(عندما كنت رضيعا نضب لبن امي، وحملونى
إلى جارتنا القبطية، كان ابنها فوزى فى مثل سنى، وقد أرضعتنى أمه، ولم يجد
أهلى فى ذلك شيئا).. جاء ذلك في مقدمة كتاب "كتاب لكل المصريين"، والصادر
مؤخرا عن دار "سفير" للنشر والتوزيع لمؤلفه الكاتب عبد التواب يوسف، والذي
يرصد من خلاله العديد من المشاهد التاريخية التي تؤكد علي علاقة الحب
والتسامح والإخاء التي ربطت بين المسلمين والمسحيين، كما يروي مشاهد عن
علاقته الشخصية مع الاقباط، فيحكي الكاتب موقفا اثر فيه عندما كان صغيرا
كما اثر علي باقي الاطفال وهو عندما كافأ القسيس والده وذلك لحفظه القرآن
كاملا، وهو ما جعل الأطفال يدقون أبواب الأقباط عندما يحفظ أحدهم القرآن
الكريم.
ويؤكد المؤلف أنه عندما دخل الجامعة، كان رفيقه فى الغرفة
مسيحيا، ولم يدخل معه مرة فى جدل حول إحدى قضايا الدين، كما أن صديقه لويس
جريس هو الذى نشر له كتابه "قصص للأطفال من أحاديث الرسول صلى الله عليه
وسلم".
ويقع الكتاب في فصلين، ويبدأ المؤلف فى الفصل الأول من الكتاب،
الذى عنونه "مع شروق الإسلام" بالرسالة التى أرسلها النبى إلى عظيم القبط
فى مصر، بواسطة حاطب بن أبى بلتعة، ويحكى المؤلف بأسلوب مبسط كيف احتفى
المقوقس بمبعوث النبى، وكيف ناقشه فى أمر الدين الجديد، ثم اعتراف المقوقس
لحاطب بأن صفات النبى، جاءت فى التوراة والإنجيل، وأنه يعلم علم اليقين أن
مصر سوف تكون للمسلمين.
وفى فقرات أخرى من هذا الفصل، يروى المؤلف كيف
أنقذ عمرو بن العاص قسيسا، لدى فتحه مصر، كما يروى المؤلف قصة أخرى لقسيس
مصرى، ساعد عمرو بن العاص على تحرير مصر من الرومان.
أما الفصل الثانى،
فينتقل المؤلف إلى قصص التسامح الدينية بين المصريين فى عهود العثمانيين
والمماليك والفرنسيين، كما تناول المؤلف قصص الترابط الدينية بين المسلمين
والأقباط فى عهد الاحتلال البريطانى، متناولا محاولات الإنجليز للإيقاع بين
عنصرى الأمة، كما يروى واقعة أخرى عن المسيحى عريان سعد، الذى ألقى قنبلة
على رئيس الوزراء القبطى يوسف وهبة باشا عام 1919، ثم قرر أن يسلم نفسه،
ويعترف بالجريمة، كى لا يتم اتهام أى شخص مسلم فيها، وصدر بالفعل ضده حكم
بالأشغال الشاقة لمدة عشر سنوات، ثم لم يلبث أن أفرجت عنه وزارة سعد زغلول
عام 1924.