البعض فى حزب الرئيس الإخوانى محمد مرسى مازال يتباهى بالأرقام وهو ما كان
يفعله رجال النظام البائد وهو ما فعله رئيس الوزراء الحالى هشام قنديل الذى
يتفاخر بإنجازات وهمية وأرقام مجرد حبر على ورق، ورغم ذلك فإننا سوف
نستخدم نفس الطريقة التى يتبعها رجال مرسى وهى لغة الأرقام، وذلك من خلال
التقرير الاقتصادى لرويترز والذى يقول نصه «الأرقام تتحدث عن نفسها، فقد
تراجعت احتياطيات النقد الأجنبى إلى 13.5 مليار دولار بنهاية فبراير من 36
مليار دولار قبل اندلاع الانتفاضة، وتباطأت وتيرة تراجع الاحتياطيات بشكل
كبير فى الشهر الماضى، غير أن الاحتياطيات تراجعت نحو 865 مليون دولار
شهريا منذ نهاية 2010، وهو ما يعنى أن المستويات الحالية لن تدوم أكثر من
15 شهراً إذا استمر التراجع بهذه الوتيرة، وإذا نفدت الموارد المالية لمصر
بالعملتين الأجنبية والمحلية، فمن المرجح أن ينهار نظام الدعم وتشهد البلاد
نقصاً فى السلع وارتفاعات فى الأسعار فى عودة فوضوية إلى السوق الحرة،
وهذا السيناريو من الاضطراب فى أكبر بلد عربى من حيث عدد السكان يدعم رأى
من يقولون إن قرض صندوق النقد حيوى.
ويبدو كما يقول التقرير إن الصراع الدائم بين الإخوان، والمعارضة على هوية
مصر المستقبلية زادت التوترات وثارت الشكوك فى إمكانية التوصل إلى توافق
سياسى بشأن إصلاح الاقتصاد، وتبدى الولايات المتحدة، وهى أكبر مساهم فى
صندوق النقد، قلقاً بشأن الأزمة الاقتصادية واحتمال أن تؤدى إلى زعزعة
استقرار حليف استراتيجى لها فى منطقة مضطربة، حيث أنفق البنك المركزى أكثر
من 20 مليار دولار فى محاولة لدعم الجنيه المصرى.
لكن العملة فقدت بالرغم من ذلك 14 فى المائة من قيمتها مقابل الدولار منذ
ما قبل الثورة، فى حين حدث نصف هذا الانخفاض منذ نهاية العام الماضى، وزاد
هذا التراجع من العبء الثقيل الذى تتحمله الميزانية بسبب نظام الدعم الذى
يرجع تاريخه إلى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر. وتزايدت تكلفة الدعم على
مدى أعوام مع تزايد، وهذا التقرير يعد صدمة، وكاشف لكل أكاذيب الإخوان
ومازلنا ندق ناقوس الخطر حتى يصحو مرسى من نومه.