همس الأصدقاء ( بريد الجمعه) الاهرام 24/12/2010
لا تكوني إلا لزوجك
قرأت بريد الجمعة بعنوان( ألعاب الحب) واسمح لي سيدي أن أقص عليك لعبتي أو اللعبة التي كنتها يوما من الأيام وأتمني ان تكون درسا لكل فتاة حتي لا تعرض نفسها وأهلها لما انا فيه الآن
ورسالة إلي كل شاب ليستيقظ ضميره!!
أنا فتاة في الـ25 من عمري, لن اطيل عليك بسرد احداث حياتي المريرة ولكني سأقف عندما كنت يوما أجلس علي الانترنت, وأتتني إضافة من شخص قبلتها, ويا ليتني ما فعلت. تحدثنا معا وزاد الحديث وظللنا نتجاذب اطراف الحديث ويدفعنا الفضول للمزيد واتفقنا علي اللقاء, وقد كان اللقاء بعد مضي يومين علي بداية الحديث. كانت هناك نظرة سعادة في عين كل منا, ولم يمض الأسبوع حتي كان يحادثني عن رغبته في الاقتران بي وأن يتزوجني!!!!
فرحت وطرت من السعادة, رقصت فرحا.... إنه الحب, إضافة لرغبتي في الخروج من بيتنا بأي شكل من الاشكال.. شكرا أيها القدر.
زارنا بالبيت ووجد القبول من الطرفين, تلتها زيارة من أسرته بعد أسبوعين ليسأل كل طرف عن الآخر ولم يمض شهر حتي تمت الخطبة... جو من السعادة في العائلتين وتمنيات بمباركة هذه الزيجة( التي لا يعلم اي فرد بدايتها فمن غير المقبول اجتماعيا التزوج بمن نحادثهم عبر الانترنت, حيث اتفقنا ـ وكان الاقتراح من جانبه ـ ان نخفي ذلك ويخبر كل منا اسرته بأن الطرف الآخر ترشيح من الاصدقاء, وبالفعل لطيبة الشعب المصري لم يتوقف أهلونا عند الإصرار علي معرفة سبب التعارف).. وأخيرا ارتديت ذلك السوار الصغير البراق.... دليل الوفاء لشريك الحياة, كم هو رائع ذلك البريق, لا انفك اذكر روعة ولذة الاحساس الاول بملامسته لأصبعي.... وسافر زوجي المستقبلي لإحدي الدول العربية ليعود إلي عمله.
مرت7 أشهر مخطوبين ويستعد الجميع لاتمام هذه الزيجة فأخوته يعاونونه وهو بالخارج علي انهاء توضيبات الشقة, واذهب مع اخوتي لشراء الجهاز ولوازمي..
في أثناء الخطوبة كنا كزوجين, نتحادث عبر الانترنت في كل شيء, أحلامنا, شكل علاقتنا الزوجية, وطقوس حياتنا.
وصرت له أم العيال, فكنا نمارس حياتنا عبر الانترنت( كزوجين)... وقام بتسجيل مقاطع فيديو وصور بملابسي الداخلية وبملابس كنت اشتريها ليراها مخصوص.... أعتذر بشدة سيدي فلست أجاهر بذنبي ـ عافانا الله وإياك ـ ولكني ذكرت ذلك لأهميته.
بمضي شهر آخر بدأت الخلافات والمشاحنات, فظل يردد علي أن اسرته انقلبت علي لأني فقيرة, فهم يريدون له من هي اغني, ومن هي اجتماعيا افضل, و... و... و... ما ذنبي في ظروف لم أخلقها بيدي ولن أستطيع تغييرها.
أيام من البكاء والعويل مني ومنه, فلن نستطيع وأد هذا الحب بهذه السهولة, طلبت منه أن يحاول إقناعهم من جديد أو أنا افعل, يرفض, ويقول انه حاول ويحاول دون جدوي.
ونزل إلي في احدي اجازاته من العمل, وتحولت علاقتنا الزوجية من الانترنت الي الواقع, وردد لي أنني زوجته امام الله وكم يحبني وانه لن يتركني ووعدني بأنه سيتكلم من جديد مع أسرته ليقنعهم بالزواج.
سيدي لا أعلم كيف واتتني هذه الفكرة, ولكنني اخترعت شخصية وهمية عبر الانترنت, وفتحت ايميل, وأضفت خطيبي وقبل إضافتي, وتحدث مع تلك الشخصية الوهمية عن كل شيء بالحياة, حتي أتي علي ذكر قصته معي, أتعلم ما فحوي ما يذكره عني:
تعرفت بفتاة علي الانترنت, وظللت أعرفها8 أشهر, وطلبت مني أن أنزل اليها ونزلت اليها وعشنا معا كالأزواج, وانه هو الذي يرفض ان يتزوجني وليس اهله وجه الي طعنة لن أنساها ما حييت, فلا يذكر أنني كنت خطيبته رسميا وكان يعاهدني بأنني زوجته بشهادة المولي, وأنني ضحيت لسعادته بشرفي, انا مجرد فتاة عرفها؟ وقرر أن يطوي صفحتها من حياته, بل أنه فعل ذلك مع فتاة اخري أخذ دليل براءتها وتركها!!!
مهما وصفت لك سيدي لن أستطيع التعبير عن ألمي وندمي وحسرتي ولوعتي علي ما ضاع مني, علي ائتماني له؟ علي معصيتي لله من أجله؟ علي خيانتي لأهلي؟... ولكن ماذا يفيد استيقاظ الضمير بعد فوات الأوان؟!
سيدي أعلم انني أخطأت ألف خطأ منذ بداية تسرعي بالزواج بمن لا أعرفه مرورا بالتمادي في علاقتي بخطيبي علي الانترنت والانتهاء بالانجراف لتيار الحب الوهمي حتي سلمته شرفي. ولك كل الحق في أن تقسو علي ولكنني احكي قصتي لكل البنات الغافلات, طاهرات القلوب, عفيفات النفس من ضرورة الحذر وألا تسلم نفسها لمن هم علي شاكلة هذا الرجل.
أنا لا أنام سيدي.... لا اعرف كيف سأتصرف إذا ما تقدم شاب لخطبتي؟ هل سأحدثه عما اقترفت من ذنب, أم أخدعه كما تفعل البعض بعذرية وهمية؟ وكيف سألقي الله حينها؟ وأخاف من صوري لدي خطيبي السابق؟ وأخاف من عقاب الله ـ تعالي ـ لانني وقعت في الحرام؟ وأخاف من أن تحدث فضيحة تمس أخواتي وذويهم؟ يتخطفني الخوف سيدي حتي تنفد دموعي وتجف مقلتاي وأظل محدقة بسقف غرفتي, فأنا احيا الضياع, ويعزف النوم عني, معاقبا إياي بساعات من الارهاق والالم.
أرجو كل فتاة بل أتوسل اليها: لا تكوني إلا لزوجك في بيتك, امام الله والناس أجمعين, فإن من تضحين بشرفك من أجله تحت اسم الحب أول من يطؤك بحذائه, قبل أن تفكري بحبك وقلبك وغرائزك فكري في ربك واهلك.