حلم وأمنية لأي زوجين، وهو رحلة عائلية جميلة في قارب الزوجية، يحمل في
صفحاته أرق الروائح وأعطرها،
مع اكتمال الرحلة وسلامتها.
وتكثر خلال هذه الرحلة عبارة ''اياك واياك '' ولا تفعلي كذا وكذا ، وغير
ذلك من تحذيرات تربك الحامل وتحول حياتها الى
حالة متواصلة من التوتر والقلق والعيش في الممنوع.
وهناك بعض الصفحات التي تفرض ظروفها التعامل مع الأحداث بحذر ومتابعة حتى
لا يضيق نفس الربان قبل الموعد،
فعندما يظهر الخط الوردي الصغير على شريط اختبار الحمل للمرأة فإنها تبدأ
بالفعل التفكير والقلق فيما قد يصيبها من
متاعب خصوصا لو كانت صاحبة تجربة سابقة، وقد تكون التغيرات والمصاعب بسيطة
وعادية أو مشاكل أخرى من
الصعب التحكم فيها بصورة ذاتية وتتطلب التداخل الطبي في التوقيت اللازم.
وعليه فان معرفة المشكلات المتوقعة المصاحبة لفترة الحمل في الظروف والحدود
الطبيعية تسهل كيفية التعامل
معها بالشكل السليم، مع العلم أن علاج الكثير من التغييرات والمشكلات تزول
بعامل الزمن مع تقدم الحمل، وبعضها
بعد أسابيع من انتهاء فترة الحمل. ولكن قد يبقى البعض لفترات أطول قد
تستدعى العلاج، وهي ليست موضوع
مقالتنا هذه. فهناك من التغيرات الطبيعية الفسيولوجية التي تتطلب التعامل
معها حسب درجة ترجمتها في واقع
الحال، على أن تكتمل رحلة الحمل بولادة طفل سليم معافى يدخل الفرحة لقلوب
العائلة كاملة، والحمل بحد ذاته
كحدث طبيعي يلزم السيدة الحامل على التعامل مع سلوكيات جديدة وتغير في بعض
السلوكيات السابقة، سواء
لسبب الوضع الجديد أو من أجل تهيئة الأحوال المناسبة للوضع الجديد، ولا
أعتقد أن مقالة طبية هدفها الأوحد نشر
المعرفة والتثقيف ستحمل في أسطرها جميع المعلومات المهمة أو أنها ستوفر
إجابة لكل سؤال، وعليه فسوف أركز
الحديث على العموميات التي ترافق الحمل، وأترك المشاكل الشخصية الخاصة
للطبيب المعالج للسيدة لأنه الأقدر
على تشخيص الحالة ووصف العلاج، وقبل أن أبدأ أرجو أن أبين أنني أتحدث عن
مشاكل قد تحصل أثناء الحمل وليس
بالضرورة أن تحصل، حتى على مستوى السيدة الواحدة في مراحل حمولاتها
المختلفة.
