الشاعر :- طلعت أبو اليزيد الهابط
** ولد فى مصر - كفر الشيخ - دسوق .
** تاريخ الميلاد :- 5/6/1945م
** يكتب الشعر بالفصحى والعامية المصرية .
** تخرج من المعلمين العامة ، وعمل مدرساً ، وتدرج فى الوظائف حتى مدير عام بوزارة التربية والتعليم ، ولعب دوراً بارزاً ومؤثراً فى مجال عمله .
** عمل بالصحافة موجهاً ، وأصدر العديد من المجلات الصحفية والدوريات ، كما ساهم فى إثراء الأنشطة الأدبية والفنية والتربوية " المسرح - المناظرات - فنون الإلقاء " .
** كتب وأخرج لفرقة شباب الجامعة عدة مسرحيات منها :-
1- عبور الجسر .
2- اليوم الكبير .
3- المحكمة الأهلية .
4- صور .
** عضو اتحاد الكتاب المصريين .
** رئيس نادى الأدب بمدينة دسوق .
** رئيس نادى الأدب المركزى بكفر الشيخ .
** من الرواد الذين شاركوا فى إثراء الحركة الأدبية فى محافظة كفر الشيخ وخارجها .
** نشرت قصائده فى الصحف والمجلات المصرية والعربية .
** كما أذيعت قصائده فى الإذاعات المصرية .
** له محاولات جادة فى الكتابة للطفل ، سجل منها عدة لقاءات بالقناة السادسة وكلية التربية بكفر الشيخ ، وله دراسة جادة فى هذا المجال :- " أدب الطفل .... لماذا ؟ " وتم قيدها بمكتبات التربية والتعليم .
** عضو أمانة مؤتمرات الدقهلية - كلية التربية - كفر الشيخ .
** يشارك بفاعليه فى الندوات والمؤتمرات الأدبية والصالونات الأدبية والثقافية كشاعر ومحاضر مركزى :- " مؤتمرات أدباء مصر فى الأقاليم - معرض القاهرة الدولى للكتاب ... ومؤتمرات الأقاليم " .
** حصل على عدة جوائز وشهادات تقدير من جهات ثقافية وتعليمية وتربوية مختلفة منها :- " المعلم المثالى - الريادة من نقابات المهن التعليمية جائزة الامتياز فى مجال الأدب فى عيد العلم عام 2003/2004 " .
** صدر له :-
1- ديوان :- " دواير " عن الهيئة المصرية لقصور الثقافة - شعر عامية .
2- ديوان :- " حدوته الكنال " عن إدارة التوجيه المعنوى بالقوات المسلحة .
3- ديوان :- " القدس شمس لا تغيب " - شعر عامية .
4- ديوان :- " الأمباشى عطية " شعر فصحى .
5- ديوان :- " تقول الشمس " شعر فصحى .
6- فى رحاب الدسوقى " سيرة " .
7- سيكولوجية الإبداع وحلاوة الطرب فى شعر محسن الخياط " دراسة " .
8- روحية القلينى شاعرة الحب والتصوف " دراسة " .
9- ظلال بهية وأوراق ياسين قراءة فى أشعار الراحل إبراهيم غراب " دراسة " .
** فى أدب الطفل :-
1- " ماذا تقول العصافير ؟ " أشعار وحكايات .
2- " إلى ولدى " شعر فصحى .
3- " صوت مصر " مسرحية شعرية .
4- " قطر الأعياد " صورة غنائية .
5- " زهرة مصرية " مسرحية من فصل واحد .
6- " مواكب السلام " مسرحية من فصل واحد .
7- " صور " مسرحية من فصل واحد .
8- " أدب الطفل .... لماذا " دراسة عن دار العلم والإيمان .
** وله قيد الطبع :-
1- أوراق الندى .
2- دموع الناى .
3- منادى ورق .
من دراسة مطولة حول شعراء العامية بكفر الشيخ .
