كتب طلعت سلامة
عاشوراء والدماء الطاهرة
مع اشراقة شهر الله المحرم تهب علينا نسمات الذكريات والتي تمتزج مابين الألم والسعادة قد يعتصر الضلوع الألم وتمتزج الفرحة بالقلب وشتان مابين الألم
والسعادة
انتقلت الدعوة الإسلامية من بلد لأخر ودموع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يحن إليها الصخر وهو يودع مكة بكلمات حانية فهي أحب بلاد الله إلى قلبه حتى نزل الوعد الحق (إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد)
وتأتى ذكرى عاشوراء لتقف بنا على حقيقة يوم النجاة ويوم التضحية فهو يوم نجي الله عزوجل فيه موسى من فرعون وشق له في البحر طريقا يبسا فصامه موسى وصامته بنو إسرائيل وصامه الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.
وهو يوم الجهاد فبعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمسين عاما تتحقق رؤيا ابن عباس الذي استيقظ ذات صباح وهو يقول إنا لله وإنا إليه راجعون فقال أهل بيته خيرا يابن عباس فقال لقد رأيت رسول الله في المنام ورسول الله يقول من رأنى في المنام فقد رأنى حقا فإن الشيطان لايتمثل في صورتي ويكمل الرؤيا ابن عباس فيقول وأعطاني زجاجة مليئة بالدم وقال لي يابن عباس هذا هو دم الحسين وأصحابه.
من الحسين؟ بن فاطمة ومن فاطمة؟ ريحانة رسول الله هذاهو دم ابنها .. فاطمة التي قال عنها أبوها رضا فاطمة من رضاي وسخطها من سخطي من أرضى فاطمة فقد أرضاني ومن أسخطها فقد أسخطني فأي مأساة حدثت في يوم العاشر من المحرم؟
الزمان يوم العاشر من المحرم في العام الحادي والستون بعد الهجرة أي بعد وفاة رسول الله بخمسين عاما
المكان العراق بالقرب من نهر الفرات .
الأحداث أرسل أهل العراق بالبيعة للحسين ليكون إماما بدل اليزيد الطاغية.
خرج الحسين مغادرا المدينة المنورة مدينة جده الذي قال عنه حسين منى وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا
وخرج مع الحسين اثنان وسبعون من أل بيت النبي أخذ أولاده جميعا على ,وأبا بكر,والقاسم,وأخذ إخوته وأبناء إخوته
ذهب الحسين إلى قبر المصطفى صلى الله عليه وسلم لزيارته وتوجه إلى مكة ليطوف بالبيت الحرام وكأن كل شئ يودعه وتوجه إلى العراق وفى الطريق يلتقي برجل قادم من العراق يسأله الحسين من أين أنت قادم فيقول الرجل من العراق فيقول له الحسين فكيف حال الناس هناك؟ فيقول الرجل يابن بنت رسول الله قلوب الناس معك ولكن سيوفهم عليك
قلوب الناس معه فهذا أمر لا جدال فيه فهو ابن بنت رسول الله ولكن سيوفهم عليك لأن اليزيد وابن زياد أشترا النفوس بالمال
ولكن الحسين لابد أن يخوض معركة العزة والشرف ونزل الحسين في كربلاء بالقرب من نهر الفرات وتحركت الأيام وجاء يوم العاشر من المحرم الحسين على رأس جيش تعداده اثنان وسبعون وابن زياد قائد قوات اليزيد تعداد جيشه أربعة ألاف مقاتل وبات الحسين ليلة عاشوراء يعد للمعركة وكان الحسين نبيلا اجتمع بقومه والتقى بآل بيته وقال لهم يا آل بيت النبي إن القوم لايريدون أحدا منكم إنما يريدونني أنا فمن أراد منكم أن يرجع سالما فو الله الذي لااله إلا هو لقد أذنت لكم بالرجوع جميعا ودعوني وحدي إنها ليلة لاتنسى وعند إذ سمع للقوم بكاء ونحيبا وقالوا أنتركك وحدك يابن بنت رسول الله ,
فماذا نقول لرسول الله يوم القيامة لو تركناك وحدك؟
نحن معك ياحسين قا لوا هذه الكلمة وهم يعلمون علم اليقين أن بينهم وبين دخول الجنة ليلة واحده.
وأشرق الصباح ووقف جيش بن زياد على مقربة من جيش الحسين وقبل أن ينزل الحسين المعركة بلحظات أخذته غفوة وكانت بجانبه زينب أخته فلما أفاق قال لها يازينب لقد رأيت رسول الله وقال لي ياحسين إنك عما قليل ستكون عندنا وبكت زينب لأنها منذ سنوات فقدت أمها فاطمة وبعد ذلك فقدت أباها عليا شهيدا ثم فقدت أخاها الحسن بعد ما دس له السم ومات مسموما وهى الآن ستفقد البقية المتبقية لها إنه الحسين؟
ودارت معركة الجهاد وأخذ أصحاب الحسين يصعدون إلى درجة الشهداء في الجنة ووقف على بن الحسين في زهرة الشباب يدفع السهام عن أبيه بصدره حتى خر بين يديه شهيدا وحمل الحسين ابنه إلى خيمة زينب لتستقبل ابن أخيها الشهيد وينادى القاسم بن الحسين وكان في سن الصبا على أبيه يا أبت لقد أشتد بى العطش ويرد عليه أبوه ياقاسم يعز على أبيك أن تناديه فلا يرد عليك في يوم قل ناصره وكثر ماكرة ياقاسم تحمل فبعد قليل سنشرب من حوض رسول الله
الحسين يموت عطشانا وأمواج الفرات تحن إلى الشاطئ وأهل العراق يصنعون جدارا بشريا يحول بينه وبين الماء
لم يبق في الميدان إلا الحسين وحده أمام أربعة ألاف الحسين في ميدان كربلاء على فرس الجهاد وزينب تنظر إلا أخيها ورماح أربعة ألاف تصوب نحو الجسد الطاهر وهو يقاتل وحده إلى أخر رمق إلى أن سقط عن فرسه الحسين ينام على الأرض وكان يومها يلبس جبة رسول الله وزينب لاتملك من الأمر شيئا أخوها تتفجر الدماء الذكية من جسده ولا يجد من يبلل شفتيه بقطرات ماء وطعن أكثر من مائة وثمانين طعنة إنها لحظات عصيبة فماذا يريدون ؟ .....يريدون فصل الرأس الشريف عن الجسد.....
إنه ذلك الرأس الطاهرالذى نام في حجر رسول الله.
رأس قبله المصطفى في فمه
رأس مسح عليه المصطفى بيده الشريفة رأس وضع على ظهر رسول الله وهو يصلى
وأقبل رجل قاسى القلب أسمه شمر بن ذي الجو شن ويفصل رأس الحسين.......لتحمل إلى بن زياد فى الكوفة
وحمل الرأس الشريف وزينب وبقية النساء إلى قصر ابن زياد أما الجسد لم يتركوه ينام بل صدرت الأوامر بأن يداس بأقدام الخيل ولكن
(ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار)
فأصيب ابن زياد بالصرع وكان يجرى في الصحراء حتى مات وأكلته الكلاب
والذي فصل الرأس الشريف قبل أن يموت أصيب بمرض الاستسقاء فيطلب الماء ليشرب من شدة العطش وبعد أن يشرب الإناء كله يستغيث من شدة العطش
وأما اليزيد فقد مات مجنونا ولم يعمر بعد الحسين إلا قليلا.