فى
حوار خاص للمهندس كريم أكرم سيد حفيد الفريق سعد محمد الحسينى الشاذلى
وابن كريمته ، أكد أن الرئيس الراحل محمد
أنور السادات هو المسئول عن حدوث ثغرة حرب أكتوبر 1973 والصق المشكلة
للشاذلى لأنه أول من اعترض على قراره بتطوير الهجوم. كما أكد أن حب
المصريين والعرب للشاذلى وشعبيته كانت سببا لكره مبارك له وللانتقام منه،
وكشف حفيد الشاذلى عن سر تدمير 250 دبابة مصرية خلال نصف ساعة اثناء
المعركة.
- فى البداية.. هل ترى أن الفريق الشاذلى قد حصل على حقوقه بعد 25 يناير؟
بعد
وفاة سعد الشاذلى حدثت عدة ندوات لتأبينه وتكريمه بنقابة المحامين
والصحفيين وبطنطا وتم إرجاع معاشه "نجمة الشرف" فى بداية شهر فبراير وهذا
خير دليل على أن كل شيء قد تغير فى مصر بعد 25 يناير.
- وما الذى كان يسعى إليه الفريق سعد الشاذلى قبل مماته؟
كان
يرغب فى عقد سلسله ندوات ومناظرات لتوضيح وجهه نظرة ولشرح خبايا حرب
أكتوبر للشعب وكان دائما يشدد على انه لا بد من حدوث فصل بين الحكومة
والدولة.
- وهل توقع الشاذلى انه فى يوم من الأيام ستقوم ثورة على مبارك؟
الشاذلى
كان ضد النظام وكان يرى انه سياتى اليوم الذى سيفور فيه الشعب وكان ينادى
دائما بفصل الحكومة عن الدولة ومحاسبة المسئولين فكل طلبات الثورة كان
ينادى بها منذ أكثر من 30 عامًا فالشاذلى كان فى التحرير قبل 25 يناير.
- وكيف بدأ الخلاف بين الفريق الشاذلى والسادات؟
الأحداث
التاريخية تنقل حسب ما ترغب السلطة أن تنقله فحرب أكتوبر لها أسرار كثيرة
لا يعلمها احد كما أن هناك بعض المواقف التى حدثت بين الشاذلى والسادات لا
يسمع احد عنها ذلك لان السادات أراد أن يخبئ بعد الحقائق.. فاختلف السادات
مع الشاذلى فى طريقة تطوير الهجوم واتخذ قرارًا انفراديًا بتطوير الهجوم
على اسرائيل.
فالسادات كان يهدف للحصول على سيناء مرة واحدة وكان يرغب
فى تطوير الهجوم بطريقة سريعة وكانت حجته فى ذات الوقت تخفيف الضغط على
سوريا، والشاذلى كان رئيس أركان القوات المسلحة أثناء الحرب وطلب من
السادات أن يتم الهجوم بمراحل ذلك لان اسرائيل كانت تملك أقوى سلاح طيران
فى العالم فى هذا الوقت.
فاتخذ السادات قراره وهو يعد "قرارًا سياديًا
سياسيًا منفردًا" بتطوير الهجوم مما أدى إلى إنقاص تحقيق النصر وتغيير كل
الأوضاع فى مصر والعالم العربى فالعرب كانوا فى نقطة قوة وكنا فى وضع أقوى
بكثير من وضع اسرائيل ولولا ما حدث كان العرب الآن أكثر اتحادا.
وكى
يغطى على ما حدث اتهم الشاذلى بأنه هو من تسبب فى حدوث الثغرة "ومن ثم تسبب
السادات فى تدمير 250 دبابة مصرية خلال نصف ساعة فى حين أن من ماتوا يوم 6
أكتوبر كانوا 185 شخصًا.
ويمكن القول بأن قرار السادات أدى إلى محاصرة
الجيش المصرى أيام الحرب بل وأدى إلى حدوث خسائر لمصر وخير دليل على ذلك
اتفاقية كامب ديفيد.. ذلك لان المسئول عن وضع خطة الهجوم هو رئيس أركان
الجيش ومن ثم ألقى السادات خطأه على الفريق سعد الشاذلى.
- كان سبب عداء السادات للفريق الشاذلى واضحا، أما مبارك فما سبب العداء الذى كان يكنه للفريق الشاذلى؟
سر
عداء الرئيس مبارك للفريق الشاذلى لم اعرفه إلا من أسبوعين فشعبية الشاذلى
ومدى تأثيره على الشعب واتصاله مع العرب وحب الناس له كان دافعا كبيرا
للرئيس مبارك لتشويه صورة الشاذلى وإنشاء تعتيم اعلامى عليه ذلك لان مبارك
كان خائفا أن يسرق منه الشاذلى الأضواء أو أن يفضله الناس يوما من الأيام
عليه.
- وهل سبب رفض الشاذلى لاتفاقية كامب ديفيد رفضه للتصالح مع اسرائيل أم رفضه لقرار السادات؟
الشاذلى
رفض اتفاقية كامب ديفيد بشدة واعترض عليها لأنه رفض تفاصيل المعاهدة وكان
يرى أن الخيار العسكرى مازال متاحًا وأن السادات قدم تنازلات كثيرة لا
تستحقها إسرائيل.
- وما الطرق التى استخدمها الرئيس مبارك لمسح تاريخ الشاذلى من الحرب؟
الشاذلى
هو القائد الوحيد الذى لم يأخذ نجمة سيناء وتعرض لظلم كثير من الرئيس
مبارك حيث قام بتزوير التاريخ ووضع صوره في غرفة عمليات حرب أكتوبر بدلا من
صور الفريق الشاذلى لدرجة أنه وضع نفسه مكان الشاذلى واستبعده من بانوراما
حرب أكتوبر.
