د. يوسف عبد الغفار يكتب: التركيبات الثابتة للأسنان
لا أحد يفضل أن يخلع أسنانه وينظفها ثم يضعها قبل النوم فى كوب ماء حتى الصباح خاصة إذا كان هناك بدائل أخرى، ومن هنا كان ابتكار التركيبات الثابتة. وقد تعرف التركيبات الثابتة باسم الجسور والتيجان أو ما قد يعرفه العامة بالكبارى والطرابيش.
قد تستخدم التركيبات الثابتة (التيجان) للحفاظ على الأسنان الموجودة من الكسر وليس فقط لاستعاضة الأسنان المفقودة كما هو الحال فى استخدام التيجان، حيث تستخدم التيجان لحماية الأسنان المتهالكة أو التى تم عمل حشو عصب لها.
ويقوم الطبيب أولاً بحشو السن المتهالك أو السن الذى به علاج جذور (حشو عصب) بالحشو العادى، يقوم الطبيب بتصغير حجم السن ثم يقوم بعمل طبعة أو مقاس لهذا السن ثم يقوم بتصنيع التاج له.
ويمكن اختيار الخامة التى سيصنع منها التاج بالاتفاق بين الطبيب والمريض حسب احتياجات المريض ورؤية الطبيب، ويتم اختيار الخامة المستخدمة فى تصنيع التيجان من نفس الخامات المتاحة لتصنيع الجسور.
وتعتبر الجسور من أشهر وسائل التركيبات المستخدمة لاستعادة الأسنان المفقودة كما يمكن استخدام التركيبات التجميلية لعمل تجميل سريع للأسنان.
و يحتاج الطبيب لكى يقوم باستعادة الأسنان المفقودة لأسنان قبلها وأسنان بعدها حتى تقوم بحمل الأسنان الصناعية التى ستوضع فى الفراغ لملئه.
(الضرس المفقود وحوله بقية الأسنان قبل التحضير)
و يقوم طبيب الاسنان بتصغير حجم سنة قبل السنة المفقودة وسنة أخرى قبل السنة المخلوعة حتى يتسنى له أن يغطيهما بالغطاء الذى سيحمل السنة الجديدة.
(الأسنان المحيطة بالضرس المفقود بعد تحضيرها وقبل وضع التركيبة)
يقوم بعدها الطبيب بلصق التركيبة فى مكانها حتى يستعملها المريض.
(التركيبة الثابتة فى مكانها)
ولا يقوم المريض بعدها بخلع التركيبة حيث أنها تظل ثابتة مثل الأسنان الطبيعية وعلى المريض بعد ذلك أن يعامل هذه التركيبة مثل أسنانه الطبيعية تماماً، فيقوم بتنظيفها بالفرشاة والمعجون أو بالسواك مثلها مثل الأسنان الطبيعية تماماً، وعليه أن يقوم بإزالة الطعام المتحشر والمتراكم حول التركيبة حتى لا تسبب التهابات باللثة.
و يتراوح العمر الافتراضى للتركيبات الثابتة بين سبعة سنوات وعشرة سنوات وقد يزيد أو يقل تبعاً لطريقة تحضير الأسنان، ونوع الخامة المستخدمة فى تصنيع التركيبة وكذلك على حسب مدى عناية المريض بأسنانه.
ومن خصائص التركيبة الناجحة أن تماثل الأسنان فى الوظيفة والشكل والصلابة تماماً حتى لا يشعر المريض بأن هناك أسنانا صناعية فى فمه، ومن خصائصها ألا تقوم بحشر الطعام الممضوغ حولها بشكل يصعب تنظيفه، وأن تكون محكمة حول الأسنان حتى لا تنفذ اللعاب الملىء بالطعام الذائب إلى جسم الأسنان الموجود تحت التركيبة حتى لا يتسبب فى تسوس هذه الأسنان، وكثيراً ما نشاهد تركيبات تسببت فى تسوس وتدمير الأسنان الداعمة للتركيبة.
كما يجب أن يراعى الطبيب أثناء التحضير ألا يقوم بتصغير حجدم الأسنان الداعمة أكثر من اللازم حتى لا يضعفها وبالتالى قد يفقدها إذ قد تنكسر مع التركيبة مع أحمال المضغ العالية.
أيضاً على الطبيب أن يراعى سلامة اللثة أثناء التحضير فلا يقوم بإيذائها أثناء تصغير الأسنان الداعمة وأن يراعى توقف طرف التركيبة عند سطح صلب من الأسنان الداعمة حتى يتسنى للمريض تنظيف الأسنان واللثة بسهولة. وفى حالة عدم مراعاة سلامة اللثة قد تتسبب التركيبة فى التهاب مزمن للثة.
أيضاً يجب أن تكون ارتفاع الأسنان الموجودة بالتركيبة فى نفس ارتفاع الأسنان الطبيعية حتى لا تتسبب فى إيذاء مفصل الفك. وكثيراً ما يزورنى مرضى يعانون من آلام مبرحة فى مفصل الفك نتيجة ارتفاع الأسنان الصناعية عن مستوى الأسنان الطبيعية مما يجعلهم يعانون من عدم إطباق الأسنان على بعضها بشكل سليم. وعدم الإطباق السليم يؤدى بشكل حتمى إلى مشاكل بمفصل الفك.
و قد يتنازل المريض عن خاصية الشكل المطابق للأسنان عندما يقوم بتركيب سنة أو أكثر فى الأسنان الخلفية ويقوم باختيار التركيبات المعدنية.