31/12/2009
اختلف العلماء حول لقاح فيروس أنفلونزا الخنازير قبل طرحه إلى الأسواق, فقد حذر بعض العلماء من أن الطريقة التي يتم بها تحضير اللقاح يمكنها أن تجعل من اللقاح سبباً للإصابة بالسرطان, لكن غالبية العلماء يؤكدون أن هذا الكلام مناف تماماً للحقائق العلمية, حيث إن جميع اللقاحات والأمصال تتم الموافقة عليها أولاً من منظمة الصحة العالمية وتتم بإشرافها, وأن اللقاح يكون آمنا طالما تم استخدام سلالة اللقاح التي حددتها منظمة الصحة العالمية.
وأكد العلماء أن سرعة إنتاج اللقاح يعد إنجازاً عالمياًً, وأنه يمكن اختزال بعض الخطوات البحثية, ولكن بدون تأثير علي صحة النتائج من حيث الفاعلية والأمان للاستخدام البشري, لأن السرعة مطلوبة في حالات الأوبئة للسيطرة على الموقف والحد من انتشار المرض, لكن الأمر لايخلو من بعض الآثار الجانبية التي تصيب فئة محدودة جداً من الناس, هذه النسبة من المضاعفات لا تتجاوز 1 لكل100 ألف شخص, لكنها تظل ضمن الحدود الآمنة عالمياً.
وأعلن الدكتور مجدى بدران استشارى الأطفال وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، في تصريح خاص لشبكة الأعلام العربية "محيط" ، عن براءة تطعيمات أنفلونزا الخنازير بعد انتشار شائعة ارتباط اللقاح بالشلل.
وأوضح بدران أن محتويات تطعيمات أنفلونزا الخنازير المتداولة حالياً فى العالم أمنة تماما، حيث إن هذه اللقاحات تم تحضيرها من سلالة فيروس المرض التى اختارتها منظمة الصحة العالمية بعناية والتى خضعت لتجارب كافية تثبت فاعليتها وخلوها من أى آثار ضارة بالإنسان.
وعند سؤال الدكتور بدران عن تطعيم أبنائه أجاب بالإيجاب، مؤكداً أنه آمن تماماً، مشيراً إلى أن تطعيم أطفال المدارس المصرية ضد أنفلونزا الخنازير إجراء حضارى سليم علمياً ويتسم بالمسئولية التاريخية ومن يرفضه عليه أن يقاطع جميع التطعيمات.
وأكدت منظمة الصحة العالمية ثقتها فى لقاح فيروس أنفلونزا الخنازير، وأن الآثار الجانبية العكسية الخفيفة مثل التشنج العضلى والصداع أمور متوقعة فى بعض الحالات، وشجعت كل فرد يتسنى له الوصول للقاح أن يحصل عليه.
وأكد بدران أنه تم استخدم ملايين من تطعيمات الأنفلونزا المحتوية على مادة "السكوالين" بلا أى مخاطر، كما أنها تكسب الجسم مناعة بعد أسبوعين من تناوله ولا يتعارض مع أية تطعيمات أخرى يحصل عليها الشخص فى نفس الوقت، حيث إن به مادة عضوية طبيعية مرطبة تحافظ على نضارة الجلد وتمنع التجاعيد.
ويعتبر "السكوالين" عنوان الصحة والمناعة والجمال، حيث يمثل 13% من دهون الجلد، وتم اكتشافه لأول مرة من زيت كبد أسماك القرش التى تسمى باللغة اللاتينية "سكوالاس".
وعن السكوالين يفيد بدران بأنه يمكن أسماك القرش التى تعيش فى أعماق البحار على الطفو والرؤية الجيدة والتغلب على البرودة ونقص الأكسيجين والوقاية من السرطان، وتشمل مصادره الطبيعية زيت كبد الحوت وأسماك القرش، وردة الأرز، وجنين القمح، وزيت الزيتون، ويتكون من ألفا كوليستيرول، وهذا النوع من الكوليستيرول نافع يمنع تصلب الشرايين، ويزيد من فعالية فيتامين "ايه".
وأوضج بدران أن "السكوالين" يعتبر مضاداً حيوياً، ومضاداً للفطريات، ومضاداً للفيروسات، كما أنه يمنع فقدان الماء من الجلد وبذلك يمنع جفاف وتشقق الجلد، وينشط خلايا الجسم الضعيفة، بالإضافة إلى أنه مضاد للأكسدة قوى يوقف نمو الخلايا السرطانية فى الرئة والجلد والأمعاء الغليظة فى فئران التجارب، كما يمنع "السكوالين" موت الخلايا فى اللحظات التى ينقص فيها إمداد الأكسيجين، ويؤخر الشيخوخة، ويقى من السرطانات، ويزيد من مقاومة الجسم للفيروسات، ويقلل من فرص نمو البكتيريا الضارة، والفطريات، ويقلل من ألم لدغ الحشرات، وحساسية الجلد والحروق.
