على "إغلاق" الإشارات التى تبعثها الخلايا السرطانية طالبة الجسم إعطاءها مزيدًا من الدم والأكسجين.
وقال البروفسور جراهام باكهام، الذى ترأس فريق البحث لمراسل صحيفة الديلى ميل: "فوجئت أنه لتناول قدر قليل من الجرجير القدرة على إنتاج مستويات ملحوظة من هذا المركب فى الدم. ولابد أن يكون هذا التأثير قائمًا مع أنواع أخرى من السرطان".
لكنها ليست المرة الأولى التى اكتشف فيها تأثير الجرجير فى محاربة السرطان. فقد وجد فريق من العلماء الأيرلنديين أن تناول جزء صغير من الجرجير يخفض من تخريب الحمض النووى وهذا يعتبر عنصرًا هامًا فى تحفيز الجسم لنمو خلايا السرطان فيه. وشملت تلك التجربة إعطاء بعض من الجرجير الطازج لستين شخصًا سليمًا من الرجال والنساء كل يوم ولمدة 8 أسابيع. ووجد الباحثون الأيرلنديون أن الجرجير زاد من قدرة الخلايا لمقاومة العطب الناجم عن الأجسام الحرة.
لكن فوائد الجرجير لا تقف عند منع الإصابة بالسرطان فحسب بل إنه "مملوء بالمواد المغذية بما فيها الحديد والكالسيوم وفيتامينا أيه وسى. وهو منخفض فى مادة الصوديوم وعال فى الماء لذلك فإنه منخفض جدا فى عدد السعرات الحرارية". كذلك فإن الجرجير مصدر ممتاز للمواد المغذية النباتية ذات الخصائص المضادة للمواد المؤكسدة مثل ايسوثيوساينيتس وفلافونويد وكاروتينويد.
إن "الجرجير يحتوى أيضًا على مادة اللوتاين وهو واحد من أنواع الكاروتينويد الموجود فى البرتقال والفواكه والخضراوات الصفراء والحمراء وهذه المادة تلعب دورًا مساعدًا فى إبقاء أمراض القلب والسرطان والهبوط العضلى بعيدًا عن جسم الإنسان".