16980 هو الرقم الساخن لديوان المظالم الذي قيل أنه سيكون بديلا عن تكدس المواطنين أمام القصر الرئاسي بمصر الجديدة، لم يكن الرقم حلا سحريا لمشكلات المواطنين بل زاد منها وزادهم سخرية من الحلول الواهية التي تضعها الدولة .
اتصلنا بالخط الساخن لمعرفة كيف يتم التعامل مع شكاوى المواطنين، أربعة دقائق وعشرون ثانية هي عمر التجربة.. ''جرس'' يفصلك في البداية عن صوت عذب لسيدة ترحب بك في ديوان مظالم رئاسة الجمهورية وتعدك بأن يتم تحويلك لأحد الممثلين فورا .
تمر الثواني ليفاجئك صوت الموسيقى ثم تعاود السيدة ما بين الآن والآخر قطع الموسيقى بجملة ثابتة ''برجاء الانتظار سيتم تحويلكم لأحد ممثلينا فورا ''، تنتظر سيدي المواطن ولا تجد غير هذه السيدة المخلصة تكرر نفس العبارة السابقة ولكنها تغير الكلمة الأخيرة من ''فوراً'' إلي ''حالا'' وحتى الثانية العشرين بعد الدقيقة الرابعة لم أتشرف بأحد الممثلين وعندها نفذ رصيدي !.
في الحقيقة لم يكن سعر الدقيقة قد وصل معي إلي ثلاثة جنيهات بعد، ولكنه وصل مع آخرين إلي هذا الرقم وقد كلفتهم مكالمتهم عشرات الجنيهات وهذا ما تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي''فيس بوك'' و''تويتر ''.
وسرعان ما انتشرت الصور الساخرة تحت عنوان ''الشكوى لغير الله مذلة ''، ''اتصلت اشتكي للريس اني مش لاقي عيش سعر الدقيقة بـ3 جنيه.. واتصل ليه ما أجيب بيهم عيش أحسن ''.. هكذا كان الحال في اليوم الأول لـ''ديوان المظالم'' الذي لم يكن أبدا حلا سحريا لمشكلات المواطنين وقد يتسبب في ازدياد تكدسهم أمام القصر الرئاسي .