نظامنا التلعليمي في مصر لا ينتج طالبا مبتكرا!!!!!!!!!!!!

قال الوزير هاني هلال، وزير التعليم العالي والدولة للبحث العلمي، إن النظام التعليمي في مصر لا ينتج طالبا مبتكرا، مؤكدا أن هذا الأمر يجتاج
لمزيد من الأهتمام من جانب وزارتي التربية والتعليم العالي.
أخيرا سيادة الوزير أكتشفت هذا، ياسيادة الوزير لكي تنتج طالبا يمتلك مهارات الابتكار والنقد والابداع وكل عناصر التفكير الايجابية لاتحتاج فقط
لكتب مقررة ولكن لطرق تدريس ومناخ عام في المجتمع يشجع الثقافة الحرة والبحث والابتكار والابداع.
- الكتاب المقرر ينبغي أن يحتوي دروسا تعلم كيفية حل المشكلات والتفكير النقدي والابتكار والابداع
- طريقة التدريس القائمة علي التلقين وكأن الطلبة أجهزة كمبيوتر تستعيد ما حفظته في أوراق الاجابة نهاية العام، وهذا ما يقتل التفكير الابتكاري
حتي موضوعات التعبير التي يفترض أن تطلق العنان لأراء الطلاب الحرة حولها النظام التعليمي لمادة تلقينية.
فأين الرأي والرأي الأخر، أين الاتفاق والاختلاف، أين الحوار ، أين البحث ؟؟؟؟؟؟
- بالطبع لن تخرج طالبا مبتكرا ناقدا بغير مناخ عام في المجتمع يحترم حرية الرأي ، وكيف يحدث ذلك في مصر ونحن نعاني من خطاب سياسي واحد
والأراء المعارضة تلقي القمع في النهاية، هل الشعب المصري في الانتخابات الأخيرة 2010 أختار أحدا من المرشحين في الانتخابات؟
# حتي المعلم سيادة الوزير لا يؤمن هو ذاته بأن وظيفة المدرسة التنوير والتثقيف والابتكار ، فهو يعتقد فهو يعتقد في التعليم البنكي، فلا نقاشات
ولا حوارات ولا أبحاث ولا قراءات حرة .
أعانك الله سيادة الوزير

أين المشكلة؟ كلنا أصبحنا من دراويش الاقتناع بأهمية التعليم ودوره فى تقدم الشعوب وتطوير المجتمع ودفع النمو الاقتصادى. المقالات حول إصلاح التعليم لا تنتهى والتصريحات تنهال كمطر غزير والندوات والمؤتمرات أكثر من قدرتنا على المتابعة، والشكوى من جهل الطلبة والخريجين باللغات والعلوم الأساسية (رياضيات وكيمياء وفيزياء)، بل والمعلومات العامة بلا نهاية. المروى عن سوء حال المدارس وقلة كفاءة المدرسين وتفشى الدروس الخصوصية وإنفاق المليارات عليها حديث المجتمع.
الأسى لغياب جامعاتنا عن التصنيفات العالمية وركود البحث العلمى وتكدس الطلبة فى المدرجات وتفشى البطالة بين الخريجين بلغ مداه. لكن من أين ننهض بالتعليم؟ أزعم أننا لم نشخص بدقة بعد المشكلة الأساسية فى نظامنا التعليمى، وبالتالى لم نبذل الجهد المطلوب لعلاجها ولا يمكن النجاح فى الحل دون الإمساك بنقطة بداية صحيحة.. إنها ثقافة التعليم والمعروف أن منها نوعين، الأول ثقافة اليقين والذاكرة والثانى ثقافة التعلم والإبداع.
الأول يعتمد على نقل كتل من المعلومات المتوارثة للطالب، على أساس أنها حقائق ثابتة ولا تقبل التغيير، وكل ما عليه أن يتذكرها ساعة الامتحان ويعيد سردها دون زيادة أو نقصان لينجح، وهذا هو النموذج السائد فى الأغلبية الكاسحة من مدارسنا وجامعاتنا، بل إن من الأساتذة والمدرسين من ينصح الطلبة بصراحة قائلا: «ماتشغلوش مخكم واكتب الإجابة زى ما حفظتها من الملزمة أو الكتاب» وهذا النوع من التعليم لا يفعل سوى تثبيت المجتمع والعقول فى الدائرة المرسومة، فلا تجديد ولا ابتكار ولا أفكار حرة خارجة عن المألوف، ولأن الآخرين فى حالة حركة دائمة فإننا نشعر تدريجيا بأنهم يبتعدون عن دائرتنا تلك ثم يصيبنا اليأس شيئا فشيئا من اللحاق بهم، وبالتالى نتمترس أكثر فى دائرة اليقين والحفظ والتلقين، بل وندافع عنها ونخلق لها مزايا وأسانيد ونسخر مما سواها ونعاديه، ويضاف إلى ذلك أن من يتلقى تعليما ذاكراتيا كهذا يصبح غير قادر على الحوار ولا يحتمل النقاش ويعتقد، طوال الوقت، أنه يملك كل مفاتيح الحقائق ويتطوع بالإجابة عن كل الأسئلة مهما كانت ضحالة معرفته.
أما النوع الثانى المبنى على ثقافة التعلم الدائم فيعتمد على تنمية الفكر والإبداع والبحث والتحليل والنقد والمنطق ويزرع فى أصحابه الإيمان بأن الثابت الوحيد هو التغيير فلا شىء يبقى على حاله. إذن لا يمكن أن نصدق مصلحا تعليميا لا يجعل تلك نقطة ارتكازه ومن سوء حظ الذين يبررون عدم تقدم التعليم بنقص التمويل وحده أن إطلاق التعليم المبدع لا يكلف، بل إنه قد يوفر الكثير.
فلو اتخذنا قرارا فى التو بالانتقال إلى منهج «الإبداع والتعلم» فبالإمكان إلغاء الامتحانات التى لا تقيس أى قدرات والتخلى عن الكتب التى تكلف مليارات مع وضع نسخ محدودة منها أو من بعضها فى الفصول ليستعين بها من يشاء من الطلبة لإجراء بحث أو كتابة تقرير، ولن يذهب تلميذ إلى بيته بالكتب بعد ذلك، بل وربما يكتب كل الواجب فى الفصل.
هذا المقال للدكتور/طارق خليل ، تحت عنوان البداية الغائبة، بجريدة المصري اليوم، 15/12/2010

» من (ما بين الفرث) والدم ينتج الحليب
» فوضى الثانوية الأزهرية