تدخين الحامل الايجابي
او السلبي ..ممنوع اطلاقا
هناك حقائق عالمية لا يختلف عليها أحد أن التدخين عادة اجتماعية مضرة بصحة
المدخن والبيئة والمجتمع، وهي حرية
شخصية يمنع التدخل فيها بحكم الأخلاق والقانون وحقوق الفرد، ولكن أركان
المعادلة للسيدة الحامل تختلف عن
الآخرين، لأن الأذى الصحي يتعدى حدود الأم المدخنة إلى الجنين الذي يقبع في
سجن الرحم بمراحل تكوينه الأولى
ونموه، ويتعرض بواقع الحال لقذائف التدخين القاتلة وهو يعبر عن ذلك بصوت
خافت ولكن الشكوى مع الأسف هي
لصاحب الذنب، والتدخين أثناء الحمل كعنوان مجرد ممنوع إطلاقا، وتستطيع
السيدة الحامل التوقف عن التدخين بصورة
كلية، وعلى الأقل منذ اللحظة التي يثبت فيها الحمل، ويجب أن ينطبق ذلك على
التدخين السلبي كحال التدخين
الايجابي، وهو ما يعني الابتعاد عن أجواء التدخين كليا، لأن التبغ المحترق
يدخل سموما للجسم تنتشر بواسطة الدورة
الدموية لجميع أعضاء الجسم، وتستطيع الانتقال من خلال أوعية الحبل السري
والمشيمة إلى الجنين في مراحل
تكوينه ونموه وتطوره لتؤثر عليه سلبا، وأثر التدخين على الحمل لا يتعلق
بفترة زمنية حيث أن مشاكله ممتدة، ففي
بداية الحمل هناك زيادة خطر الحمل خارج الرحم وزيادة فرصة الإجهاض الطبيعي،
وزيادة خطر التشوهات الجينية وفي
قمتها تشوهات الحبل الشوكي المشقوق، وتشقق في الشفة العليا والذي يعرف
بالشفة الأرنبية، وننتقل لزيادة
المخاطر والاضطرابات المشيمية سواء من حيث التكوين أو المكان، فهناك زيادة
تغيير في موضع المشيمة بصورة سلبية
مؤثرة، ومشاكل في الأوعية الدموية والمشيمة تنعكس على شكل ألم وتأثر مزمن
لدى الجنين يتجلى عند الولادة
بوزن الطفل المتدني حتى لو كان عدد السجائر اليومية ضمن رقم محدد وقليل.
فقد أثبتت الدراسات العلمية أن تدخين الأم أو وجودها بكثرة في أماكن ينتشر
بها دخان السجائر يمكن أن يؤثر على
الجنين داخل الرحم فالتدخين مثلا يقلل من النمو الطبيعي لأنسجة الجنين داخل
الرحم وخاصة الرئة التي يقل حجمها
في جنين الأم المدخنة عنه عن غير المدخنة وقد لاحظ بعض الباحثين حدوث
الولادة المبكرة بين الأمهات المدخنات
ونقص وزن مواليدهن، وخطر إصابة الطفل بالتأخر العقلي نتيجة تأثر الخلايا
الدماغية بمراحل التكوين وتعرضها لمواد
سامة حارقة، ويتجلى الخطر الأكبر بالولادة المبكرة قبل اكتمال مراحل النمو
والنزف المشيمي نتيجة ضعف البيان
التكويني للمشيمة، وبالتالي زيادة خطر الوفاة قبل الولادة أو بعدها وموت
الرضيع الفجائي غير المبرر ناهيك عن زيادة
نسبة التشوهات الخلقية في القلب التي تنعكس بضعف المقاومة للجنين عند
الولادة، وهناك من الدراسات الغربية
الدقيقة التي تبين أن التدخين بأي صورة وكمية يتسبب بانقطاع الحمل في أي
مراحله ووفاة حديثي الولادة في أشهر
حياتهم الأولى، وإنما هو عائد مباشرة إلى التدخين، ويبدو أن هذه الآثار
الصحية مبينة علميا وغير قابلة للجدل، وقلة
من المدخنين لا يدركون ذلك.
وتتعدى آثاره لما بعد الولادة حيث نشر بحث شمل خمسة آلاف طفل في بريطانيا
أوضح فيه العلماء أن القدرة على
استيعاب المواد الدراسية تقل عموما في الأطفال المعرضين لدخان السجائر عنها
في غيرهم بفارق زمني يصل إلى
ثلاثة شهور، ويصل هذا الفارق إلى أربعة شهور في القدرة على القراءة بينما
يزيد إلى خمسة شهور في مادة
الرياضيات.
