د.حمزة زوبع
فى رثاء عالم جليل متواضع بالأمس رحل!
ا
لأثنين، 20 يوليو 2009 - 10:42
عرفته قبل سنوات قليلة وياليتنى عرفته قبل ذلك بكثير، ذلك هو الدكتور بدر الدين غازى عطية أحد علماء مصر فى مجال الكيمياء وهو أحد القلائل الحاصلين على درجة دكتوراه العلوم DSc وهى درجة علمية بعد درجة دكتوراه الفلسفة المعروفة اختصارا بـPhD، وهو اأيضا رئيس سابق لنادى أعضاء هيئة التدريس فى جامعة القاهرة فى عصرها الذهبى فى نهاية الثمانينيات من القرن الماضى.
وبعيدا عن التفوق العلمى الذى جعله رمزا للعالم المصرى أينما حل أو رحل فى مصر وأمريكا ودول مجلس التعاون الخليجى فقد عرف الدكتور بدرالدين غازى بالتواضع الجم والأدب الشديد مع الجميع بدءا من تلامذته وانتهاء بأساتذته ومرورا بزملائه.
عرفته وشرفت بصحبته وتمنيت أن يطول الوقت لأنهل من علمه وسعة اطلاعه وخبراته المتنوعة وافكاره المبدعة وأتعلم من جميل خلقه وسعة صدره وكريم حلمه وعظيم كلماته على قلتها.
كان الدكتور بدر الدين غازى يجيد فن الاستماع والإنصات بشكل لافت للنظر، لكنه إذا تكلم أثر فيمن حوله وأجبر الجميع على الإنصات الجميل للاستفادة من خبرة الرجل المتنوعة فى العلم والسياسة والتربية وفنون الحياة.
نال الدكتوراه من أمريكا ودرس فى جامعاتها وعلى يديه تخرج العديد من طلبة الماجستير والدكتوراه فى أمريكا ومصر والعالم العربى، وكانت له خبرة كبيرة فى فهم الواقع الأمريكى، وكان يرى أن الساسة العرب ليسوا ملمين بالحياة السياسية فى أمريكا وأننا نحن- العرب- لم نتعلم بعد كيف نخاطب الرأى العام والنخب الأمريكية.
كان يرى أن فرصة العرب بما يملكون من كفاءات علمية وثروات كبيرة بشرط أن يتحسن التعليم ويتم تطويره وقد شارك فى نقاشات لتطوير التعليم لكن تلك النقاشات توقفت لأسباب سياسية منذ ربع قرن، وكنت أجد الحسرة فى عيون العالم الكبير وهو يتحدث عن نظم التعليم المتخلفة فى العالم العربى.
وعلى الجانب الاجتماعى فالدكتور بدر الدين غازى كان بسيطا إلى الدرجة التى لا يمكن معها أن تصدق أن هذا الرجل أحد العلماء الكبار فى مصر والعالم العربى، كان كلما شرفنى بزيارة فى بيتى يأتى وفى يديه بعض الهدايا البسيطة لأبنائى الصغار الذين يقوم بحملهم واللعب معهم والغناء لهم وكنت أشعر بالفخر أن عالما مثل هذا يلهو ويلعب مع أبنائى وأقول فى نفسى أى تواضع هذا؟!، ويعلم الله أنه كان يأتينى من عمله بالجامعة إلى بيتى مباشرة وقبل أن يأتى يقول "أنا جاى علشان اشرب معاك الشاى وأشوف زينة"؛ ابتنى الصغيرة التى تعلقت به جدا ولا أدرى حتى الآن ماذا أقول لها لو سألتنى "جدو بدر فين يا بابا"
وعلى الجانب الإنسانى فقد كان الدكتور بدر الدين غازى يساعد طلبة الماجستير والدكتوراه بالمال لكى يكملوا دراستهم وكان يقول: نفعل معهم ذلك ليفعلوه مع غيرهم ممن لا يستطيعون إكمال تعليمهم ولتكون سنة حسنة تسرى فى الجسد التعليمى.