وخير دليل على ذلك أن كل الصور التى نشرتها الصحف تم استبعاد الفريق الشاذلى فيها بالفوتوشوب ووضعت مكانه صورة مبارك.
وهناك
خطأ كبير وقع فيه من قام بلصق الصور وتغييرها وهذا الخطأ يبين أن الصورة
فعلا مركبة وهو أن الزى التى ظهر فيه مبارك بجوار السادات بغرفة العمليات
كان زيًا رسميًا فى حين أن لغرفة العمليات زي آخر خاص بها إضافة إلى ذلك
الرتبة الموجودة على ملابس مبارك لم تكن هى رتبته وقت الحرب.
فالرئيس
مبارك اختزل حرب أكتوبر فى الضربة الجوية التى قام بها، فلا ننكر أن الضربة
الجوية كان لها دور فعال فى حرب أكتوبر ولكن كانت هناك أقسام أخرى دورها
أقوى من سلاح الطيران كسلاح المهندسين الذين قاموا باستعدادات خطيرة لإنشاء
الكبارى وعبور قناة السويس والمشاة وأيضا الضفادع البشرية وسد المخارج
وغيرها من الأدوار التى لم يلتفت إليها احد وغرفة العمليات وغيرها من
الأقسام.
- وكيف يتم حل مشكلة إخفاء حقائق حرب أكتوبر عن الشعب المصرى؟
الشعب
المصرى محتاج لأن يعرف تفاصيل الحرب ولا بد من إظهار الحقائق من خلال عقد
الندوات والمؤتمرات والتغطية الإعلامية الصحيحة وتصحيح بانوراما حرب أكتوبر
وتعديل المناهج التعليمية وكتب التاريخ.
- وكيف قضى الشاذلى فترة حبسه فى السجن العسكرى؟
حكم
على الشاذلى بقضاء 3 سنوات فى السجن ولكنه لم يقض منها سوى سنة ونصف السنة
كانت حياته بداخل السجن روتينية جدا، ورغم انه كان من الممكن ألا يسجن
مقابل انه يطلب العفو إلا انه رفض.
- كانت التهمة التى وجهت للشاذلى هى إفشاء أسرار عسكرية وصدور كتاب دون إذن.. فما تعليقك؟
الشاذلى
اعترف بأنه أصدر كتاب بدون إذن ولكنه اعترض على نقطة انه أفشى أسرارًا
عسكرية فى كتابه ذلك لان السر العسكرى حسب كلامه هو "المعلومة التى لا
يعرفها العدو والتى إذا عرفها فإنها ستوثر على سلامة الدولة وأمنها" هذا من
جانب. ومن جانب آخر فإن الرئيس مبارك فى مجلة المستقبل فى سبتمبر 1889
أشار إلى "أن أمريكا تعلم عنا كل شيء كما أن قطع الغيار التى يستوردها
الجيش المصرى يتم استيرادها من أمريكا"، ومن ثم فان أمريكا تستطيع أن تتجسس
علينا لدرجة أنها فى مرة من المرات وضحت لى أن هناك 60 جنديا مصريا فى
سيناء زيادة على ما تم الاتفاق عليه فى الاتفاقيات المشتركة.
إذن السؤال
هنا: السر على مَن؟ فكثير من الأحداث التاريخية والمعلومات الخاصة بالدولة
يتم الكتمان عليها بحجة أنها أسرار عسكرية وهذا خطأ لأنها بالفعل أسرار
حكومية اى ترغب الحكومة فى إخفائها عن الشعب وليست أسرارًا عسكرية.
- وماذا تعلمت من جدك الفريق سعد الشاذلى؟
"امش
عدل يحتار عدوك فيك".. هذا هو أكثر مثال يمكن أن أوضح فيه ما تعلمته من
جدى الفريق الشاذلى إضافة إلى ذلك فإننى تعلمت منه ضرب النار والصبر وحمل
البندقية والتدريب على انضباطات الأمن والأمان وتعلمت منه أيضا الانتظام
والدخول فى التفاصيل والدقة والفكر الاستراتيجى والشطرنج فهو كان معلما
وقائدا وكان لاعب شطرنج ناجحًا وأنا مهما تعلمت منه فلم أكن 1 من 100 منه.
و تعلمت منه "أن المبلغ الذى يصرف فى غير محله مهما نقص فهو إسراف وأن المبلغ الذى يصرف فى محله مهما زاد فهو ليس إسرافًا".
- وكيف كان الشاذلى يقضى أيامه؟
الشاذلى كان يقسم السنة لثلاثة أجزاء 3 أشهر الصيف بالإسكندرية، وشهور الشتاء بقرية شبراتنا بمحافظة الغربية، وباقى الشهور بالقاهرة.
وكيف كانت العلاقة بين الفريق الشاذلى وجمال عبد الناصر؟
الشاذلى وعبد الناصر كانا أصدقاء ومازال هناك تواصل بين العائلتين والشاذلى كان يحب عبد الناصر كثيرا فهم كانوا جيرانًا.
- وهل تعرض الشاذلى للاغتيال قبل ذلك؟
لقد تعرض جدى لحادثي اغتيال؛ أحدهما: حينما كان سفيرًا لمصر فى الخارج وتم اخذ الاحتياط الأمنية لإخمادها.