تقدم مجموعة من المحامين ببلاغ إلى المستشار حمدي فاروق المحامى العام لنيابات بني سويف لسحب مجموعة قصصية للكاتب والمحامي كرم صابر إبراهيم بعنوان: "أين الله"، يتم توزيعها في قرى ونجوع المحافظة، وعلى العديد من الفتيات التي يقوم مركز الأرض لحقوق الإنسان بتدريبهن ويشاركن في ورش العمل.
ويطالب البلاغ الذي حمل رقم 660 لسنة 2011 بسحب هذه المجموعة من الأسواق ومصادراتها، كما تم إخطار مشيخة الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية وهيئة كبار العلماء بسرعة مصادرتها، بدعوى التعدي على الذات الإلهية والتهكم على الشريعة الإسلامية وفرائضها إلى جانب استدعاء الكاتب لسماع أقواله.
وتضم هذه المجموعة 11 قصة طبعت عام 2010 بمطبعة نفرو للنشر والتوزيع تحت رقم إيداع 21188/2010 وترقيم دولي 8-74-6196-977 وتتضمن السخرية من الذات الإلهية وتسخر من بعض أحكام الإسلام كالميراث والصلاة والدعاء والصراط وتصف الخالق عز وجل بـ "المقامر" الذي يقامر على قلوب البشر، فيقول: أيها الرب "المقامر" على أفئدة الملايين المؤمنة، بحسب تعبيره.
فقد وصف الكاتب الذات الإلهية في قصته "ست الحسن" على لسان البطل بأنه "شاهد الرب في قصره يجلس كملك متوج بالنصر يدخن البانجو والحشيش على شيشة كبيرة تصل لألف متر ويتشح بملاءات بيضاء وحمراء والملائكة تضع أكوان النار فوق حجر الشيشة الممتلىء بالمخدرات".
وفى ص 87 , 88 يقول "الرب المتشح بالبياض: يا عبدى سوف أخذها بإرادتك أو بدونها... يا ولدى روعة ست الحسن وسمانة قدميها اذهلتنى وخبلت عقلي". ويقول "صمتت الملائكة بعد أن كوت كلمات ست الحسن الرب الرحيم بجوار حائط القصر ونظر لعرشه الشامخ الذي تهتز له السماوات السبع وتعجب من رفض امرأة لأوامره وبكى حزننا على جهل عباده"، وفي نهاية القصة ص89 يقول "الرب يبكى حزينا على رفضها كل العز والملك من أجل عبد يعمل عنده ويعيش بحارة فقيرة من ملكه".
وجاء أيضا في قصة معروف الرجل المبتلى الذي يسخر من المصلين الذين يذهبون للصلاة داخل الجوامع ويتهمهم بالكفر، حيث أن الله في كل مكان ولا يحتاج إلى عبادتهم داخل الجوامع، وفي اليوم التالي ماتت جاموسة الرجل بالساقية وحاول الفلاحون جرها لتخرج حية، ومعروف ينظر إلى السماء من الناحية الغربية ويقوم بسب الله قائلا في ص 38 " انزل يا ..... أنا عملت لك حاجة علشان تؤذيني وترمى جاموستي بالساقية، أنت غيرت منى اكمنى بأكلها وبحميها وبعلفها كل يوم وأنت مش لاقى حد تسرقه أو تعذبه ثم بصق ناحية الشمس وقال "غور في داهية بظلمك"، بحسب تعبيره.
وفى قصة الشيخ طه الذي كان يصلى ولم يرتكب معصية أو يغضب الرب بأفعاله ومع ذلك ابتلاه بالفقر وعدم الزواج ومرض أنه بالفشل الكلوي وقطع يد أخيه الأكبر فقال وهو يناجى ربه في ص69 ويسأله عن توزيعه "غير العادل للرزق ليعطى التجار واللصوص الخير الوفير"، وينظر إلى السماء ويصرخ مستهزئا "هل لم تسمع دعواتهم في الجمعة الماضية لتزيد رزقهم ولماذا جحودك هل لأنهم فقراء هل هذا هو العدل يا ملك العدل"، وفى ص 70 "أتعتقدون أن خالق السماء يجلس في عرشه ويرانا وهو لم يؤكد لنا ولو لمرة واحدة على حكمتك أو عدلك أو وجودك".