كان يرى أن الطلبة والباحثين هم الثروة الحقيقية لمصر وكان يفخر بتلامذته ودائما ما يذكر أسماءهم مسبوقة بكلمة أحد أبنائى وتلامذتى.
كان دائما يحدثنى عن مستقبل مصر وضرورة الإصلاح وأهميته، وقليلا ما حدثنى عن فترة رئاسته لنادى أعضاء هيئة التدريس فى جامعة القاهرة رغم أنها فترة مهمة فى تاريخ السياسة والعمل النقابى فى مصر ولكنه كان يرى أن العمل السياسى يحتاج إلى حنكة وصبر وأناة ولم يكن يدعو أبدا إلى صدام بل يميل إلى اللين فى الكلام ويرفض الشعارات والنيل من الآخر حتى فى أشد ساعات الخصومة.
كان يعتقد أن المؤسسات المحترمة هى تلك التى تتمتع بفكر إدارى متطور ووعى سياسى يمكنها من التعامل الواقعى وبكفاءة مع المعطيات والمتغيرات.
تعلمت من الدكتور بدر غازى الكثير من فنون الحياة، ومرة أخرى فقد شرفت بصحبته وصداقته، وحين أصابه المرض اللعين وأدرك أنه مفارق لا محالة كانت لديه الرغبة فى التخلص من كل أعباء الحياة وهو على قيد الحياة وقبل أن يرحل كان يصر أن ينهى دراسات طلابه وهو على فراش المرض حتى لا يضيعوا من بعده.
واسيته فى مرضه فكان شديد التماسك والصبر وكلما ألححت عليه فيما يمكننى أن أفعله من أجله، كان يقول لى "ادع الله أن يثبتنى فى هذه المحنة" وساعتها فرت من عينيه دمعة وانهمرت الدموع من عينيى حزنا وألما على فراق متوقع لعالم بسيط من ريف مصر العظيمة
آخر السطر
سأفتقدك أيها العالم الكبير حقا
سأفتقد كلماتك المنيرة
ونصائحك المرشدة
سأفتقد ابتسامة وجهك الرقيقة
وروحك الوثابة
ولسانك العف
وتواضعك الجم
أسأل الله أن تكون الجنة مثواك
بما قدمت من علم وعمل
وصبر على مصيبة المرض
----------------------------------------
يا ولدي هذا هو عمك البروفيسور بدر الدين غازي – عليه رحمة الله
د. حمزة زوبع - بتاريخ: 2009-07-20
عرفته عبر الصحف والمجلات ، حين كانت لأندية أعضاء هيئات التدريس صولة وجولة وكلمة عليا في مواجهة جبروت السلطة وعنفوانها برئاسة الوزير زكي بدر ، كان البروفيسور بدر الدين عطية غازي- رحمه الله - ساعتها نائبا لرئيس نادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة القاهرة ثم رئيسا بعد وفاة الدكتور يوسف عبد الرحمن عليه رحمة الله .
قرأت عنه وملأت صفحات صحف المعارضة صوره وتصريحاته القوية والعفيفة في آن واحد. لم أسمع منه وقد عرفته لسنوات قليلة مؤخرا- لسوء حظي - لفظة معيبة ولا كلمة غريبة ، يستخدم لغة بسيطة غير معقدة .
كنت أشعر وأنا أتحدث إليه كأنني في جوار رجل من عامة الشعب بسيط غاية البساطة ، لم يشعرني ولا أحد من حوله أنه عالم حصل على دكتوراة العلوم بعد دكتوراة الفلسفة في الكيمياء الفيزيائية أو أنه نال جوائز تقديرا لعلمه ونبوغه . لم أشعر للحظة أنه درس في جامعات أمريكا وعمل أستاذا زائرا بها لسنوات بل كنت أشعر حتى وأنا أزوره في بيته أنه أبسط من ذلك بكثير وكنت أسأل نفسي : ما بال أقوام آخرين لم يحصلوا معشار ما حصل من العلم ولم يرتقوا معشار ارتقائه في ساحات العلم والعمل ، ما بالهم يتكبرون على الناس ويلوون أعناقهم ذهابا وجيئة !
