«ما أغنى عنه ماله وما كسب».. بتلك الآية الكريمة التى تصف أبا لهب فى سورة المسد، استهلت صحيفة «الوطنى اليوم» الناطقة باسم الحزب الوطنى الديمقراطى، صفحتها الأولى، فى إشارة إلى أحمد عز، أمين تنظيم الحزب السابق، فيما يعد أول انقلاب على الحكومة من جانب الصحيفة التى طالما خصصت صفحاتها للدفاع عن قادة الحزب والوزراء وسياساتهم.
وخصصت الصحيفة الأسبوعية، عددها الأخير، للهجوم على عز، وعدد من الوزراء فى الحكومة السابقة، الذين يجرى التحقيق معهم بتهم الاستيلاء على المال العام، وقالت إنها رصدت ثروات هؤلاء المسؤولين من خلال صور ضوئية للسجلات التجارية الخاصة بشركاتهم، مشيرة إلى أن عز احتل المركز الـ٤٦ فى قائمة أغنياء العرب، والثالث بمصر، وأن ثروته بلغت ٦٠ مليار دولار.
واتهمت الصحيفة أحمد المغربى، وزير الإسكان السابق، بالتحايل على القوانين، والتواطؤ مع شركائه، والاستيلاء المنظم على أراضى الدولة، بتخصيص أكثر من ٢٠٠ مليون متر مربع من أراضى الدولة بالأمر المباشر، بأبخس الأثمان، لأبناء عمومته وخالته فى القاهرة الجديدة والسادس من أكتوبر، والريف الأوروبى، ومرسى مطروح، والعين السخنة، وأسوان، ومرسى علم.
وقدرت صحيفة الحزب الوطنى ثروة المغربى بـ١٧ مليار جنيه، قائلة إنه من أغنى وزراء الحكومة المقالة، فى حين أن إقرار الذمة المالية الذى قدمه قبل توليه الوزارة يقدر ثروته بـ٤ مليارات و٩٠ مليون جنيه، وكشفت الصحيفة عن أن المغربى رفض تسديد بعض القروض التى حصل عليها أثناء توليه الوزارة، وتبلغ قيمتها ٣ مليارات جنيه.
وقالت الصحيفة إن زهير جرانة، وزير السياحة السابق، اقترض ٤ مليارات جنيه من البنوك قبل أن يصبح وزيرا، لإنقاذ شركته الخاصة «جرانة للفنادق والسياحة»، لافتة إلى أنه بعد توليه الوزارة، نجح فى سداد ديونه، وجمع ثروة قدرها ١٠ مليارات جنيه، بالإضافة إلى تخصيص ملايين الأمتار فى المناطق السياحية بالبحر الأحمر وشرم الشيخ لشركاته.
وكانت الصحيفة التى لم يتجاوز توزيعها ٨٠٠ نسخة أسبوعيا، وحققت خسائر مالية فادحة منذ صدورها حتى الآن، قد شهدت احتجاجات متوالية من المحررين ضد السياسة التحريرية لرئيس التحرير محمد حسن الألفى، وللمطالبة بـ«التعيين وعدالة الرواتب».