فى التاسع من أغسطس ١٨٩٢ وفى حى الناصرية على مقربة من السيدة زينب بالقاهرة ولد أحمد رامى وحصل على الابتدائية عام ١٩٠٤ ثم البكالوريا عام ١٩١١ والتحق بمدرسة المعلمين العليا وتخرج فيها عام ١٩١٤ وعين مدرسا بمدرسة القاهرة الابتدائية ثم انتقل إلى مدرسة المعلمين العليا أميناً لمكتبتها وسافر فى بعثة إلى باريس عام ١٩٢٢ لدراسة اللغات الشرقية وفن المكتبات وعاد عام ١٩٢٤ وبعد عودته تم تعيينه رئيساً لقسم الفهارس بدار الكتب، حتى أصبح وكيلا لها وفى ١٩٥٢ أُختير أمينًا للمكتبة بدار الكتب المصرية كما عمل رامى مستشارا للإذاعة المصرية ثم عاد لدار الكتب نائبا لرئيسها.
نزع شعر رامى إلى الغنائية والفردية وثنائية الحب والحزن حيث الحب المحروم المستسلم وحيث التضحية واستعذاب الألم والحرمان، وكان رامى أول من نقل رباعيات الخيام شعراً إلى العربية من الفارسية مباشرة بعدما تمت ترجمتها أكثر من مرة إلى الإنجليزية ثم إلى العربية أكثر من مرة،
وحينما كان قى باريس نشر أشعاره قى مجلتى «السفور» و«الشباب» بشكل منتظم وقد أطلق عبدالعزيز الصدر صاحب مجلة الشباب على رامى لقب (شاعر الشباب) نسبة إلى المجلة وظل هذا اللقب ملازما لرامى ولما نشرت له مجلة (السفور) قصيدة (الصب تفضحه عيونه) أعجب بها الشيخ أبوالعلا محمد فلحنها وغنتها أم كلثوم وأصبحت حديث الناس ولما عاد من باريس وجد قصيدته على كل لسان فذهب مع أحد أصدقائه إلى تياترو الأزبكية ليسمعها من أم كلثوم فوجدها فتاة تلبس ملابس الرجال والعقال فقال لها (عايز أسمع قصيدتى ياست لأنى كنت مسافر) وردت أم كلثوم ببديهة (أهلا بيك يا سى رامى)
وغنت الأغنية ثم طلبت منه أن يكتب لها أغنيات خاصة بها فكتب لها أغنية (خايف يكون حبك لى.. شفقة علىّ) ولحنها صبرى النجريدى طبيب الأسنان فى طنطا وحققت نجاحا مدويا ليرتبط رامى وثومة فنيا إلى نهاية المشوار وعقب وفاة أم كلثوم عاش فترة اكتئاب واعتزل الحياة والناس وقال فى رثائها: «ما جال فى خاطرى أنّى سأرثـيها..
بعد الذى صُغتُ من أشجى أغانيها.. وبى من الشَّجْوِ من تغريد ملهمتى.. ما قد نسيتُ بهِ الدنيا ومـا فـيها». وعاش وحيداً فى حجرته حتى وفاته فى مثل هذا اليوم الخامس من يونيو عام ١٩٨١.