الغثيان والمراجعة
..كيف تفهمه الحامل؟
من الثوابت الطبيعية للحمل حدوث الغثيان واحتمالية حدوث القيء والذي يصيب
حوالي 50% من السيدات الحوامل
وتختلف شدته من سيدة لأخرى، وقد كان إلى فترة منتصف ستينات القرن الماضي
أحد أهم الوسائل التشخيصية
لحدوث الحمل، وحال لواقعه نتيجة طبيعية لارتفاع مستوى هرمونات الحمل في جسم
السيدة وتحسس بطانة الجهاز
الهضمي عموما والمريء والمعدة خصوصا لهذا الهرمون الذي يفرز من الجسم
الأصفر لتثبيت الحمل بأسابيعه الأولى
والذي يتضاعف بصورة كبيرة بصورة شبه يومية، وكل ذلك يتسبب بالمعاناة
اليومية منذ الصباح حتى ساعات الليل
وبدرجات متفاوتة والتأكيد للسيدة الحامل أن هذه الأعراض ستزول بعد مرور
فترة زمنية معينة من الحمل، والأمر
المسعد والمؤسف أنه لا يمكن منع حدوث الغثيان والتقيء بالحمل، وأما الأمر
المؤسف أنه لا يوجد علاج لمثل هذه
الحالة للقضاء عليها ولكن من الممكن تخفيف حجتها بالراحة النفسية للأم
وطمأنتها بأن ذلك عرض طبيعي يحدث نتيجة
لإفراز هرمونات الحمل والهرمونات الأنثوية في تلك الفترة، وتغير السلوك
الغذائي في بعض مفاصله، كذلك يجب عدم
إجبار المرأة خلال هذه الفترة على تناول أصناف أو كميات معينة من الطعام
بدعوى ضرورة التغذية والاعتقاد الخاطىء
بان هذا الغذاء لم يعد للمرأة وحدها بل يشاركها فيه جنينها ويمكن للحامل
هنا تناول بعض موانع القيء التي قد تساهم
بتخفيف المعاناة أو القضاء عليها، حيث أن مبادىء الإنصاف تجعل من الخيار
مثلا أمرا مرحبا بتناوله بعد غسله وبدون
تقشيره ويؤكل في أي وقت وخاصة في الصباح وهو يخفف أيضا من حرقان المعدة،
كذلك فإن تناول الموز بشكل منتظم
يخفف من الغثيان ويحسن المزاج ويجعله في قمة الروقان والمزاجية، وبإضافة
وجبه من العسل للبرنامج الغذائي
تكتمل الوصفة الغذائية المعدلة للحمل ويمكن تناول العسل في أي وقت منفردا
أو ممزوجا، والحال كذلك بتناول القمح
المحمص مع ويفضل تناول طعام الكورن فليكس السادة على شكل تسالي المكسرات
وبفترات مختلفة خصوصا في
الفترات التي تسبق الوجبات الذائية إضافة للنهوض من الفراش على مراحل
وبتأني ويفضل الامتناع عن تناول الدهون
حتى لا تصاب الحامل بالتخمة، ويمنع الأكل الكثير قبل النوم، والحركة
السريعة، و،الانحناء بالرأس والرفع منه بسرعة،
وهناك أبحاث تشجع على شم الليمون وشرب عصيره. إضافة لتناول الخبز المحمص
جيدا.
