يجيب الدكتور أحمد الموصلى، استشارى الأنف والأذن والحنجرة، قائلا إن الأذن الداخلية تنقسم إلى قسمين، أحدهما مسئول عن السمع والجزء الآخر مسئول عن الاتزان، وكما هو متوقع فالقسمان متصلان ببعضهما ويكمل كل منهما الآخر، لذلك نجد أن كثيرا من مشاكل السمع يصاحبها اختلال فى الاتزان، والعكس صحيح، والجزء الخاص بالاتزان عبارة عن جزء اسمه الدهليز والجزء الثانى عبارة عن ثلاث قنوات هلالية أى أنها تأخذ شكل الهلال، وكل منهم فى مستوى مختلف "رأسى، أفقى، عرضى".
ومع تغير حركة رأس الإنسان فى أى اتجاه يتحرك السائل داخل هذه القنوات فيحرك أهداب الخلايا العصبية فى السائل فتتحول الموجات الحركية فى السائل لنبضات كهربية تصل لعصب الاتزان الذى يتحد مع العصب السمعى قبل وصوله للمخ الذى يترجم هذه النبضات الكهربية إلى إحساس بوضع الجسم فى الفراغ، ومخ الإنسان يتعرف على وضعه فى الفراغ خلال الأوضاع التالية "النوم، القيام، الوضع المقلوب"، وذلك بحسب الإرشادات القادمة له من العين، ولعضلات الأذن الداخلية.
ومن ثم فإن الإنسان قد يشعر بدوار وفقدان للاتزان لدرجة أنه يشعر أنه طائر فى سماء الحجرة التى يجلس فيها ويلاحظ أن لو المشكلة فى العين أو العضلات فإن شكل الدوار يختلف عن الدوار الناتج من خلل فى عمل الأذن الداخلية، وهذا دور الطبيب المعالج فى تشخيص المرض والوقوف على أسبابه مع وصفه للعلاج المناسب.