مصر دائما تلعب فى الوقت الضائع، الجميع ينتظر تسجيل هدف طوال الفترة الزمنية المشروعة، إلا أن مهاجميها لا يستغلون هذه المساحة الزمنية، ويفضلون إحراز الأهداف فى الوقت بدل الضائع، بعد حرق أعصاب الجماهير المتابعة والمترصدة لهدف يبث فى نفوسهم الفرحة، ويدفع بهم نحو منصة التتويج لحمل كأس البطولة.
انتظرت مصر 18 يوما كاملة، الجماهير غفيرة فى الميادين بالمحافظات المختلفة، يتطلعون لإحراز هدف يحقق لهم الفرحة والانتصار، إلا أن "المهاجمين" الذين وضعوا فرحة الجماهير بين أحضانهم وأقدامهم وأياديهم، بشكل أنانى مبالغ فيه، أضاعوا كل الفرص، والجماهير تحترق، حتى جاءت الفرصة الأخيرة أمس الخميس، عندما انتظرت أن يحرز مهاجم مصر الأوحد هدفا يحفظ ماء وجهه، إلا أنه أضاع الفرصة ببيان باهت يتمسك فيه بإصرار عجيب على الاستمرار فى الملعب، وهو البيان الذى فجر ثورة أخرى تختلف عن ثورة 25 يناير الماضى.
وزأرت الجماهير زئير الغضب عقب إعلان بيان هداف مصر الأوحد طوال 30 عاما مضت، ولا عتاب على هذا الهداف الذى شاخ وأصبح غير قادر على العطاء، وظل يمارس هواية لعبه بالنوايا وليس بالمجهود البدنى والذهنى، وبإلقاء الترانيم التى تتغنى بانتصارات رائعة فى السابق مثل إحرازه أهدافا قاتلة فى مرمى العدو الحقيقى "إسرائيل"، وبدلا من أن يعلن المهاجم الأوحد لمصر عن اعتزاله، فى الوقت المناسب، وبشكل احتفائى وبذكرى طيبة يتركها للجماهير، قرر الرجل الاستمرار، فما كان من الجماهير إلا القول الفصل، وإطلاق رصاصة الرحمة على مهاجمها الأوحد، لتمحو له كل الذكريات الجميلة، وأهدافه التى أدخلت فى نفوسهم الفرحة، لتخرج الجماهير تطأ بأقدامها كل تراث عهد المهاجم الأوحد، وتدخل مصر بعدد من المهاجمين الأقوياء، عهدا جديدا، يحدوهم الأمل فى انتصارات مدوية، وتشكيل فريق رائع يعزف على أوتار الجماهير ألحان النصر والعزة والشرف، ويقودها إلى منصة التتويج لكل البطولات.
لكن تخشى الجماهير وسط نشوة الفرح، أن يتناحر زملاء الكفاح، ويتحولون إلى فرق كل منها يعمل لنفسه ومكاسبه الخاصة، وينتشر بينهم سرطان الأنانية، وبدلا من التناغم والانصهار فى بوتقة فريق واحد لتحقيق البطولات، يتراجع الأداء ويلاحقه الهبوط إلى دورى الظلام وليس المظاليم.
انتهى زمن المهاجم الأوحد، فيا تُرى.. نرى فى المرحلة القادمة فريقا جماعيا يقود مصر إلى الانتصارات؟؟ يا رب.