كما يسيء الكاتب للذات الإلهية في حديثه عن الميراث، فقد ذكر في قصة الميراث على لسان عواطف وأخواتها الذكور الثلاثة الذين أرادوا أن يعطوا أختهم حقها الشرعي في منزل والدها وحسب ما أقره الشرع للذكر مثل حظ الأنثيين، فيقول على لسان عواطف "أن الله يحقد على النساء لأنهن جميلات ولهن صدور نافرات وتمتلىء أردافهن حبا وعشقا للحياة بينما الرب يحب القسوة وشنبات الرجال وقلوبهم الميتة"، كما جاء في ص 21.
ويحرض الكاتب في مجموعته على انتشار الزنا وعدم الزواج في قصته "ورقة المأذون"، والتي استخدم فيها أبشع الألفاظ في علاقة سعاد وجمال وفتحي وفوقيه الذين كانوا يمارسون الرذيلة وهم جيران، وفي ص 49, 52 مقولة تدعو على السخط على الله، وحكمة زواج الرجل بأربعة وتحريم ذلك على النساء عندما تقول سعاد "لماذا لم يسمح ربنا بحقنا بالزواج بأربعة مثل الرجال هل غرائزهم أقوى من غرائزنا، ولماذا كتب علينا أن نتحمل ونكبت مشاعرنا بينما الرجال يستطيعون في أي وقت أن يفجروا ذكورتهم بحماية الشرع والأهل".
وفي قصة الطفل، يتساءل الكانب بسخرية عن الصراط المستقيم في ص 101، ويقول "اندهشت من حكاية عبده وتساءلت كيف تمشى على خيط رفيع كشعرة الرأس دون أن تقع ولماذا لا يصدقون ما حدث ليلة الأمس.. ويصدقون الاختبار العبيط للرب للتدليل على صدق وكذب خبايا نفوسنا وقال لصديقة: إن جميع أعمالنا توضع بميزان الحسنات والسيئات واندهش من الطريقة التي يحاسبنا بها الله ايحتاج دليلا وميزانا. ومن أذن يراقب مؤشرات موازينه".
وتكلم الكاتب على لسان البطل في ص 108 قائلا من "الذي حدد لنا كل تلك الحدود التي تملاء عقولنا وتضع المسافات بين مشاعرنا وأجسامنا وغرائزنا ووصف الحب والعشق بالحرام ووثق القهر والعلاقات بقسيمة الزواج الحلال"، وفي ص 113 يقول البطل "أسير وسط الحوارى المملوءة بالزوايا التي يسمونها بيوت الله لا اسمع إلا ضجيجا وأحاديث قبيحة عن جهنم والشياطين" وفي ص 115 يدعو أن ترفع النساء في قريته البرقع من على وجوههن لينيرن بجمالهن ومفاتنهن وشعورهن ونهودهن الحياة المظلمة وينعمن بالحب في المدينة الفاضلة".
ودافع الكاتب الذي يعمل محاميا في مجال حقوق الإنسان وصدر له العديد من الروايات والمجموعات القصصية عن تلك الإساءات، وقال في اتصال هاتفي مع "المصريون"، إن هذه المجموعة أجريت عليها دراسات نقدية من بعض النقاد، وهذه حرية تعبير لا رقيب عليها.
وأضاف قائلا: أعتقد أنه قد تخطينا الآن فترة الرقيب على الرأي، وأنا مستعد لاى حوار أو مساءلة حول المجموعة من أي جهة حتى ولو كانت هيئة كبار العلماء، فالرسول بشر ونحن لم نر الله وكل شيء قابل للنقد طالما خارقًا لقدرة العقل، على حد قوله. وأشار إلى أن هذه المجموعة في الأسواق منذ العام الماضي فلماذا لم تثر حولها الضجة إلا هذه الأيام.