عرفته عن قرب فكان لي بحق أبا بعد أن فقدت أبي منذ عشرين عاما تقريبا، كان الناصح الأمين رغم قصرمدة المعرفة، كثير الصمت عميق الفكرة ،إذا تحدث أسمع وربما أوجع بكلمات لطيفة وخفيفة ولكنها في العمق وإلى القلب مباشرة.
كان يرى أن المسلمين يملكون رصيدا ومخزونا حضاريا يؤهلهم لقيادة العالم ويشرح بالأرقام كيف أن أمريكا فقدت مخزونها الأخلاقي وأوربا من قبلها وبقي التنافس على الشرق ، لأن الحضارات لا تقوم إلا بالأخلاق .. وهذا ما تبقى لنا نحن المسلمون.
كانت له رؤية سياسية محنكة وكان يرفض الصدام رغم قوة معارضته للنظام ، بل كان يرفض أن يرفع شعارا واحدا يشعر فيه الآخرون بالإهانة أو المهانة ، وكان يرى أن قوة أي مؤسسة أو جماعة أو حزب تكون في قدرتها على إصلاح عيوبها وتطوير نفسها وخصوصا جهازها الإداري ، فالمؤسسات الضعيفة إداريا ضعيفة في كل شئ تقريبا وعديمة النفع مثلها مثل الدول.
كان رحمة الله عليه حريصا على وقته ووقت الآخرين ، لا يحب كثرة الكلام لكنه لا يقاطع من يتحدث وإن أطال ، وربما نبهه بعد نهاية كلامه إلى أن وقتنا ليس ملكا له .. ومن هنا تبدأ عملية التغيير السلس والرائع حقا.
على الجانب الإنساني كان كلما زارني في بيتي داعب أولادي الصغار وحملهم بين يديه الكريمتين وطار بهما في المكان وأعطاهم من الهدايا ما تجود به نفسه ، ولما مرض ودعوته لزياتنا جاءني برفقة زوجته الكريمة الصابرة المحتسبة وعز عليه أنه لا يستطيع حمل أبنائي إلا الصغيرة ( زينة ) ورأيت في عينيه الألم وتجاوزنا اللحظة بالكلام في موضوعات أخرى.
حين علم بخطورة مرضه أصر أن يستعد للرحيل وكلما اشتد عليه المرض رأيته محتسبا صابرا رغم شدة الألم وكلما داعبته قائلا : هيا بنا نخرج نتمشى قليلا رد علي قائلا : يا أخي أود ذلك ولكن ما بي أكبر بكثير مما تتصور ، واغرورقت عيناه بالدموع فبكينا سويا وهو يقول ادع الله لي بالتثبيت ، فدعونا.
استأذنته أن يزوره أبنائي حيث يعالج ففرح ولما رآهم فرح بهم واستهل وجه ودعا لهم وسألهم الدعاء.