الأمساك..والماء الدافئ بين الوجبات
والأمر الآخر المتعلق بالجهاز الهضمي زيادة فرصة حدوث الإمساك، وللتذكير
على ما بدأت أنه نتيجة طبيعية أخرى ناتجة
عن التغيرات العديدة التي تحدث في الجسم في فترة الحمل حيث يزداد إفراز
الهرمونات التي تعمل على إرخاء
العضلات الموجودة في الأعضاء الداخلية للجسم، كما تعمل على إبطاء حركة
الأمعاء والتي بالتالي تتسبب في إعادة
امتصاص جميع السوائل الموجودة في الأمعاء مما يجعل المواد الزائدة التي
تخرج على هيئة فضلات قاسية نسبيا مما
يؤدي إلى الإمساك، هذا بالإضافة إلى ضغط الرحم على المستقيم خاصة في الأشهر
الأخيرة من الحمل مما يسبب
زيادة فرصة حدوث الإمساك، وهناك بعض النصائح الطبية المساعدة للتقليل من
حدوث أمر كهذا وتقليل آثاره الجانبية إن
حدث مثل التعود على شرب كوب أو كوبين من الماء الدافيء عند الاستيقاظ من
النوم في الصباح الباكر وكوب آخر عد
الخلود إلى النوم في المساء، وإذا كان بإمكانك شرب الماء الدافيء بين
الوجبات فهذا أفضل ويحل كثيرا من مشكلة
الإمساك، والإكثار من الفواكه والخضروات الطازجة والأطعمة الغنية بالألياف
مع تجنب - بقدر الإمكان - الأغذية القاسية
التي تساعد على حدوث الإمساك أو تتسبب فيه، ويجب التعود على تناول كوب من
الحليب الدافيء مع ملعقة من
العسل الطبيعي على الريق ومثلها قبل النوم، بالإضافة لتناول كوب من عصير
البرتقال الطازج على الريق بشرط أن لا
تصفيه من الألياف، ومفتاح الأمر يتطلب من السيدة الحامل الذهاب إلى دورة
المياه بانتظام خاصة عند الاستيقاظ من
النوم حتى وإن لم تكن لديها الرغبة في ذلك، فهذه العملية ستؤثر على الجهاز
العصبي وستجعله يعطي إشارات
معينة في ذلك الوقت لتسهيل عملية التبرز.
واستخدام العلاجات الملينة يجب أن يكون في أضيق صوره وبدون إفراط لأن ذلك
قد ينعكس سلبا. وهناك علاج طبيعي
فعال وهو عسل النحل الذي يستخدم عموما كعلاج لاضطرابات الجهاز الهضمي، فهو
يزيد من نشاط الأمعاء ولا يسبب
تهيج لجدران القنوات الهضمية ويعمل على تنشيط عملية التمثيل الغذائي
بالأنسجة ويجعل عملية الإخراج سهلة،
ويلغي تأثير الحموضة الزائد في المعدة فيمنع الإصابة بقرحة المعدة والأثني
عشر ويمنع الارتداد من المريء.
تغيرات الثدي أثناء فترة الحمل:
تحدث هذه التغيرات في بداية الحمل بهدف إعداده للرضاعة سواء كانت الأم
الحامل راغبة بها أم
لا، وتعد هذه التغيرات من علامات الحمل الباكر وتكون واضحة لدى النساء ذوات
الأثداء الصغيرة بالمقارنة بذوات الأثداء
الكبيرة وتكون هذه التغيرات غير موجودة إذا حدث الحمل أثناء الرضاعة، وبعيد
الفطام يصبح الثدي بحلول الأسابيع من
السادس إلى الثامن من الحمل أكبر حجما وذلك بسبب زيادة الوسادة الشحمية من
جهة ونمو الغدد اللبنية وتكاثرها من
جهة أخرى وتستمر ضخامتهما خلال الثلث الأول للحمل ليصبحا أكثر قساوة واشد
ألما وحساسية للمس ويحدث
احتقان في الأوعية الدموية مما يجعل الأوردة القريبة للجلد تبدو أكثر
وضوحا، وتتضخم الحلمتان ويزداد تصبغهما وبروزها
وتصبح الهالتان المحيطتان بهما أكثر اتساعا وتلونا وتظهر عليهما بروزات
صغيرة عدسية المظهر تدعى حبيبات
مونتغمري وهي غدد صغيرة وظيفتها ترطيب الحلمتين والهالتين وحمايتهما من
الجفاف والتشقق. وهناك تغير طبيعي
يحدث أثناء الحمل وهو خروج ما يسمى حليب اللبا حيث يخرج من الحلمتين قرابة
الشهر الرابع أو الخامس للحمل كمية
بسيطة من حليب اللبا على نحو سائل سميك أو اصفر مزهر قليلا ويدل ذلك على
بدء إنتاج الحليب.