قدم في مؤتمر اقليم شرق الدلتا الثقافي ( أبريل2006 )
* طلعت الهابط ، وخبرة الحياة :
في مقدمته لمخطوط ديوان " دموع الناي " ( 16) يقدم الشاعر طلعت الهابط مقدمة موجزة توضح عقيدته الفنية ، وفيها يقول " من المؤكد أن اللغة العامية تخاطب السواد الأعظم من شعبنا العربي ، ومستقبلها في اقترابها من الفصحى ، وهي انعكاس لعبقرية الوجدان المصري ، قادرة على استيعاب الجديد الذي يسمح لنا بتصوير خوالج النفس البشرية . ولأنها رافد متدفق خادم للمعنى ، كان هذا الديوان " دموع الناي" . عبرات تتساقط من ثقوب الوجع الإنساني تحمل في داخلها فضاء شعريا لديه القدرة على اصطياد الواقع عبر أبنية جمالية تكتنز شعرا ، ولديها القدرة على التفاؤل في حيوية التربة وجدتها ، وفي إحساس صادق وأمين " (مخطوط ، " دموع الناي " ، ص 5 ) . مثل هذه المقدمة تفتح أعيننا على مفهوم الشعر عند الهابط ، والأمانة تقتضي مني أن أذكر أنني بعد تصفح قصائد المخطوط عثرت على نفس شعري جديد يتجاوز في الرؤية والتشكيل قصائده المنشورة في دواوين سابقة . لقد نضجت خبرة الشاعر ، وتجاوز بإدراكه الجمالي التشكيل السابق الذي اعتمده ، وترك لذاته التي حررها من أسر الخطاب المكرور العنان ليصف ، ويتمرد ، ويكون أكثر قربا من قضاياه التي حملت بصماته حيث تخفف من النبرة الزاعقة ، ومن عبء الإحساس المادي بالواقع ، وبدأ يطرح أبنية أكثر معاصرة وتحديثا ، رغم أن الهم هو هو لم يتغير كثيرا :
" الليل قضبان
منفي وسجان
وعساكر صفرة بلون الموت
وعيال اتملح ريقها بطعم الدخان
وبنت بنوت
بفيونكة جميلة ونص لسان
والشارع زي طاحونة
تبلع ف جنون
علب الكرتون " ( المخطوط، ق " عروستي " ، ص 102).
في هذا المقطع من القصيدة يتركز الإحساس العارم بالفجيعة ، وقسوة العالم ، وسنلمس تلك المراوحة بين القبضة القوية الباطشة ، وبين ملاحة وجه البنت الصبوحة . هي مشاعر متناقضة ، لكنها مصرية الرائحة والطعم والقسمات . بل أن هذه القصيدة تذكرني مثلا بأول نص لعبدالرحمن الأبنودي في ديوانه العلامة " الأرض والعيال " والذي قرأنا في طبعته الأولى الصادرة عن دار ابن عروس دراسة جيدة جدا للناقد الراحل سيد خميس حسب ما تسعفني به الذاكرة . ليست هناك مشابهة ، ولكنني أشير لكثافة الشاعرية وعبق اللغة ، وقد رأيت أن الهابط اقترب من مناطق التحريض رغم ما في صوره من طزاجة ، وهذا ملمح ستيني يتردد في نص جميل :
" الشمس جاية تعبّي جيبي بارود
وتقولي يابني لك نسب وجدود
ارم الحجر تفتح بلاد وحدود
أما المعارك خضها لاتهتم " (المخطوط ، ق " عطشان لصوتك " ، ص 106) .
ينفتح الخطاب الشعري على ايحاءات جسورة للمقاومة ، ونعثر من خلال الترديد الإيقاعي على تداعيات ذلك الموقف الصلب . إن الاغتراب لا ينتفي لكنه لا يبدو مسيطرا على المشهد بل هو في حالة انحسار تدريجي يعبر عنه الشاعر بقوة خطابه حين يستحضر الماضي فكأن له قوة المضارع :
" كان قمحنا إن طاب تـدَّلى
وأرضنا مصلى
الفجر يغسل عنيه بالحنين
أبويا يشكر المولى
وإحنا العيال الطيبين
لا قوة ولا حولى
ورد المسا يفتح
الأرض بقعة نور" ( المخطوط ، ق " الرحلة " ، ص 10) .
بنية شعرية تمثل تلك الحقائق الأساسية في الحياة مع مشاعر الكاتب الذي يبدو في طريقه للاغتراف من حكمة الشارع بعد أن عاش منخرطا في حركته . هنا يتأمل كل الأحداث ويستعيد النهج القديم ليفسر الآني ، قد نرصد التحويلات الدلالية في النص وهي تؤكد أن الاغتراب لم يعد منفصلا أبدا عن ضفيرة معرفية تؤسس لإمكانية الانفلات من قبضة الليل الرجيم . في قصيدة يهديها لصديقنا القاص أحمد ماضي يقترب تماما من تخوم الإدراك الكلي لحالة الوطن الأكبر الممتد من المحيط إلى الخليج ، فالقهر نفسه يتأكد خارجيا أو داخليا ، والانسان هو من يدفع الثمن : " مهموم بأحزاني
ودخاني
ولون الورد متفحم بأوطاني
شبابيك قلق متكسرة
م القاهرة تغضب
من نخل العراق
من دمع الفرات الـمـُـر
من صبر العطاشى ع الصدر
النحاس
من قبضة الحراس " ( المخطوط ، ق " شايفك " ، ص 24) .
