قبل
أقل من 48 ساعة من توليه رئاسة الحزب الوطني " الجديد " .. جاء قرار حل
الحزب ليصدم طلعت السادات ، تضاف إلى صدمته من شقيقه الأصغر زين الذى اتهمه
بالتربح من خلال علاقته بالحزب الوطنى ، وهو ما دفعه لتقديم بلاغ ضد نفسه
ليتم محاسبته أمام الكسب غير المشروع ، تفاصيل أكثر نعرفها منه خلال حوارنا
معه .
حوار: مروة عصام الدين
تصوير: محمد لطفي
كيف تري قرار حل الحزب الوطني ؟ هذا الحكم سياسي لأن هناك قوة جاءت ورائه والأحكام لا تصدر هكذا ، وقد
تعجبت جدا من هذا القرار .. فكيف يحل بهذا الشكل وبهذه السرعة, وأنا أنظر
للموضوع من الوجهة القانونية وليست السياسية ، فهذا الحكم الذي صدر ليس له
علاقة بالقانون, فلابد أن تتبع الإجراءات بشكل سليم فلابد أن الخطوات
السليمة أن يحال الأمر إلي النائب العام ويحقق فيه ثم يرسل الأمر إلي لجنة
شئون الأحزاب والتي تنظر في المخالفات الموجودة والتي تحيل الأمر إلي
المحكمة الإدارية العليا ولكن ما حدث أن الأمر أحيل إلي المحكمة الإدارية
العليا مرة واحدة, وحتى لو كان حزب مصاصين دماء لم أتوقع أبدا أن يتم حل
الحزب بهذه السرعة, وهل تم إلغاء وزارة الداخلية بعد ما فعلته بالثورة
والثوار أو عندما هزم الجيش في 67 تم تغيير أسمه ! .
وكيف تم الدفع بك لقيادة الحزب؟ بعض الأفراد عرضوا علي رئاسة الحزب من داخل الحزب الوطني نفسه, وأنا فهمت
بعد صدور القرار أن هؤلاء لم يأتوا من أنفسهم بل هم موجهين ومستخدمين من
الذي له مصلحة من إبعادي عن العمل السياسي, وهو صاحب القرار الآن , أو أن
الأجهزة الأمنية مازالت تعمل حتى الآن!!, لأن في النظام السابق أيام حبيب
العادلي كانت تصدر الأحكام هكذا, عندما كانت تدفع بمصطفي بكري وأحمد فضالي
ليرفعوا قضايا ضد أشخاص بعينهم وكانت تصدر الأحكام!!.
وهل كان من الممكن أن يصبح الحزب الوطني بعد الثورة تواجد سياسي قوي؟ كانت لدي طموحات للتغير والتنظيف الحزب وتطهيره من العناصر الفاسدة , وكان
من الممكن أن يكون أحد الأحزاب السياسية القوية عندما يتولاه واحد زي طلعت
السادات ، وبعد تطهيره كان سيكون له شأن آخر بين الأحزاب ومختلف تماما عما
كان يدور من قبل, ومنذ تولي رئاسة الحزب يوم الخميس الماضي أول ما اتخذته
هو العديد من قرارات الفصل لعدد كبير من الأعضاء من أجل تطهير الحزب,
وطالبت المحليات أن تقدم استقالتها فورا!, ولكني مالحقتش أعمل حاجه...
مالحقتش ! وما حدث كان كمين منصوب لي, وأنا أعتبرها أجندة مثل التي تسير في
تونس الآن , والهدف مما حدث معي هو إخلاء الساحة لناس معينة وتحديدا
"للناس اللي عملت فلوس أيام حسني مبارك ودلوقتي بتعمل أحزاب" .
ولماذا لم تفكر في إقامة حزب جديد بعيد عما هو قائم؟ أنا كنت بالفعل أنوي تقديم حزب جديد بعيد عن الحزب الوطني ولكن عندما تم
ترشيحي لتولي الحزب الوطني ولما جلست مع عدد من الشخصيات من داخل الحزب
والتي رشحتني وقلت لهم علي طلباتي والتي هي طلبات الثورة .. وافقت علي تولي
رئاسته, ومن ينظر إلي المبادئ التي قام عليها الحزب الوطني هي مبادئ جميلة
وفعلا سوف تحقق حراك سياسي ونهضة في حال تحققها, أنا قمت بتجهيز أوراقي
للحزب الجديد وكنت أطهره من أول وجديد وإعادة بناؤه وترتيب أوراقه وأعود
بفلسفة الحزب لما بدأ به أنور السادات وكان شعاره آخر 3 كلمات قالها
السادات "السلام ..الديمقراطية... الرخاء" ووضعت خمسة أهداف تسير علي
التوازي في نفس الوقت وهم التطهير والتغيير والإصلاح والتنمية والمصالحة مع
الشعب, لأن الحزب الوطني لم يقدم شيئا علي مدي ال30 سنة السابقة.
