لا تقدر فرحة المصريين فى الشوارع بأى ثمن، ولن يشعر بها إلا من عاش وسط ذلك الشعب، فمن أهم ما يميزهم خفة ظلهم حتى فى الأوقات العصيبة والأزمات، لأنهم يخففون على أنفسهم باختراع النكت حتى على أنفسهم.
لم يكن الشعب المصرى يعيش فى نعيم مثلما يتخيل البعض فى الخارج، لكنهم يمررون وقت أزماتهم بخفة ظلهم، حتى فى الثورة فكانت هناك الكثير من النكت مثل "بعد خلع الرئيس سنقابل تونس فى دور الثمانية"، وغيرها من النكت، وبعد تنحى الرئيس ملأت فرحة المصريين الشوارع، وقام البعض بإطلاق الأعيرة النارية تعبيراً عن فرحتهم.
الشعب المصرى الذى عانى كثيراً، يجول الشوارع الآن تعبيراً عن فرحته بالعهد الجديد، متمنيين أن يكون عصر الديمقراطية الحقيقية، وليست الديمقراطية ذات الأنياب التى تلتهم كل من يقترب منها، يفرح المصريون الآن كل على طريقته، جامعين بين الدموع والضحك، الرقص والسكون.
لم أرَ تلك الفرحة فى عيون المصريين منذ زمن بعيد، حتى فى أوقات فوز المنتخب المصرى ببطولة أفريقيا أو أى بطولة دولية، لأن الشعب لم يجتمع هكذا على لعبة كرة القدم، لكنه أجمع على شىء واحد فقط وهو "رحيل مبارك بعد 30 عاماً فى الحكم".
لم يتبق فى ذهنى سوى سؤالين فقط، وأعتقد أنهما فى أذهان كل المصريين الآن، ماذا سيحدث فى الفترة المقبلة؟ ومن هو رئيس مصر القادم الذى لم يحدد ملامحه حتى الآن؟.