يجيب على السؤال الدكتور محمد خالد المنباوى، أستاذ طب الأطفال اسشارى أمراض المخ والأعصاب للأطفال بالمركز القومى للبحوث، قائلا: إن هناك خلطا بين الصرع كمرض والتشنجات كعرض، فالتشنجات هى حدوث تغيرات مؤقتة ومفاجئة فى الحركة أو الإحساس نتيجة لزيادة نشاط مجموعة خلايا عصبية غير طبيعية، والتشنجات هى خلل حركى ناتج من حركات أوهزات لا إرادية متكررة للعضلات، وقد تصيب كل العضلات أو تصيب مجموعة خاصة فقط منها، نتيجة خلل لا إرادى لوظائف المخ والتى تعبر عن نفسها بهذا الخلل أو قد يصاحبها فقدان للوعى، نشاط حركى غير طبيعى، خلل فى السلوك، مع خلل وقصور حسى أو خلل للجهاز العصبى اللا إرادى أو التلقائى.
أما الصرع فهو عبارة عن حدوث نوبتين أو أكثر من التشنجات، ولكن على فترات مختلفة قد تفصلها أيام أو شهور، وينتج عن استثارة جزء من القشرة المخية بطاقة كهربائية زائدة وتعبر عن نفسها بهذة النوبات الصرعية.
ففى الوضع الطبيعى تقوم خلايا الدماغ بإنتاج بعض الطاقة الكهربائية ترسل عبر الجهاز العصبى وتحرك العضلات وفى بعض الأحيان يفشل دماغ المريض بالصرع فى التحكم فى إنتاج الطاقة، وتحدث صدمة الصرع، والتى تعرف بالنوبة الصرعية عندما تخرج هذه الخلايا دفعة عنيفة ومفاجئة من الطاقة الكهربائية.
أما عن نسبة حدوث هذه النوبات الصرعية، فنجد أن حوالى ثلثى عدد الحالات التى تعانى من ظهور النوبات الصرعية نجدها من النوع الجزئى ( الصرع الجزئى )، فى حين أن الثلث الآخر من الحالات التى تعانى من النوبات الصرعية تكون من نوع الصرع الكلى.
وعن مسببات المرض يقول د. المنباوى، هناك العديد من المسببات، والتى تعتبر المسئول الرئيسى لحدوث هذة النوبات، فهناك أنواع من الصرع يكون العامل الوراثى والجينى لاعبا رئيسيآ فى حدوثه، كذلك قد نجد أن حدوث مشاكل صحية للطفل عند ولادتة سواء كانت هذه المشاكل متعلقة بالولادة نفسها أو بمشاكل صحية أصابت المولود خلال الفترة المباشرة بعد الولادة أيضا قد نجد أن بعض حالات الصرع تكون نتيجة لأصابات بالراس فى سن مبكرة ، كما أن بعض أنواع العدوى خاصة فى المراحل العمرية الأولى للطفل قد تكون هى المسبب الرئيسى للنوبات الصرعية عند الطفل.
وهناك أيضا بعض الأمراض، والتى يولد بها الطفل، كعيوب التمثيل الغذائى ( Metabolic )، وبعض الأمراض الخاصة بالغذاء والتغذية، خاصة فى المراحل الأولى من عمر الطفل، هذا غير أصابات الطفل بضمور المخ، وقد يكون الصرع من النوع ذو القابلية لنقل المرض عند بعض عائلات بعض مرضى الصرع. ( Heredofamilial ).
كما أن بعض الدراسات الحديثة أشارت إلى علاقة بعض الأغذية وبين نوبات الصرع، لذلك كان هناك ما يعرف بالعلاج التغذوى لحالات الصرع ( Ketogenic Diet ) ولكن هذا النوع من العلاج يحتاج إلى احتياطات عديدة ويلزمه وجود الطفل فى المستشفى للمتابعة المستمرة لحالتة طوال اليوم.