كتب asmaa بتاريخ 2009-07-20 الولايات المتحدة
إنا لله و إنا إليه راجعون > رحل ابي و أستاذي و معلمي وصديقي بابا رحمه الله > رحل ليكون في ذمة الله و خير ذمه. > اللهم تقبله في عبادك الصالحين > اللهم اجعله في الفردوس الأعلى > اللهم أكرمه كما أكرمني و أعزه كما أعزني > اللهم أغدق عليه بالرحمة و ارزقه المغفرة و إجعل قبره روضة من روضات الجنة > اللهم بكل حرف علمه لبشر ارزقه ألف ألف حسنة > وتجاوز عن زلته و ثبتنا من بعده > وأجرنا في مصيبتنا و أي مصيبة يا الله > اللهم نقه كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس واغسله بالماء والثلج والبرد > اللهم انك قد أخذت حبيباً فانزل على قلوبنا أنساً من عندك > و سكينةً من عندك وصبراً من عندك > يا حنان يا منان يا ذا الجلال والاكرام > اللهم اجمعنا به في الجنة مع نبيك وحبيبك وثبتنا على طريقك وهدي نبيك. > و رحل أبي المتواضع عزيز النفس كريم الخلق من أضاء دنياي و فرج عني ونصحني كلما احتجته، > رحل أستاذ العلم والكيمياء،رحل المربي بالفعل وليس بالقول،رحل فارس الكلمة،لطالما إهتم بالناس أكثر من مما إهتم بنفسه > رحل من كان يقول إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا > رحل من كان يقول"المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف > رحل من كانت سورة التوبة والأنفال من أحب السور إليه > رحل أحكم انسان عرفت في الدنيا > رحل الخطيب والمحمس من كان أفضل أناشيده مسلمون مسلمون حيث كان ألحق والعدل نكون > رحل من كان يرفض أن يشوي لحماً بجانب أي فقير حتى لا يؤذي مشاعرهم رحل من كان يمشي في كل شارع يسلم على الكبير والصغير > رحل من كان يحمل لواء الدعوة في سكون لا يهتم بالمظاهر > رحل من حاول إصلاح الكون والناس رحل من كانت حبيبته مصر وطبلوها بما فيها من ناس ،أعطى كل ما عنده لبلده ولم يطق أن يكون بعيداً > رحل من كان يقول"" بلادي وإن جارت علي عزيزة وأهلي و إن ضنو علي كرام"" > رحل من كان يقرأ لنا القرآن في السيارة ونحن صغار حتى نحفظ > رحل من كان يقبل يد ستي وسيدي كل يوم إلى أخر يوم لهم على أرض الله . > رحل من كان يداعب أطفالي ويغني لهم > رحل من عتب علي في يوم فرحي أن فستاني تكلف ٢٥٠ جنيه وكان يقول "هنقول إيه لربنا يا بنتي علشان ربنا اعطانا فلوس نصرفها في غير مكانها "وكان كل زملائي فساتنهم أغلى بكثير جداً > رحل من علمني قيادة السيارة و علم زوجي القيادة وعلم أصحاب زوجي وأصحابهم القيادة > أقول لك يا أبي انعم برحمة الله و عش في جناته حتى نلتقي اللهم ثبتنا وصبرنا وأمي خاصة اللهم أمين اللهم أمين اللهم أمين > لسوف تبكيك مصر ومن فيها ولسوف يبكيك كل من عرفك ولسوف أبكيك إلى يوم نلتقي وأقول الحمد لله أني ابنتك وأكرمني الله بك وبماما الحمد الله الحمد الله الحمد الله . > لطالما قرأ أذكار الصباح والمساء في السيارة لنا > وكلما ذهبنا لنفطر في رمضان عند عمي في البلد ونكون متأخرين وكلنا نفطر في العربية كان دايماً يقول "كلو انتو أنا حاستنا أفطر عند عمكم علشان ياخد ثواب افطار الصائم " ويكتفي بشربة ماء .. > يرحمك الله يا بابا يا حبيبي يا نور عيني رحمة واسعة > ووسع قبرك وجعله روضة من روضات الجنة - > اللهم فسمع دعاء اللهم فسمع دعاء اللهم فسمع دعاء > اللهم فسمع دعاء اللهم فسمع دعاء اللهم فسمع دعاء > ولكل من سمع وقرأ عليه الدعاء > أسماء بدر عطية
--------------------------------------------------------------------------------
كتب حسين محمود عبد الكريم بتاريخ 2009-07-20 مصر
اللهم أدخله الفردوس الأعلى وتجاوز عن عبدك وحبيبك الدكتور بدر الدين غازي.
