تحول ميدان التحرير إلى كرنفال يجمع كل فئات الشعب على هدف واحد: التغيير، وجاءت عشرات الفرق الغنائية والموسيقية، وعبر أفرادها عن أفكارهم ومشاعرهم حيال الثورة بكلمات بسيطة مصحوبة بالعزف على المزمار وقرع الطبول، منهم من يلهب حماس المتظاهرين، ومنهم من يبكيهم، ويكتمل المشهد بهتافات تصاحبها ألوان موسيقية تتنوع بين الشرقية والغربية والنوبية أيضا.
ويرتفع صوت مزمار بلدى، بجواره طبلة وآلات شعبية، تعزف ألحان أغنية للشاعر عبد الرحمن الأبنودى «ولابد من يوم معلوم تترد فيه المظالم، أبيض على كل مظلوم وإسود على كل ظالم»، ويلتف حول الفرقة عشرات المتظاهرين يرددون كلماتها بحماس شديد، فيما يرقص بعضهم بالأعلام. وبمجرد الاقتراب من فرقة «الشرقية» التى يتميز أعضاؤها بارتداء الجلباب والعِمة يبدأ وليد الشرقاوى، عازف المزمار، بالحديث عن رحلته من بلده إلى ميدان التحرير فيقول: «جئنا بعد جمعة الغضب، بعدما شاهدنا أحداثا كثيرة ومؤسفة فى المظاهرات، ووقف حالنا ومبقاش فيه أفراح، قلنا نعمل دورنا إحنا كمان، وجينا نغنى للمتظاهرين، عزفنا الأغانى الوطنية، والسلام الوطنى، وأغانى تعبر عن الظلم زى (ذئاب الجبل)، والناس مبسوطة وبتغنى معانا بمجرد ما نبدأ نضرب على المزمار».
أما فرقة «جميزة» التى تضم عدداً من المطربين والشعراء والمغنين، فقدمت فقرتها عبر إذاعة الميدان، خاصة أنها تقدم ألوانا مختلفة، منها اللون النوبى، بالإضافة إلى أشعار وأغنيات تهاجم النظام، قال عنها ناصر النوبى مؤسس ومدير الفرقة: «كأننا تنبأنا بما يحدث الآن، فجاءت أشعارى ملائمة للثورة، ومنذ أعوام وأنا أحلم بأن تغنى أشعارى من خلال فرقتى فى أيام الثورة، وأخيرا جاءت الفرصة لأقدم أغنية «يا جنابو.. مفيش فلوس..مفيش غموس.. خليك حسيس يا جنابو»، وأغنية «يا تفوت.. يا تموت.. يا تشق الأرض تطلع توت.. ونعمل وطن وياه وتر نعزف عليه.. حبيبك عنيد ودايما شهيد تراب الوطن».
كما تغنت فرقة «إسكندريلا» بأغانى الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم، وبعض أغنياتها الحماسية والعديد من الأغانى الوطنية، وارتدى أعضاء فرقة القاهرة الشعبية جلبابا أسود تعبيرا عن حدادهم لحين انتهاء الاعتصام، وقال محمد إبراهيم، مدير الفرقة: «قررنا أن نصنع شيئا مختلفا فارتدى أفراد الفرقة الزى الأسود لحين الخروج من الميدان، وجئنا لنعبر عن المتظاهرين بالغناء والهتافات الثورية».