بريد الجمعه يكتبه خيري رمضان 17/12/2010
همس الأصدقاء
لصوص الأمانة!
اجهشت بالبكاء بعد أن قرأت رسالة سوق النخاسة لان مشكلتي قريبة الشبه بمشكلة الآخت صاحبة الرسالة.
ولدت في دولة خليجية من أبوين مصريين كانا يعملان بهذه الدولة لمدة30 عاما وبعد أن أتممت شهادة الثانوية العامة رجعنا إلي القاهرة بعد ان انتهي عمل والدي لالتحق بالجامعة وأنهيت دراستي الجامعية واشتغلت مدرسة لغة إنجليزية منذ9 سنوات وحتي الآن. وقد تعدي سني الثلاثين عاما وتقدم لي كثير من العرسان وفي كل مرة لم يكتمل الزواج لأسباب مختلفة إما فارق السن أو عدم وجود شقة خاصة له أو اختلاف في المستوي الاجتماعي أو المادي.
نحن أسرة هادئة ليس لنا عداوات مع احد ومنذ ستة شهور فوجئت بطلب حضور لي من قسم الشرطة التابع له محل إقامتي وذهب والدي والذي تجاوز عمره الثلاثة والسبعين عاما مهرولا للقسم وفوجيء بأن شخصا قام بتوكيل محام نيابة عنه وهو الذي تقدم بشكوي ضدي للقسم موضوعها اتهامي بخيانة الأمانة بزعم أنني قدتسلمت منه مبلغ( مئة وخمسين ألف جنيه) علي سبيل الأمانة لتوصيلهما لشقيقه ونسب لي أنني قد حررت له ايصال أمانة بذلك.
وهداني تفكيري إلي أنني منذ عدة أسابيع من هذا الاستدعاء فكرت بدون علم والدي بالاستعانة باحد مكاتب الزواج بعد قراءتي لإعلانات عن وجودها في أكثر من جريدة وفعلا ذهبت الي مكتب وتقدمت بطلب فيه كل بياناتي ووقعت أسفل البيانات.
وتذكرت أنني لم اذهب خلال تلك الفترة الي اي مكان أخر ولم أقم بالتوقيع علي أي ورقة إلا في هذا المكتب.. أيقنت أن التوقيع علي ايصال الأمانة قد تم في المكتب المشئوم هذا بطريق الغش والتدليس وانهرت تماما وترك هذا الموضوع في نفسي آلما شديدا.
وتحول المحضر من قسم الشرطة الي النيابة العامة وذهبت إلي النيابة بصحبة والدي ومحام قام بتوكيله والدي معنا وطلب مني السيد وكيل النيابة النظر بإمعان في إيصال الأمانة وتأكدت أنني لا علاقة لي بهذين الشخصين ولا اعرفهما ولاتوجد بيني وبينهما أي علاقة ولم أتسلم أي مبالغ مالية اضافة الي أنني لا اعرف شقيقه أيضا المزعوم انه مرسل له هذا المبلغ إضافة إلي أنه قد زعم انني قد تسلمت المبلغ في منزل والدي الذي أقيم معه وأنه هو وشقيقه يقيمان بعنوان واحد كما هو مذكور في إيصال الأمانة فكيف يقوم بتسليمي مبلغا ماليا لتوصيله لشخص( شقيقه) الذي يقيم معه في نفس العنوان. وقامت النيابة بتحويل الموضوع بالكامل إلي المحكمة بعد أن أفرجت النيابة عني.
وحددت المحكمة جلسة للقضية ترافع المحامي الخاص بي أمام السيد القاضي وطعن بالتزوير علي الايصال وعلي صلب( بيانات الإيصال) وتوقيعا وبعدم معقولية الواقعة لانتقاء ركن التسليم وان المجني عليه حسب التوكيل لمحاميه ثابت في خانة المهنة أنه( بدون عمل) فكيف يكون معه هذا المبلغ ولماذا يسلمه لي لتوصيله إلي شقيقه, ولقد أرسل المحامي الخاص بي أحد الاشخاص الي المجني عليه يستعلم منه عن هذا الموضوع وذلك قبل الذهاب الي المحكمة فلم يجده بالعنوان وتقابل مع شقيقه الثالث الأكبر منهما وقال الشقيق لمندوب المحامي انه يعمل بالشرطة وان موضوع ايصال الأمانة هذا مسئوليته وطلب من المندوب ان يحضر احد المهتمين بهذا الموضوع لإنهائه معه.
تيقنا ان الموضوع نصب وانه ابتزاز مالي ورفض والدي الذهاب لهما وأصر علي المضي في هذا الموضوع قضائيا وكانت حجته أن البلد فيه قضاء وقانون.
أمرت المحكمة بتحويل أصل إيصال الأمانة لمصلحة الطب الشرعي وذلك لاستكتابي ومعرفة بيان ما إذا كنت أنا المتهمة المحررة لبيانات إيصال الأمانة وكذلك التوقيع من عدمه وبيان مدي المعاصرة في الكتابة بين التوقيع والبيانات. وذهبت لمصلحة الطب الشرعي واجريت الاستكتاب وأسفر تقرير الطب الشرعي بأنني الموقعة علي الايصال أما بيانات صلب الايصال ليست خطي ولم اكتب بيانات الايصال والتقرير للأسف لم يبين بيان مدي المعاصرة في الكتابة بين التوقيع والصلب. ونحن الآن في انتظار جلسة قريبة للمحكمة وماستفسر عنه النتيجة.
وأنا في تلك الظروف السيئة ومضي علي ذلك اكثر من ستة شهور لا أنسي أن أقول إلي الفتيات جميعهن ـ انتبهن أيها الفتيات من ظاهرة انتشار إيصالات الأمانة المزورة وألفت نظرهن إلي ضرورة تحري الدقة من مكاتب الزواج عند تقديم طلبات واتخاذ الحذر الشديد عند التوقيع علي أي مستند يطلب منهن خشية الوقوع في براثن عصابات ايصالات الأمانة المزورة وان ينتبه الجميع الي ذلك بعد ان أصبح النصب والاستخفاف بالعقول وسيلة للبعض يستحلون بها الحرام ويختلقون الأسباب للتزوير ونسوا أن هناك قانونا وقضاء.
ومن ملاحظتي في هذا الموضوع تيقنت أن ايصالات الأمانة المزورة تعتمد علي ثغرات في القانون ـ صحيح أن هناك قانونا وأجهزة رقابية ولكن النصاب أذكي من فريسته ـ أتمني ان يصدر قانون ينظم إجراءات إيصالات الأمانة عن طريق توثيقها بالشهر العقاري بحيث يثبت من جدية الإيصال وموضوعه وأنه لاينطوي علي غش أو ابتزاز أو عمل غير مشروع إلي غير ذلك من ضوابط صارمة كما في حالات المعاملات التجارية.
وإلي السادة القضاة ووكلاء النيابة المحترمين الأجلاء أن يضربوا بيد من حديد علي كل نصاب ومزور لينال حقه من العقاب والردع.. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون وأخيرا مع شكري وتقديري لتعقيبكم علي رسالة زميلتي المقهورة مثلي فقد أوفيت حقها من النصح في عقول وقلوب المسئولين والفتيات وأرشدت عن كل عمل غادر يحوي بشاعة في السلوك ونوعية شر دفينة!