--------------------------------------------------------------------------------
كتب اللهم اجرنا في مصيبتنا د أحمد محمود بتاريخ 2009-07-21 مصر
اللهم اغفر للأب الحنون و الداعية المفوه و العالم الفذ ورمز التواضع كان رحمه الله يحدثني في أخر ايامه و هو راض عن الله و يقول ادعوا لي انا ساقابل وجه كريم و لقد كانت جنازته مشهدامهيبا بكاه الكبير و الصغير القاصي و الداني انكشف بموته ثغر من ثغور الأسلام و الكيمياء فلعل الله ان يسده بابنائه وأن يرزق ابناءه محمد و ايراهيم ويوسف و امهم و اخواتهم والأسرة أجمع وتلاميذه الصبر و الرضا و ان يرزقه مرافقة نبيك في الجنة
http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=67219&Page=7&Part=1 --------------------------------------------------------------------------------
كتب عبد الفتاح بتاريخ 2009-07-25 الكويت
لله درك يابدر الدين لله درك من فارس مقدام ترجل وأطلق العنان لفرسه ليصهل في فضاء المعامل والمختبرات والمدرجات والإجتماعات صهيل الوداع الباكي الحزين. لله درك فقد كنت غازيا مقداما من المعدودين في تخصصك العلمي علي المستوي العالمي مقداما في التحليل والتنظير للشأن الخاص والعام. رحمك الله ياأستاذنا بدر الدين غازي فقد كان لك من إسمك أوفر حظ وأبلغ نصيب فقد جمعت بين علوم الدنيا وعلوم الدين تغمدك الله بواسع رحمته واكرم مثواك في مقعد صدق عنده إنه سبحانه وتعالي هو المليك المقتدر. إن المصاب فيك جلل يا بدر الدين والخطب بفقدك خطير عظيم فلقد كنت ترابط علي ثغر عظيم من ثغور الاسلام رباط الناصح الأمين اليقظان فلا نقول إلا مايرضي ربنا "إنا لله وإنا إليه راجعون" وإنا لفراقك يابدر الدين لمحزونون. لقد رحلت عن عالمنا وأنت تحمل هموم أمتك أمة الإسلام وأفضيت بروحك إلي بارئها وحاجتك في ضدرك كنت تشرق بها وتغرب غازيا في آفاق العلم والمعرفة وميادين العلم الرباني الدؤوب وتدقق النظر والفكر لتحكي القول السديد والخطو الوئيد الرشيد عزاؤنا فيك انك انتقلت إلي جوار رب رحمن رحيم غفور كريم. مازالت كلماتك الأخيرة مع شخصي المكلوم بفقدك تتردد في أذني عندما كنت أسير معك كما تحب أن تسير في الممر بالمستشفي الذي كنت به نزيلا ينازعك المرض آمالك في أن تغادرنا ونحن بإسلامنا في نصر وعز وتمكين. وإني لأحتسبك بما هدته منك عند الله شهيدا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا والحمد لله رب العالمين ولقد انتهت بك حياتك معنا مبطونا والمبطون بنص الحديث النبوي الشريف شهيد. لله درك يابدر الدين وبشراك بموعود رب العالمين حيث قال (إن الذين قالو ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة) وسلام عليك يابدر الدين غازي في العالمين وإلي الملتقي هناك وماأدراك ماهناك ؟ هناك حيث وفد المتقين والغر المحجلين الميامين إلي الرحمن الرحيم تحت لواء الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم شفيع الأنام عند رب العالمين أحسبك كما ذكرت ولاأزكي علي الله أحد.
وقبل سفره للعلاج في ألمانيا رأيته يكتب كل شئ في نوتة صغيرة ولم يترك شيئا معلقا حتى أنه قال لزميل له في الجامعة أن لديه عهدة متبقية من المعامل مقدارها حوالي 10 دولارات فلما نظر إليه زميله قائلا : يا دكتور 10 دولارا ربما توضع في بند الشاي والقهوة فرد عليه بقوة وهل تحاسب عني يوم القيامة ؟. كان حريصا أن يلقى ربه وقد نفض يديه من الدنيا وتعلق قلبه بالآخرة.
أيها العالم الجليل إن مصابي فيك جلل
ولكن إرادة الله فوق كل شئ
ولا أقول وداعا بل أقول: إلى لقاء
يجمعنا في جنة الخلد
في ظل عرش الرحمن
مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا