بلا ضجيج كيف نربي أولادنا؟
أ.د. عبدالحميد أباظة
الأثنين 6 ديسمبر 2010
جريدة المساء
استمعت إلي قصة أثرت في بشدة وقد تكون قصة عابرة تحدث يوميا في كل مناحي الحياة لكنها تحتاج وقفة شديدة وتأملاً لأنها قد تكون احد اسباب كوارث مجتمعنا وحياتنا. القصة ببساطة سمعتها من مدير احدي المدارس انه حدثت مناقشة شديدة بين مدرس وتلميذة في المرحلة الاعدادية كالعادة تجاوز الطرفان وحتي هذا غير مقبول أن ترد تلميذة علي مدرس لكن طبعا ممكن تكون المدرسة تجاوزت وهذا مرفوض لكنه افراز مجتمع. المهم تم انهاء الأمر وانتهت القصة مثل عشرات الأحداث العديدة في مدارسنا وغيرها إلا ان مدير المدرسة فوجيء في اليوم التالي بانقلاب وتحرك علي مستوي رفيع جدا لرؤسائه في الحضور بأنفسهم للمدرسة للوقوف علي ما حدث وعندما عرفوا بالأمر طلبوا طلبا غريبا للغاية وهنا مربط الفرس طلبوا حضور التلميذة لمكتب المدير لتعرف التلميذة ان الأساتذة الأفاضل ذوي المنصب الرفيع بالتعليم حضروا بأنفسهم للوقوف معها. أي والله كان هذا الطلب. أيها الناس هل هذا يعقل؟ المهم بسؤالي الفضولي عرفت ان الهانم التلميذة أبوها ووالدتها أصحاب شكاوي ومن الواصلين.. لناس في المديرية والمحافظة والوزارة نفسها والزوجان يهددان ليل نهار وأمام أولادهم انهما واصلان وحايبهدلوا المدرسين والمدير اذا تجرأ وزعل الهانم بنتهم يعني لازم يمشوا علي الطريق المستقيم وإلا.
ان بعض المخرفين والمنافقين والفاسدين "وهذا هو الفساد بعينه" في وزارة التربية والتعليم يحركون الشكاوي ضد هؤلاء المدرسين والمديرين وغيرهم لخدمة أصدقائهم ومعارفهم ومن ليس له صوت تضيع حياته حتي لو كان ممتازا نعم هذا ما يحدث. ثم نطلب تربية لأبنائنا وبناتنا نطلب قيما ومباديء وأخلاقا وفضيلة كيف وأمثال هؤلاء مع شبكة الفساد والمحسوبية والتهديد والتنكيل متشعبة ومسيطرة لا علي التعليم فحسب لكن كل مؤسسات الدولة "انت مين؟" أيها السادة كيف نربي أبناءنا وعلي ماذا نربيهم؟ لو كان هذا هو الحال الأسري والعائلي والمؤسسي الذي يسير خلفهم خوفا وحسبانا لهم فعلي الدنيا السلام.