التغيرات والألم في الثديين
تحدث هذه التغيرات في الثديين أثناء الحمل بسبب إفراز الهرمونات حيث يحرض
هرمونا المشيمة الاستروجين
والبروجيستيرون نمو الغدد اللبنية وقنواتها في حين يمنعان إفراز الحليب،
أما الهرمون المسئول عن إدرار الحليب فهو
هرمون البرولاكتين الذي يفرز من الغدة النخامية الذي يرتفع مستواه في دم
الحامل قرابة عشرة أضعاف ما هو عليه
خارج أوقات الحمل وعندما تتم ولادة المشيمة ليهبط مستويي الاستروجين
والبروجسترون في دم المرأة، بينما يبقى
مستوى البرولاكتين عاليا مما يؤدي إلى إدرار الحليب ويحافظ مص الحلمة على
بقاء هرمون البرولاكتين على مستواه
مرتفعا وأما إذا لم يحدث الإرضاع فلا يلبث أن يعود إلى مستواه السابق للحمل
خلال 10- 20يوما. عند الرضاعة يجذب
الرضيع الحلمة عميقا في فمه فيضغط على الهالة وعلى الجيوب اللبنية خلفها
بفكيه ولسانه كما يحدث ضغطا سلبيا
في فمه يؤدي إلى سحب اللبن ويتأثر إفراز اللبن من الثديين بإفراغهما سواء
بالمص أو العصر باليد حيث يؤدي عدم
إفراغهما إلى توقفه، كذلك يساعد هرمون الاوكسيتوسنين الذي يقلص الخلايا
العضلية الموجودة في جدار الاقنية
اللبنية فيزيد من تدفق الحليب ويفرز هرمون الاوكسيتوسين من الغدة النخامية
بعد 3دقائق من بدء المص فيؤدي إلى
إفراز الحليب آنيا وكلما ازداد مص الرضع للحلمة كثر تدفق الحليب ويرسل المخ
إشارات للغدة لإفراز هرمون
الاكسيتوسين بمجرد النظر إلى الرضع أو سماع بكائه أو حتى التفكير به بينما
يحد من إفراز الهرمون الارتباك والخجل
والألم والخوف الشديد والتوتر العصبي، ويؤثر الاوكسيتوسين أيضا على العضلة
الرحمية مؤديا إلى تقلصها لذلك يسرع
وضع الوليد على ثدي أمه فور ولادته في انقذاف المشيمة وتقلص الرحم الذي
يسهم في إيقاف النزيف وهو السبب
أيضا في حدوث آلام أسفل البطن الذي يشتكي منه عدد من المرضعات في الأيام
الأولى من النفاس، يبدأ الثديان إفراز
حليب اللبا فور الولادة ويستمر ذلك حتى ادرار الحليب في اليومين الخامس أو
السادس عقب الولادة الاولى وفي اليومين الثالث أو الرابع بعد الولادات
التالية .
ويسبق ادرار اللبن احتقان الثديين وتوترهما وآلمهما لمدة أربع وعشرين ساعة
لا يلبث أن يتدفق اللبن بعدها عفويا من
الحلمتين ويستمر اللبن على التدفق حالما يستمر افراغ الثدي. وهو ما يعني أن
الثدي يخضع إلى كثير من التغيرات
أثناء الحمل والتي تختلف من إمرأة إلى أخرى ومن هذه التغيرات احتقان الثدي
وتغير لون الحلمة والمنطقة المحيطة بها
إلى اللون الداكن، وظهور الغدد بكثرة في الحلمة، وقد تلاحظ السيدة الحامل
أن هناك أوعية دموية خضراء رفيعة ظاهرة
تحت جلد الصدر وهي ناتجة عن زيادة الأوعية الدموية التي تغذي تلك المنطقة،
ومع تقدم مراحل الحمل سوف يزداد
حجم الثدي ووزنه، وهي مراحل نوعية تعمل على تهيئة أنسجة الثدي للوظيفة
الأساسية التي تتبع الولادة مباشرة
وهي الرضاعة للجنين، ومن الممكن أن تكون هناك خبرة لبعض السيدات الحوامل
بوجود نوع من الإفرازات الصافية اللون
والمائلة للبياض أحيانا وأريد أن أطمئن هنا أن هذه الإفرازات هي إفرازات
طبيعية ومن مراحل الإعداد الفسيولوجية
للثدي أثناء الحمل، وتغير اللون لا يتطلب تناول أي نوع من المراهم أو
العلاجات.
