القاهرة: أكّد الدكتور أحمد طه الريان أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر أنّ النّكاح ليس واجبا على المسلم العقيم، الذي لا يرجو نسلا ولا يخشى على نفسه الزنا، وبالتالي فلا يأثم إذا عاش أعزب، ولم يتزوج طول حياته.
واستدل ريان على عدم وجوب الزواج على العقيم، بما ذهب إليه الفقهاء، كقول ابن قدامة في المغني: وأجمع المسلمون على أنّ النّكاح مشروع، واختلف أصحابنا في وجوبه، فالمشهور في المذهب أنه ليس بواجب، إلا أن يخاف أحد على نفسه الوقوع في محظور بتركه، فيلزمه إعفاف نفسه، وهذا قول عامة الفقهاء.
وقال ريان، بحسب موقع الفقه الإسلامي : إذا وجد المسلم العقيم أنّ العبادة أفضل له من الزواج، فلا بأس عليه، مشيرًا إلى قول الشافعية ( لو استغنى عن الزواج بالعبادة فالعبادة أفضل له ) .
وأضاف أنه إذا رغب العقيم في النّكاح، بحيث خشي الزنا إن لم يتزوج، وجب عليه النّكاح كما قال المرداوي في الإنصاف: من خاف العنت فالنكاح في حق هذا واجب، قولا واحدا، إلا أن ابن عقيل ذكر رواية: أنه غير واجب، وكما جاء في حاشية العدوي على شرح الخرشي لمختصر خليل المالكي: فالراغب إن خشي العنت وجب عليه، ولو مع إنفاق عليها من حرام، أومع وجود مقتضى التحريم غيّر ذلك.
وأوضح ريان أنه في حال وجوب النّكاح على العقيم، فإنه يأثم بتركه على كل حال، مشيرًا إلى أنه في هذه الحالة يجب إخبار المرأة التي سوف يتزوجها، وذلك من باب الأمانة، كما أنه في حالة عدم إبلاغها يعتبر ذلك نوعاً من أنواع التدليس والخداع، ومع ذلك إذا لم يخبرها فلا يعتبر الزواج باطلا، وذلك باتفاق جمهور الفقهاء، مستدلين أنّ العقم ليس عيبا، يثبت به خيار طلب فسخ عقد النكاح إذا وجده أحد الزوجين في الآخر.