يعود بنا النص إلى ما في فضاء العمل من جوانب أسلوبية ، فكل انحراف عن المعدل في اللغة يعكس انحرافا في جوانب أخرى تمس صلب الخطاب الفكري وتجلياته الممكنة . وقد يظهر كل نمط كتابي عبر أشكال إيجابية وأخرى سلبية ؛ فالصورة تتشكل عبر مهاد تخييلي لكنها بالقطع تنطلق من نقطة واقعية . الورد هو ترميز لعبق لطيف فتان ، بإضافة الوصف يكون التفحم هنا مصدرا لإحساس بالعبث ، ولم لا والشبابيك نفسها تعيش القلق ، وحين تعاود الإطلالة تجد نزعة الحزن تصل ما بين النيل والفرات أو بالأصح بين القاهرة وبغداد . هنا يواصل الشاعر ثورته المبررة من قضية العراق على مشهد التضحية في فلسطين ، ومن أجمل ما قرأت في هذه الدواوين مقولة الغناء بقلب حزين . تلك الحالة من الوجد والانجذاب للوطن لا تعني أن يتوقف الإنشاد ،بل يستمر ويتصاعد ، لكنه إنشاد له طعم مالح ، فكأن القضية تحمل الشيء ونقيضه . وهو جدل تصويري مبني على خبرة الحياة ومشوار طويل مع الشعرالملتزم :
"ويا قدس النبوات
وياعطش السموات
ما بين الجي والرايح
يخضر حلمنا المالح
ونطلع م المداين نور " ( المخطوط ، ق " المجد لله " ، ص 30) .
كل قصيدة تحمل تلك الهواجس عن الوطن ، وعن العثرات وثمة ثوابت تتحكم في هيكل البناء اللغوي الذي يشكل المشهد بطلاقة وتأثير كبيرين . هناك ملمح آخر يخص النسغ الحي الحزين الذي يقاوم بطريقته. إنه موجود هنا بكثافة . نقوم بعملية تأويل للرموز، ونبحث في العلاقات عن المعنى ونشعر بتلك القلقلة الوجودية التي تسري تحت السطح ، فحين تكون للشاعر تلك البصيرة الشعرية يكون مهيئا كي يكتشف المزيد من العلاقات السرية في الحياة :
" كل ما اشوف الضلمة
عنيه تموت في النور
ولا تسأليشي
عصفور
بينام على صوت الطلقة
ولا يحزنشي
لو هدموا عليه عشه المسحور " (المخطوط ، ق حطب النار " ، ص 36).
ثم تترقرق الكلمات بعذوبة من اكتشف المعاني الكامنة في تراتبية الأشياء في سمتها الواقعي ، وفي بعدها التخييلي ليشكل معنى جديرا بالتأمل :
" كل ما اشوف الضلمة
عنيه تموت في النور
وأنا وأنت
جنب السور
بنستنى طلعة شمس
تغسل بقع الدم المنقوشة
ع الفستان الكستور " (المخطوط ، ق حطب النار " ، ص 37) .
حتى بتفصيلات الشاعر وذكره الفستان الكستور هو انحياز إلى شرائح الفقراء والمهمشين بدون أن يذكرهم بالاسم . ولاشك أن هذا السور يظهر بقوة في أغلب قصائد طلعت الهابط ونجده سور يمنع اللقاء ،وهناك " ديك " يطلع من صرة الحكايات يصعد في إيقاع شيق ومتوازن ، ليمنح القصيدة شعبيتها مع وجود المسحراتي وهو قاسم مشترك أعظم في كل دواوين العامية المصرية خاصة بعد ترديده القوي على " بازة " العم فؤاد حداد ، والحواريون يواصلون الدق بلا لحظة سكوت:
" يا مسحراتي والليالي بدور
متكحلة جنب عمدان نور
الطبلة هبلة بتكشف المستور
في كل ليلة نفتح الشبابيك
وينده ديك
ولاكنش بينا وبينك سور
واتكسر البنور " ( المخطوط ، ق " يا عم مكاوي " ، ص 39) .
تشكل خبرة الحياة العمق الكامن في النص ؛ فهو يتأمل ويلتقط البعد القصي في النص ، وتعمل أنساق معرفية في ملامسة الغياب المؤثر لفجر تأخر لعقود طويلة ، ولقد رأينا الديك يطل ليظلل المشهد ويقترح حلا افتراضيا . وقد عاد الشاعر إلى منطقة مشتركة للحزن تضم كل الأجيال وتمثل بكائية متوارثة في شعر العامية المصرية لكأنه مقترح لتوصيف الوطن وعلاقتنا به :
" تعريني
وتكشف عورة الأيام
وبحة صوتك الباقية
توزعها على الثكلى وع الأيتام
وتدارى ورا ضلي
شجر ناشف " ( المخطوطة ، ق" العشم في وجه الله " ، ص 137) .
وكلما أوغلنا في قصائد طلعت الهابط عثرنا على مفاتيح مختلفة للولوج إلى منطقته الثرية بأخيلة طازجة ، ولغة مدهشة ، وخبرة ناضجة بالحياة والناس ، والمقدر والمكتوب .
هوامش :
( 16) قدم لنا طلعت الهابط ديوانا مخطوطاهو " دموع الناي " يقع في 184 صفحة ، كما قدم لنا ديوانا مطبوعا هو " دواير " سلسلة إبداعات إشراقة ، العدد 9، يناير 2000 ، وأجدني ميالا أكثر لمناقشة قصائد المخطوط الأحدث كتابة.