تشققات الجلد أثناء الحمل
تعرف أيضا بالأتلام الجلدية وهي عبارة عن تشققات ندبية في سطح الجلد تنجم
عن تمدده السريع عقب زيادة الوزن
السريعة. عادة ما تظهر في منطقة البطن وحول السرة بالتحديد وفي منطقة
الإلية وفي الجزء الأنسي من الفخذين
والإبطين وعند منطقة الثدي. تشاهد غالبا أثناء الحمل وعند زيادة الوزن وفي
حالات السمنة المفرطة كما تشاهد في
حالات فرط نشاط قشر الكظر المختلفة. وهناك حوالي 8 من كل 10 نساء يعانين من
هذه التشققات الجلدية كصورة
طبيعية أثناء الحمل والولادة. تدعي بعض التجارب العلمية أن الاستخدام
اليومي للكريمات والدهونات التي تحتوي على
فيتامين هـ والكولاجين إلاستين هايدروسيلات يحمي من ظهور الأتلام أثناء
الحمل وبعده، ولكن هذه الدعوة لم يثبت
صحتها وأنا شخصيا لا أنصح بإتباعها كونها عارضا صحيا ومن علامات الحمل
الفسيولوجية الصحيحة. حاليا يستعمل
العلاج بالليزر في إزالة الندبات السطحية لهذه التشققات ولكن العلاج
بالليزر يصبح بلا جدوى في حال كانت التشققات
والندوب عميقة بحيث تصل للأدمة والطبقات العميقة من الجلد. ولتحليل
فسيولوجيا المرض فيعتقد بأن هرمونات
الكورتيزول و الكورتيزون التي تزداد إنتاجيتها بالجسم أثناء الحمل تتسبب في
ترقق الجلد بالإضافة إلى ذلك فهي تمنع
خلايا النسيج الضام في الجسم من إنتاج الكولاجين والإيلاستين مما يفقد
البشرة مرونتها و يجعلها عرضة للتشقق
وتكتسب هذه المناطق من الجلد اللون الوردي أو القرمزي. بعد زوال تأثير
الهرمون فإن الجلد يفرز كميات كبيرة من
الكولاجين في أماكن التشققات مسببا آثارا ندبية على الجلد لها لون فضي.
والكولاجين هو الآجين (البروتين) الرئيسي
في الأنسجة الضامة في العضلات والجلد والأربطة والغضاريف والعظام والأنسجة،
ويشكل نسبة كبيرة تصل إلى 25%
من مجمل الآجينات (البروتينات) في الثدييات وبعض الأحياء الأخرى. بروتينات
الكولاجين لها تركيب ليفي طويل ووظيفتها
تختلف عن البروتينات الكروية والأنزيمات الأخرى. وتشكل الحزم المتينة
لبروتينات الكولاجين مع بعض ما يعرف بـ''ألياف
الكولاجين''.
وإحدى خصائصه انه يعتبر بروتينا غير قابل للتمدد لذلك يضفي صلابة على
العظام والأسنان الذي يشكل أيضا المكون العضوي الأساسي من مكوناتها.