وكيف تري خروج العديد من الأحزاب عقب الثورة مثل المصريون الأحرار وغيره؟ ساويرس منطقه الفلوس,لأنه ليس شخصية جذابة تلتف الناس حولها ولكنه مجرد
فلوس تجذب الناس وهي الثروة التي حققها من التربح في عصر مبارك, والمفروض
أن يتم مساءلته مثل الآخرين, أما الأخوان في حد ذاتهم ليسوا سيئين وأنا لست
أخواني ولكن أنا أحبهم من بعيد لبعيد ومش عايز أكون منهم.
وما خطوتك السياسية القادمة بعد حل الحزب الوطني؟ موعدنا يوم الزينة يوم 25 إبريل , وأدعو كل المصريين والناس اللي عايزه
تساعد بجد ونفسها أن مصر تكون لها قيمة بعيدا عن المخططات الأمريكية أقول
لهم أتحدوا وأن ينضموا إلي حزب المصري الديمقراطي وهو أسم الحزب الذي أردت
الخروج به إلي الحياة السياسية في الفترة القادمة.
كيف تري خريطة الحياة السياسية في الفترة القادمة؟ هناك مخطط مرسوم لأن مجلس الشعب القادم ستكون أغلبيته من الأخوان المسلمين
وبنسبة قد تصل إلي 65% في البرلمان القادم والانتخابات ستكون فردية لأنه
ليس من مصلحتهم أن تكون بالقائمة ثم يظهر مجموعة من الأشخاص التي لديها
فلوس وملايين وعدد قليل من الأشخاص اللي ينجحوا "بالدراع" زي حالاتي أما
الشباب لن يكون لهم مكان في مجلس الشعب إذا استمرت الأمور بهذه الطريقة
وللأسف سيكون دور الشباب توقف عند القيام بالثورة وهذا ظلم كبير لهم , وإذا
كان للإخوان دور في الفترة القادمة أرشح أن يكون رئيس الوزراء الدكتور سعد
الكتاتني لأنه رجل محترم و لأنه رجل من العلماء ولكن سيكون هناك أتفاق علي
الشخصية العسكرية التي ستحكم البلاد .. ولكن الشخصية العسكرية المتفق
عليها لم تظهر بعد علي الساحة.
هل هذا يعني أنك تفضل أن يكون الحكم عسكرياً خلال الفترة القادمة؟ هذا واجب خلال أول 4 سنوات بعد الثورة ثم ينتقل الحكم إلي مدني ، وفترة ما
بعد الثورات لابد أن يحكمنا خلالها رجل يستطيع أن يتخذ قرارا حاسما بشأن
الأوضاع الخارجية والتي هي مهمة في الوقت الحالي قبل أن يداهمنا الخطر لأن
مصر محفوفة بالخطر شرقا وغربا ومن كل الجهات حتى أن إسرائيل دخلت بدباباتها
إلي المنطقة الآمنة والتي يجب ألا تمر من فوقها مجرد دراجة وليست دبابة!!,
ومن يحب مصر الآن فليترك الحكم في هذه المرحلة لقائد عسكري.
ولماذا قدمت بلاغاً في نفسك للكسب غير المشروع!!؟ قدمت بلاغ في نفسي وفي أخواتي عشان يكون كله ع المكشوف , وحتى أحصل علي صك
يبرأ ذمتي أمام الجميع ويؤكد أنني رجل يدي نظيفة وأنني لم أحصل علي مليم
واحد بغير حق وأن ربنا عصمني ألا أمد يدي في زمن حسني مبارك رغم أن الأشياء
كانت متاحة وأنا لدي ثروة طبيعية متواضعة جدا .
وكم تقدر ثروتك المتواضعة؟ أنا ثورتي بعد أن وصلت إلي 57 عاما الآن وبعد العمل طوال حياتي في
المحاماة لن تتعدي ثروتي 2 مليون جنيه , والفيلا التي أسكن بها حصلت عليها
بالتمويل العقاري بالتقسيط علي 15 سنة , وهل يعتبر 2 مليون ثروة ؟ دي ثمن
سيارة يركبها أحد المسئولين في عهد مبارك, ولكن أنا ثروتي في الشوارع التي
رصفتها والطرق التي أقمتها في قريتي علي حسابي, وفي الكباري التي أقمتها
لأهل بلدي .. ثروتي في دعواتهم لي ، وهذه هي ثروة طلعت السادات وأنا إذا
توفيت لن أترك لأولادي ثروة, وأنا عندي أخواتي اللي عندهم 500 مليون وغيرهم
ولكن أسألوهم جابوهم منين لأنهم لو كانوا ورثوا كنت أنا كمان ورثت!!, ولكن
هذا المكسب والثروة حصلوا عليها في زمن مبارك ولكن لا يصح أن أقول أن هذا
من فضل ربي وأسكت!
الأربعاء 20 أبريل - 2:01:30
