جريمة هزت وجدان المصريين علي
اختلاف انتماءاتهم وصار حولها لغط كثير, فالقتيل محفظ قرآن قعيد ومعروف
عنه حسن السمعة ويتردد عليه الآلاف يطلبون علمه, وزوجته ضحت بكل غال
ونفيس كي تتزوج شيخا قعيدا
<="" div="" border="0">
وصرحت لأقاربها وهي التي تفوقه ماديا بأنها تريد الزواج منه علي الرغم من
أنه يصغرها بعشرة أعوام لكي يكون سببا في دخولها الجنة ويبدو أنهما كانا
بالفعل علي موعد مع الجنة لأنهما في منزلة الشهداء, فقد قتلا غدرا ممن كانا
يأمناه.. لكن عدالة السماء كانت له بالمرصاد.
فعلي الرغم من أن الجميع كانوا قد أوشكوا علي تصديق أن هذه القضية لن يتم
الكشف عن القاتل فيها, ولكن جهود البحث الجنائي كان همهم منذ اكتشاف
الجريمة أن يصلوا إلي القاتل, وبالفعل تم التوصل إليه, لكن المفاجأة التي
لم يكن يتصورها أي ضابط من العاملين في فريق البحث أن يكون القاتل محمد فتح
الله. فالشكوك راودتهم في جميع من يحضر إلي الشيخ.. إلا فتح الله فانه كان
بمثابة القدمين التي يستخدمهما الشيخ القعيد بدلا من قدميه التي ابتلاه
الله باعاقة فتها وهو الوحيد الذي كان مسموحا له الحضور إلي المنزل ليلا
ونهارا بل إن الشيخ كان يأتمنه علي أمواله وعلي نفسه وكان سببا في هداية
العديد من أقاربه ولكن في النهاية.. أبحث عن الإدمان, فهو السبب الرئيسي
وراء كل جريمة. قررنا أن نلتقي المتهم محمد فتح الله وبرغم من أن جميع
المقربين من الشيخ في حالة عدم تصديق أنه الجاني إلا أن الحقائق المؤكدة
أشارت إلي أنه وراء الجريمة.
محمد الذي يبلغ من العمر(36 سنة) عندما تراه لأول مرة تشعر من أول لحظة
أنه الجاني وما إن تري صور الضحيتين ووجهما الملائكي تشعر بالحزن والآسي
لما حدث لهما.
تركناه يروي الجريمة فكانت كما قال.. لم أخطط يوما لارتكاب تلك الجريمة
ولو أحد قال لي أنني فعلت ذلك بالشيخ أحمد لم أصدقه فهو الذي هداني إلي
الطريق القويم بعد سنوات من المعاصي والآثام والسرقات فقد أرتكبت جميع
الجرائم بداية من السرقة بالإكراه نهاية إلي التسلل إلي الشقق وسرقتها..
ولكن قادني القدر منذ ثلاث سنوات لأصلي المغرب في أحد المساجد القريبة من
منزلي عقب عودتي من عملي بالمصنع الذي أعمل به وخلال إلقائه لدرس بالمسجد
عن التوجه كان هذا هو الفيصل لأعلن توبتي من المعاصي وأقبل يد الشيخ, ومنذ
تلك اللحظة بدأ يلتقي بي وعاهدته علي حفظ القرآن الكريم وبدأت بالفعل في
ذلك وطوال هذه السنوات كنت أقضي له جميع حاجاته إلي أن رزقه الله بزوجته
منذ عامين وعلي الرغم من أنه كان متشددا إلا أنه كان لايمانع حضوري في أي
وقت وكانت زوجته تحتجب عنا ومرت الأعوام بنا علي هذا الحال لكن الذي تغير
هو أنا وبالتحديد منذ ستة أشهر عندما تعرضت لأزمات مالية طاحنة ومتطلبات
زوجتي وأبنائي تزايدت بعدها بدأت العودة إلي قرناء السوء فأعادوني مرة أخري
إلي تعاطي الهيروين أثناء أزمتي إلي أن اضطررت إلي شرائه وهو يحتاج إلي
مبالغ مالية كبيرة بعدها لجأت إلي سابق عهدي وبدأت الديون والمشاكل تزداد
يوما بعد يوم ولأن المخدرات لها سحرا لايقاوم خاصة الهيروين بدأ يخيل لي
أشياء لم أكن أتصور يوما أن ارتكبها فلم أفعلها وأنا شاب مراهق والآن أنا
متزوج لكنه الشيطان.. وزوجتي هما المتهمان اللذان تسببا في الوصول إلي ما
أنا فيه الآن من ندم شديد علي ما فعلته بيدي في أقرب الناس وأغلي الأصدقاء
إلي وهو الشيخ أحمد.