ومن الممكن أن تناول الأطعمة التي تحتوي على الفيتامينات خاصة فيتامين سي
وفيتامين بي قد يقلل من شدة هذه
التشققات ولكنه لن يمنعها. كذلك فإن استخدام الكريمات والمراهم المختلفة
بإدعاء منع حدوث هذه التشققات
الجلدية وعلى البطن بالتحديد قد يريح السيدة الحامل نفسيا، ولكنه لن يمنع
حدوثها، وأكرر أنني شخصيا أنصح بعدم استخدام مثل تلك العلاجات لما قد تسببه
من أثر سلبي على الجنين، وعدم جدوى استعمالها أساسا.
زيادة الوزن أثناء الحمل
زيادة الوزن أثناء الحمل تختلف من سيدة إلى أخرى ومن حمل إلى أخر وعموما
معدل زيادة الوزن 250-750 جرام كل
أسبوع مع معدل زيادة في الوزن بمقدار 10-12 كيلوجرام طوال الحمل وقد وجد أن
زيادة 9 كيلوجرامات في النصف الثاني
للحمل (من الأسبوع 20 للحمل) غالبا ما يصاحبها ولادة جنين بحجم مناسب ولكن
يجب أن نعلم أن ولادة طفل سليم
وجدت حتى مع عدم زيادة في الوزن طوال الحمل إذا ما واظبت السيدة على برنامج
غذائي مناسب ورعاية طبية
مستمرة، فأثناء الحمل يحدث تغيرات لمحزون السوائل في الجسم حيث يزداد حجم
سائل الدم في الأسبوع 28 إلى
ضعف حجمه ما قبل الحمل، وعموما تتوزع الزيادة الطبيعية في الحمل المكتمل
المدة بحيث أن وزن الجنين بين 0ر2 إلى
4ر3 كغم، والمشيمة بحدود 5ر0 كغم، والسائل السلوي من 4 إلى
9ر5 كغم، وزيادة في حجم الرحم بحدود 1ر1 كغم،
وزيادة في وزن الصدر من 5ر0إلى 4ر1 كغم، وزيادة في حجم الدم من 1 إلى 8ر1
كغم، وزيادة في وزن مخزون الدهون
في الجسم من 0ر1 إلى 3، 6 كغم، وعليه فمن المهم جدا المواظبة على شرب
السوائل حيث تمنع جفاف الجلد والإجهاض والولادة المبكرة والإمساك.
صباغة الشعر صبغ الحامل لشعرها..ممنوع ولا استثناء.
هذا السؤال القديم الجديد والذي يطرح على الأطباء باستمرار عن إمكانية
السيدة الحامل من صباغة شعرها، ويقيني
أنه لا يوجد مبرر منطقي لمثل هذا العمل، فمن الناحية العائلية، فقناعتي أن
كل رجل سعيد بمنظر زوجته بلون الشعر
الأصلي، ولا يشكل لون الشعر مشكلة صحية تستوجب التضحية والسرعة وكأنه إجراء
طبي يسعف الحياة وبغيره لن
تكون هناك استمرارية للعيش، والحمل بحد ذاته يشكل مرحلة انتقالية متكررة في
حياة السيدة يتغير فيها لكثير من
السلوكيات والممارسات برغبة أو بحكم الصحة، وهذه المرحلة على درجة من الدقة
التي لا تحتمل السلوك غير
المضمون النتائج، ومن ناحية طبية فإنني أوضح أن صباغة الشعر أثناء الحمل
تدخل في باب الممنوعات والتي لا يوجد
لها استثناءات، لأن الصبغة هي عبارة عن مواد كيماوية تمتصها فروة الرأس
وتدخل إلى الدورة الدموية والتي توصلها
عبر المشيمة إلى الجنين الذي يعتمد في كل وظائفه على الأم، وهذا يعني بصريح
العبارة أن صبغة الشعر ممنوعة
أثناء الحمل وبأي شهر وأثناء فترة الرضاعة ولا يوجد استثناء، والرأي بعكس
ذلك هو مجاملة غير مبررة.