مريام مالك عضو
عدد المساهمات : 114 تاريخ التسجيل : 24/12/2009
| موضوع: طقوس الزواج الصحراوي في المغرب الثلاثاء 10 مايو - 13:58:49 | |
| [tr][td valign="top"]
في جنوب المغرب تغلب العادات والتقاليد المتوارثة منذ مئات السنين، بدءاً بمراسم الخطوبة وشروط أهل العروس وكتابة العقد وانتهاء بليلة الدخلة. وتعتبر ظاهرة إخفاء العروس (الترواغ) حسب الباحثين امتحاناً للعريس لمعرفة مدى تعلقه بزوجته وحبه لها، فبقدر ما يبذل من جهد في البحث عنها ويطوي من المسافات في سبيل ذلك ويتصبب منه العرق، وبقدر ما ينفق ويستجيب من شروط صديقاتها، يكون مقياس حبه لها وتعلقه بها. أما إذا أظهر عدم اهتمام بالموضوع، أو لم يبذل جهوداً في البحث عنها، فإن ذلك دليل على برودة حبه لها، مما يشكل نقيصة تعيَّر بها العروس بين صديقاتها في المستقبل.
عادات نادرة
وتذكر الباحثة في التراث الصحراوي الغالية الكواري أن زواج الأقارب ينتشر بين سكان المنطقة، حيث يفضل الصحراويون المنقسمون قبائل عربية عدة تزويج بناتهم من أبناء عمومتهم، بينما يُترك للذكور حرية الاختيار بين بنت العم و«الأجنبية»، وهو لقب يطلقه سكان الصحراء على فتاة تنتمي الى قبيلة أخرى، مشيرة إلى إن الآباء يحثون أبناءهم على اختيار الشريك من أفراد العائلة الواحدة أو من العشيرة نفسها. وإن اتسعت دائرة الاختيار فهي لا تتعدى القبيلة. والدافع من وراء هذه السياسة هو التقارب والتضامن الأسري، وما تفرضه المصلحة الشخصية، اذ إن أكثر أبناء العمومة يشتركون في مشاريع اقتصادية، ويفضلون أن تبقى الصلة دائمة بينهم.
وتضيف: «إذا كانت القاعدة في المجتمع الصحراوي هي تفضيل بنت العم، فإن الأمر لا يزال بيد الرجل، فهو يستطيع الارتباط بأخرى. إلا أن ما ستلاقيه هذه من رفض عائلي وقبلي كفيل بإجهاض مشروع الزواج في سنواته الأولى».
وعن العادات السائدة في الخطوبة والزواج تقول الغالية إن «الاتفاق على الزيجة يتم بين عائلتي الخطيبين، ويجري العقد طبقا لنصوص الشريعة الإسلامية بحضور القاضي وشاهدين ووكيلي العروسين، حيث تفرض العادات ألا يحضر العريس والعروس عقد القران. إلا أن القاضي يقوم شخصياً أو من خلال الشاهدين بالتأكد من رغبتهما في هذا الزواج. وذلك بعد مقابلة كل منهما على حدة، والحصول على توقيعيهما على وثيقة قبول الزواج، وهذا الإجراء يهدف إلى القضاء على الزواج بالإكراه».
لاسابقة ولا لاحقة
وتؤكد الباحثة أن «غالبية عقود الزواج تتضمن عبارة «لا سابقة ولا لاحقة»، وهو شرط يفرضه أهل العروس يلغي كل زواج سابق، ويمنع أي زواج لاحق، لأنه يعني حصول ابنتهم على الطلاق بصفة آلية في حالة تزوج الرجل من أخرى».
وتقول إن الاحتفال بالعرس الصحراوي يتسم بالبذخ والمغالاة، ومازالت حفلات الزواج تمتد في بعض المناطق أسبوعاً كاملاً، وفي كل يوم يتم الاحتفال بعادة معينة. وتضيف: «حفلة الزفاف تنطلق رسميا بعد إتمام العقد وقراءة الفاتحة، فتطلق النساء زغاريدهن التي تكسر صمت الليل الصحراوي. وقد جرت العادة أن تتم كل العقود في المساء، وترتدي العروس الزي التقليدي، وهو عبارة عن ملحفة سوداء عليها شال أبيض، وتتزين وتخضب يديها بالحناء، وتتحلى بحلي تقليدية مصنوعة من الذهب والأحجار الكريمة. أما العريس فيرتدي دراعة بيضاء وهي دشداشة واسعة، ويطوق عنقه بلثام أسود».
وتتابع «يحيط الأصدقاء والأقارب بالعريس ويزفونه إلى عروسه. وقبل الدخول إلى الخيمة المخصصة للاحتفال يطوف العريس بالخيمة سبع مرات من الخارج، ثم يدخل ويجلس في الزاوية الشمالية الغربية مع عروسه. ويستمر الغناء والرقص حتى ساعة متقدمة من الليل، وهو الوقت الذي تزف فيه العروس وسط موكب من الزغاريد والأهازيج يسمى «الترواح». وعند باب خيمة العرس تدور معركة حامية الوطيس بين فريقي العريس والعروس، ويحاول فريق العريس إدخالها إلى الخيمة لتلحق بالعريس، بينما يحاول الفريق الآخر منعها من ذلك».
[/td][/tr][tr][td class=tahoma13 dir=rtl align="right"] [/td][/tr] | |
|