فزوجتي سامحها الله كانت تحكي لي عن زوجة الشيخ لأنها كانت تحفظ القرآن
الكريم علي يديها وتعلمت منها الكثير فبدون أن تشعر كانت تصف لي وجهها
الملائكي وكررت ذلك أمامي كثيرا مما جعلني أفكر فيها فهي التي لم أرها من
قبل وكان موعدنا يوم جمعة الغضب الثانية حيث أتفق معي الشيخ علي الذهاب إلي
ميدان التحرير لاعلان الغضب لكن جميع الإخوان لم يحضروا فقررت العودة إليه
بالشقة وأخبرته أن اخواننا ليسوا موجودين بالميدان فلا داعي لحضورك ثم
تركته علي أمل العودة ليلا لنتدارس معا وبالفعل بدأنا لقاءنا في الحادية
عشرة مساء ولكنني كنت قد تعاطيت كمية من الهيروين فلعبت برأسي وهنا بدأت
أفكر في زوجة الشيخ وأرشدني شيطاني إلي فكرة وهي تخدير الشيخ لأنال ما أريد
وهنا قلت له عندما طلب مني مشروب( التلبينة) شراب قمح أنه لايوجد بالمنزل
فسوف أذهب لأشتريها من العطار وبالفعل ذهبت إلي عطار مجاور للمنزل
وأشتريتها وأثناء عودتي قررت شراء منوم ولاصق طبي من احدي الصيدليات لأضعها
للشيخ حتي يخلو لي الجو وأستطيع أن أفعل ما أريد وما خططت له, وصعدت إلي
المنزل وقام بفتح الباب لي بينما كانت هي في غرفتها فهي لم تظهر علي قط,
ودخلت إلي المطبخ لاعداد( التلبينة) ووضعت10 أقراص في الكوب للشيخ وثلاثة
لزوجته ثم أعطيته الكوب الخاص به والشيخ قام بالنداء علي زوجته لتأخذ كوبها
من المطبخ وهذه هي عادته وخلال شرحه لي لدرس علمي بدأ مفعول الأقراص يعمل
وتراخت قوته وهنا انقضضت عليه وظل ينظر إلي وهو غير مصدق ما أفعله به وهنا
ذلك الشيخ القعيد تحول إلي وحش كاسر وكأنه لاتوجد به إعاقة أو أنا ظننته
كذلك وأثناء دفعي له سقط من علي كرسيه المتحرك فقمت بوضع لاصق طبي علي فمه
حتي لاتشعر زوجته بما يحدث له وعند ذلك قامت زوجته بالتصفيق فأخبرتها أن
فضيلة الشيخ يقوم بإصلاح كرسيه المتحرك لكنه في هذه الأثناء حاول مقاومتي
فلم أجد شيئا أفعله سوي أن أجهز عليه بالسكين وظللت أطعنه حتي تأكدت من
وفاته وهنا تلطخت يدي بالدماء فقمت بغسلها داخل الحمام ثم قلت لها إن الشيخ
يريد الدخول للنوم فأفسحي لنا الطريق حتي يدخل إلي حجرته فسألتني أين هو؟
فقلت لها أنه يتحدث مع أحد الأخوة عبر الإنترنت وبعد انتهائه سوف يخلد إلي
النوم ولكنه يطلب منك الذهاب إلي الحجرة الآن وبعدها فوجئت بي أدخل عليها
الحجرة وتعجبت فأشهرت السكين في وجهها فحاولت الصراخ والأستغاثة فقلت لها
أن الشيخ قد مات فصرخت وقلت لها أني أريدك فتوجهت ناحية النافذة تحاول
إلقاء نفسها ولكنني سارعت وأمسكتها وبدأت في تجريدها من ملابسها وهنا جذبت
السكين من يدي وقررت أن تقتل نفسها حتي لاتواجه الاغتصاب وظلت لأكثر
من10دقائق وأنا أحاول أن أجذب منها السكين إلي أن استطعت في النهاية أن
التقط السكين منها وهنا لكي أتمكن منها قمت بتكبيل يديها بالحبال وهي تتوسل
إلي بألا أفعل معها شيئا ولكن لم تفلح توسلاتها وأقسمت علي ولكني لم أبر
قسمها ثم شرعت في اغتصابها عدة مرات وعندما هممت بأن أتركها وأرحل بعد أن
حصلت علي ما أريده منها فكرت بأنها سوف تبلغ عني وهنا تناولت جرعة أخري من
الهيروين وقمت بقتلها.