وأضاف بدران أن "السكوالين" يحسن من التمثيل الغذائى للجلد ويجعله ناعماً وطرياً ويحسن وظائف بصيلات الشعر، مما يجعل الشعر لامعاً ويمنعه من التقصف، كما يمنع دخول الميكروبات للجلد. ويساهم فى إنتاج الهرمونات، ويحسن وظائف الكلى والكبد، ويساعد التئام الجروح وقليل التأثر بالعوامل المؤكسدة.
وقد سمحت منظمة الصحة العالمية حديثاً (منذ عام 1997) بإضافة "السكوالين" إلى لقاحات الأنفلونزا العادية لتعزيز الاستجابة المناعية، وأجريت دراسات سريرية على اللقاحات المحتوية على "السكوالين" لدى الرضع والمواليد وثبت أمانها تماماً.
أما عن مادة "الثايوميرسال" الموجود أيضاً بتركيزه أقل من واحد ميكروجرام فى التطعيمات، يؤكد بدران أن هذه المادة تحمى التطعيم من التلوث، وتستخدم فى تطعيمات الأطفال بأمان، ولم يثبت علمياً خطورتها مع أنها تستخدم منذ منتصف القرن العشرين فقد عرف العالم التطعيمات ضد الأنفلونزا فى منذ بداية الأربعينيات من القرن العشرين، وتم استخدامها لأول مرة لتطعيم الجنود الأمريكان فى الحرب العالمية الثانية والذى أدى لانخفاض وفيات الأنفلونزا وانخفاض معدل الحجز فى المستشفيات كترجمة واضحة لانخفاض مضاعفات الأنفلونزا، وبدأ التطعيم ضد أنفلونزا الخنازير فى الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1976.
وعن الآثار الجانبية "للثايوميرسال"، يقول بدران إنها مجرد ألم مكان التطعيم أو إحمرار أو ارتفاع بسيط فى درجة الحرارة أو أعراض أنفلونزا مخففة، والإصابة بمرض "جوايان بارية"، وهو من الأمراض القابلة للشفاء، رغم أنه نادر جداً يتميز بالتهاب الأعصاب الطرفية يختلف تماماً عن مرض الشلل المعروف ولا يصيب المخ أو الحبل الشوكى، ومعدل حدوثه واحد من كل مائة ألف من البشر العاديين وتتضاعف النسبة عشرة أضعاف تساوى 1من كل عشرة آلاف فى مرضى الأنفلونزا، أما فى التطعيمات فتصل النسبة إلى 1 من كل مليون.
وحذر بدران من تناول اللقاح في ثلاث حالة، حساسية الطالب ضد مختلف أنواع التطعيمات، أو ارتفاع درجة حرارته وقت التطعيم، أما المانع الثالث فيتمثل فى الحساسية من البيض.
لقاح "الخنازير" آمن تماماً
ومن جانبه، أكد الدكتور أشرف منصور رئيس القطاع الطبى لشركة "جلاكسو سميث كلاين" الشركة الموردة للمصل المضاد لفيروس أنفلونزا الخنازير، أن المصل تم تجربته فى تجارب إكلنيكية على الأطفال كما تم تطعيم عدد كبير من الأطفال به ولم تظهر أى آثار جانبية عليهم غير المتعارف عليها والتى لا تختلف عن الآثار الجانبية للمصل المضاد للأنفلونزا الموسمية.
وأكد منصور ترحيبه بتطعيم تلاميذ المدارس والذين تتراوح أعمارهم من 5 إلى 16 عاماً بالمصل، مشيراً إلى أنه لا يوجد حتى الآن ما يثبت بشكل علمى وقاطع أن المصل له علاقة بالشلل من "متلازمة جلاين باريه "مستبعداً هذا التأثير الجانبى للمصل، مؤكداً أن المصل له تجارب سريرية على عدد كبير من الحالات التى لم يتم تسجيل هذا الأثر الجانب عليها، حيث إنه لم تتعد الآثار الجانبية للحالات الآثار الناجمة عن المصل المضاد الأنفلونزا الموسمية.
كما أكد الدكتور عبد الرحمن شاهين المتحدث الرسمى لوزارة الصحة، أن حالات الاشتباه فى إصابة 12 شخصاً على مستوى العالم بالشلل من نوع "متلازمة جيلان باريه " والتى تم تسجيلها مؤخراً عقب حقنهم باللقاح المضاد لأنفلونزا الخنازير لم يتاكد حتى الآن علاقتها بلقاح الأنفلونزا الوبائية من عدمه، مشيراً إلى أنها مجرد حالات اشتباه.
وأضاف شاهين أن "متلازمة جيلان باريه" تحدث لأسباب متنوعة مثل الإصابة ببعض الفيروسات الاخرى كالفيروسات المعوية وفيروسات الأنفلونزا الموسمية، مشيراً إلى أنه يتم الشفاء منها فى الغالبية العظمى من الحالات.
المصدر: محيط