أيها الشعب العربى العظيم أحدثكم من هنا.. من القاهرة حيث لا صوت يعلو فوق صوت التغيير.. صوت الشباب الهادر هؤلاء المرابطون فى ميدان التحرير، حيث تجمعت روح مصر وعقلها وقلبها فى كفة فتاة صغيرة تحمل لافتة "الشعب يريد إسقاط النظام" وهى تعرف أن أباها لم يكن ليجرؤ على حمل هذا الشعار، وكانت أمها تنعم بأمان مزيف وإخوتها يحملون قدرا لا بأس به من الكره للظلم لكنهم يخشون الإعلان عن هذا.. اختفت فجأة كل هذه الأمور ليحل بدلا منها أرواح ثائرة وقلوب تزخر بعقيدة التغيير.
القادم أفضل لا محالة.. وأبناؤكم جميعا لن يعيشوا مثلنا يوم خوف ويوم أمان وبقية الأسبوع لا مبالاة، لقد اختاروا نصيبهم من الحرية فيما فقدناها نحن، تلك من المرات القليلة التى يشعر المرء فيها بالتفاؤل والأمل فى حياة كريمة، لا تستمعوا أبدا لمن يحذرونكم من الفوضى والمستقبل الغامض والمجهول القادم وكل هذا الهراء المخلوط بالإحباط وتفتيت العزائم، انطلقت رصاصة الحرية ولن تعود إلا بعد أن تستقر فى صدر طاغية ما، ويجرى أمامها كل فاسد سولت له نفسه أن يرضع الشعب قهرا وفقرا وجهلا وحبا للخمول.
إخوتى فى العروبة نحن هنا فى مصر نلهمكم لا تصمتوا على فاسد ولا تسامحوا خائنا ولا تستأمروا عليكم جبانا ولا ترضوا بلقمة خبز يرميها لكم الحكام فأنتم تستحقون مستقبلا أفضل من ذلك.. استعيدوا كرامتكم الغائمة منذ قرون فبالحرية وحدها تحيا الشعوب وإذا قال لكم أحدهم أنكم فى حال جيدة فلا تصدقوه واحكوا له عن الشعب المصرى العظيم الذى نفض التراب عن ضميره وكشر عن أنيابه وأعطاكم مجدا تستطيعون أن تجلسوا بعد أعوام أمام المدفأة لتحكوا لأحفادكم عما فعله المصريون فى ميدان التحرير هؤلاء الذين تحملوا البرد والجوع والمؤامرات التى تحاك ضدهم فى غرف العمليات وشاشات التلفزيون فاز الشعب وعاش المصريون الأحرار.