ولأشعر الجميع بأن القتل سببه السرقة قمت بالإستيلاء علي سلسلة وأنسيال
ذهبيين ثم دخلت بعد ذلك إلي حمام الشقة لأغسل ملابسي التي تلطخت بالدماء ثم
مكثت في الشقة قرابة الساعة وعند خروجي من باب الشقة كانت عينا الشيخ أحمد
مفتوحتين وكأنه يقول لي لماذا قابلت الاحسان بالاساءة؟ لماذا قتلتني
وأغتصبت زوجتي؟ وأنا الذي انتشلتك من الضياع وجلست بجوار الجثة أبكي بعد أن
أغمضت عينيه ثم تركت الشقة واستقليت الأتوبيس لأعود إلي دمياط حيث توجد
زوجتي وابنيا أنس ومنه الله استقبلوني استقبالا حافلا حيث أنهم قد غادروا
الشقة منذ أسبوعين وأقاما لدي جدهما وقمت ببيع الأنسيال والسلسلة
بمبلغ1400جنيه وأشتريت به هدايا لهم لكنها ملطخة بدماء الشيخ وزوجته,
وأمضيت معهم يومين في دمياط وحتي لاتحوم الشكوك حولي قررت العودة إلي
القاهرة بعد أن أتصل بي مجموعة من الأخوة وأخبروني بالجريمة وحضرت الجنازة
والعزاء وتظاهرت بالحزن وظللت أبكي وأقول من الذي قتل هذا الشيخ المؤمن,
ولم يقم أحد بالشك في نظرا لما فعلته وكنت أظن أن أحدا لن يصل إلي حتي
فوجئت بالشرطة تواجهني بالمسروقات فلم يكن أمامي سوي الاعتراف بالجريمة.
أنا نادم علي قتل من علمني وندمي الأشد علي أبنائي الصغار فلن يكون لهم
عائلا بعدي خاصة وأنا أمام الجميع الخائن الذي خان وقتل أقرب المقربين
إليه.
تركناه يواجه مصيره ولكن عذاب الضمير سيكون أشد عليه من الحكم الذي ينتظره
ففعلته قد اجتمعت فيها جميع أركان الجريمة الكاملة وهي القتل العمد مع سبق
الاصرار والاقتران بالاغتصاب والسرقة واستخدام السلاح مع خيانة الأمانة.
فريق من البحث الجنائي أشرف عليه اللواءان سيد شفيق مساعد مدير الأمن
العام للمنطقة المركزية ومحمود فاروق مفتش الأمن العام والعميدان فايز
أباظة مدير المباحث وجمعة توفيق رئيس مباحث جنوب الجيزة وكان يتابعه أولا
بأول اللواء كمال الدالي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة الجميع أخذوا
علي عاتقهم التوصل إلي الجاني في تلك الجريمة البشعة خاصة أن هذه الجريمة
كادت أن تحول منطقة الهرم إلي منطقة ملتهبة بعد أن روج البعض الشكوك إلي أن
هناك جماعة وراء قتل الشيخ لكن رجال البحث الجنائي لم يتركوا أي احتمال
إلا وساروا فيه بدءا من أقرب المقربين للشيخ انتهاء باللصوص والمسجلين إلي
أن وصلوا في النهاية إلي القاتل الذي لم يشك أحد أنه وراء الجريمة ليتوجه
العقيدان محمد عبد التواب مفتش المباحث ومدحت فارس رئيس مباحث الهرم
والرائد محمد الصغير معاون المباحث ويقوموا بضبط المسروقات لدي صائغ بدمياط
وهنا يعترف القاتل بجريمته لتنتهي تلك الجريمة بقرار هشام حاتم رئيس نيابة
حوادث جنوب الجيزة بحبس المتهم