فاطــــــمة خـــــيـر نساء البشر ومــــن لــها وجه كوجه القمر
فضــــــلك الله عــلى كل الورى بفــــــضل من خص بآي الزمر
زوجـــــك الله فـــــتى فــــاضلاً أعني علياً خير من في الحـضر
هى فاطمة بنت محمد بن عبد الله, أمها خديجة بنت خويلد, اختلف العلماء حول تاريخ مولدها فالبعض قال إنها ولدت فى 20 جمادى الآخرة فى السنة الخامسة بعد بعثة النبى (صلى الله عليه وسلم) وبعد "الإسراء والمعراج" بثلاث سنوات.
وقد قال البعض عنها إنها ولدت وقت كانت قريش تبنى البيت, ويوم كان النبى "ص" يحكم فى نزاع وضع الحجر الأسود.
وفاطمة هى أصغر بنات رسول الله "صلى الله عليه وسلم", وهى الإبنة الرابعة للنبى"ص" بعد زينب ورقية وأم كلثوم, وقد روى بعض علماء أهل السنة, أن السيدة خديجة كانت تكلم فاطمة, وهى جنين فى بطنها حتى تؤنسها.
وقد سميت فاطمة " لأن الله عز وجل فطم من أحبها من النار", وكُنّيت بأسماء عدة منها" البتول –الريحانة- الطاهرة –الصادقة –أم أبيها –الحوراء الإنسية - المنصورة".
لقد شهدت نشأة "بنت أبيها" أحداثًا عظيمة, لأن النبى وقتها كان يعانى الاضطهاد من بنى قريش, وفاطمة هى من كانت تعينه على تحمل ذلك, وكذلك ما كان يعانيه من أبى جهل وزوجته, ومن إلقاء القازورات أمام البيت وكانت فاطمة من تقوم بأعمال التنظيف.
ونراها حين اشتد الحصار من قريش على المسلمين فى بداية الدعوة, وحرموهم من أن يصل إليهم أى طعام, لا يؤثر ذلك على إيمانها بل زادها صبرًا وتمسكًا بدين الله.
هجرتها مع النبى "صلى الله عليه وسلم"
هاجرت الزهراء وهى فى الثامنة عشرة من عمرها, إلى المدينة المنورة وكان معها أختها أم كلثوم وسودة بنت زمعة"أم المؤمنين" وكان هذا فى السنة الأولى للهجرة.
زواجها من علي
ولما بلغت "الريحانة" مبلغ الزواج تقدم لخطبتها أبو بكر وبن الخطاب, لكن النبى "ص" وقتها قال لهما إنها مازالت صغيرة, وحينها ذهب "عمر بن الخطاب" إلى "على بن أبى طالب" وقال له أنت لها يا "على" لأن "فاطمة" كان عمرها فى ذلك الحين 15 عامًا وتزوج منها " الإمام على " وهو فى سن 22 عامًا.
وقد روى أن على تزوج فاطمة بدرع كانت قد أعطاها له رسول الله "ص" يوم بدر. وبعدها دعى النبى الناس جميعا لحضور خطبة البتول وقال فيهم: إن الله تعالى أمرنى أن أزوج فاطمة من على, وأشهدكم أنى زوجت فاطمة من "على" على 400 مثقال فضة على الفريضة والسنّة القائمة, ثم قال: "بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما فى خير".
النسل الصالح من آل البيت
لقد عاشت "فاطمة" حياة بسيطة مع الإمام "على" فكانت تعمل بيدها بالرحى, وقد رزقها الله بالذرية الصالحة فأنجبت " الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم" لقد رزق الله عز وجل "فاطمة" سيدا شباب أهل الجنة وأسباط الأنبياء.
مكانتها عند الحبيب
كان النبى "ص" يحب فاطمة حبًا جمًا "شديدًا" كان النبى ينظر إليها بنظر الإجلال والإكبار وذلك لما كانت تتمتع به من المواهب والفضائل, فما كان "ص" يترك فرصة إلا ويشهد بمكانة الزهراء وهذا الحب نابع من فضلها العظيم أيضا عند الله سبحانه وتعالى.
وكان يقول لها: أنتِ منى وأنا منك.
وقالوا عنها: إنها كانت تشبه أبيها فى كل شىء, فى كلامه وحديثه كانت السيدة فاطمة إذا دخلت على النبى قبّل يدها وأجلسها فى مجلسه, فمن شدة حبه لها كان لا ينام حتى يقبل وجنة فاطمة.
وكان "ص" يقول لعائشة: "إنى إذا اشتقت للجنة قبلت نحر فاطمة ".
فكان يلقبها بسيدة نساء العالمين وسيدة نساء المؤمنين.
وبشرها النبى "ص" بأنها أول من تلحق به من بيت النبوة.
من أقوال الحبيب لها
1- إن الله يغضب لغضب فاطمة, ويرضى لرضاها.
2- هى قلبى وروحى التى بين جنبىّ, فمن آذاها فقد آذانى.
3- كان "ص" قبل سفره هى آخر من يراها وعند رجوعه كانت أول من يسلّم عليها.
4- يا فاطمة ما من امرأة طحنت بيدها إلا كتب الله لها حسنة ومحا عنها سيئة بكل حبة.
5- يا فاطمة ما من امرأة نسجت ثوباً، إلا كتب الله لها بكل خيط مائة حسنة ومحا عنها مائة سيئة.
6- يا فاطمة ما من امرأة منعت حاجة جارتها إلا منعها الله الشرب من حوضى يوم القيامة.
7- يا فاطمة أفضل من ذلك كله رضا الله ورضا الزوج زوجته .
8- يا فاطمة امرأة بلا زوج كدار بلا باب, إمرأة بلا زوج كشجرة بلا ثمرة.
9- يا فاطمة ما من امرأة تصدقت من مال زوجها، إلا كتب الله عليها ذنوب سبعين سارق.
آيات فى الزهراء
ولنرى عظمة البتول الطاهرة، عند المولى عز وجل فقد أنزل الله فيها آيات من الذكر الحكيم ومنها:
سورة الإنسان"هل أتى على الإنسان".. فقد نزلت في على وفاطمة والحسن والحسين لما أعطوا طعامهم للفقير واليتيم والأسير.
فأنزل الله: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً).
سورة الكوثر
فقد رأى بعض المفسرين أن هذه الأية نزلت فى الزهراء.
قال تعالى: ( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ).
-وكذا قوله تعالى فى هذه الأية الكريمة التى قالوا إنها نزلت فيها وأبيها وزوجها وبنيها.
قال تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).
مناقبها النبيلة
- ذات يوم جاء أعرابى إلى النبى "ص" فقير يشكو الجوع وقد تهلهل ثوبه, ولا يكاد يمسك نفسه من شدة ضعفه فأمره النبى بأن يذهب إلى فاطمة ويسألها العون, فذهب وسألها فقال: أنا فقير عارى الجسد أرسلنى محمد إليك, فإذا بها تقول له خذ هذا الجلد الذى ينام عليه الحسن والحسين, فقال: ماذا أفعل به إنى أشكو إليك الجوع, وكان فى رقبتها عقد فعمدت إليه وفرطته, وأعطته للرجل الفقير وقالت خذه فبيعه واقض حاجتك.
-عندما خطبت فى المسجد أمام الناس جميعا, حيث دافعت عن الإمام على "كرم الله وجهه" ضد الظالمين وكان هذا بمثابة جهاد لأنها تحملت الكثير حتى أسقطت جنينها, واسود وجهها من اللطم "الضرب"وقد بقيت هذه الآثار إلى يوم استشهدت.
- وقد جاهدت أيضا عندما كانت تذهب إلى قبر "حمزة بن عبد المطلب" و ضلعها مكسور ومريضة حتى تعلم الجميع أنها ترفض ما حدث لعمها.
- وعند وفاة أبيها "ص" عندما دخلت عليه ورأته قد اشتد المرض به فبكت وقالت وا كرب أبتاه. فقال النبى: " لا كرب على أبيك بعد اليوم" وعندما توفى النبى أخذت تقول: " يا أبتاه أجاب ربًا دعاه، يا أبتاه فى جنة الفردوس مأواه، يا أبتاه إلى جبريل ننعاه".
عندما وافتها المنية
لقد اختلف المؤرخون فى تاريخ وفاة الزهراء فمنهم من قال إنها توفيت بعد أبيها "ص" بـ95 يوما, لكن أم المؤمنين عائشة "رضوان الله عليها" قالت إنها عاشت بعد أبيها 6 شهور فقط. وصلّوا عليها ليلا ونزل قبرها على والعباس والفضل.
وقد عملت لها أسماء بنت أبى بكر مثل هودج العروس وقد طلبته منها فاطمة قبل موتها, وكفنها على زوجها فى سبعة أكفان, وحنطها بحنوط رسول الله ثم صلى عليها ودفنها سرًا, ومنذ وفاة البتول حتى يومنا هذا ولا أحد يعلم أين قبرها.
قالوا عن سيدة أهل الجنة:
1-عباس العقاد: في كل دين صورة الأنوثية الكاملة المقدسة يتخشع بتقديسها المؤمنون، كأنما هي آية الله فيما خلق من ذكر وأنثى، فإذا تقدست في المسيحية صورة مريم العذراء, ففي الإسلام لا جرم أن تتقدس صورة فاطمة البتول...
2- قال العلامة الخبير ابن شهرآشوب: وفاطمة بالبر، النورية بالشهادة، والسماوية بالعبادة، والحانية بالزهادة، والعذراء بالولادة، الزاهدة الصفية، العابدة الرضية، الراضية المرضية .
3- قال الدكتور علي إبراهيم حسن : وحياة فاطمة هي صفحة فذة من صفحات التاريخ، نلمس فيها ألوان العظمة، فهي ليست كبلقيس أو كليوبترا، استمدت كل عظمتها من عرش كبير وثروة طائلة وجمال نادر.
4- قال بن الصباغ المالكى:
فاطمة الزهراء بنت من أنزل عليه سبحان الذى أسرى ثالثة الشمس والقمر, بنت خير البشر, الطاهرة الميلاد, السيدة بإجماع أهل السداد.
اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية فاطمة الزهراء.. سيدة نساء أهل الجنة