أكد حمدين صباحي رئيس حزب "الكرامة"، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، أن الشعب المصري لن يقبل بما أسماها "رشوة مبارك" نظير إفلاته من المحاكمة والعقاب، بعدما أشيع عن أن الرئيس السابق حسني مبارك سوف يتنازل عن "ثروته" وسيتقدم باعتذار للشعب المصري نظير العفو عنه.
وأضاف خلال مؤتمر عقدة بمدينة ببا بنى سويف ليل الثلاثاء، إن "هذه الأموال سوف يتم ردها بكل الآليات القانونية، وكل ما نستطيع أن نفعله معه الآن هو توفير محاكمة عادلة له ولزوجته وأولاده وأمام قاضيهم الطبيعي دون تشف أو انتقام ولن يقدم مبارك إلى المحاكمة العسكرية كما كان يفعل معنا".
وتعهد صباحي بانتهاج سياسة قائمة على الندية تجاه الولايات المتحدة وإسرائيل والتوقف عن تزويد إسرائيل بالغاز الطبيعي، حال انتخابه رئيسًا للبلاد في الانتخابات المقررة قبل نهاية العام الجاري.
وأضاف أن "رئيس مصر القادم لن يكون خدامًا لإسرائيل وأمريكا على حساب أمته العربية وشعبة، وسوف نقطع الغاز عن إسرائيل لنقوم بتوصيله إلى أبناء شعبنا العظيم في كل قرية ونجع في الصعيد أو الوجه البحري ولن نعطيه للعدو ليقتل به إخواننا وشعبنا في غزة وكافة ربوع فلسطين".
وكشف أنه سيتبنى إستراتيجية تهدف إلى مد جسور التعاون مع دول القارة الإفريقية، مشددا على ضرورة العودة إلى إفريقيا "التي تركناها لإسرائيل وأغمضنا أعيننا عنها.. نعود إليها الآن لبناء قوتنا وحماية نيلنا وهم يعرفوننا جيدًا".
ودعا إلى إقامة علاقات قوية مع تركيا وإيران، باعتبارهما "سندًا لنا في المنطقة في وجه المشروع الأمريكي الغربي لتفتيت المنطقة الذي أجهضته الثورات العربية التي أطاحت بعملائهم وخدامهم في المنطقة".
وطالب بضرورة دعم الثورات في ليبيا واليمن وسوريا ومساندة الأشقاء لإنجاح ثوراتهم وتحررهم من هؤلاء القتلة والمستبدين، حسب تعبيره.
من جهة أخرى، دعا صباحي إلى قيام دولة مدنية بمرجعية دينية تحمي المسلم والمسيحي، تسمح للمسيحيين بقانون أحوال شخصية طبقا لشرائعهم وحرية بناء دور العبادة، وأيضا استقلال الأزهر الشريف وانتخاب شيخه بإرادة العلماء حتى لا يكون فقيها للسلطان، وأشار إلى أن هذا لن يكون إلا في ظل دستور جديد يحفظ الحريات ويعمل على استقلال الوطن ويجرم التمييز.
وحذر صباحي من خطورة المظاهرات الفئوية والانجرار وراء افتعال الأزمات من جانب النظام السابق سياسيا وأمنيا، داعيا إلى ضرورة التمهل في تنفيذ قائمة المطالب التي يدعو إليها الشعب المصري، وأضاف: "نعرف إن الجميع له حق قد أهدر منذ سنوات وسرق ونهب، لكن علينا بالصبر ووقف المظاهرات والاحتجاجات والعودة للبناء".
وطالب الاحتذاء بالبرازيل التي استطاعت تحقيق نهضة خلال سنوات قليلة- و"لا أقول ماليزيا أو الهند"- بعدما "كانت قبل عام 2003 أسوء منا بكثير، لكن في ثماني سنوات من 2003 إلى 2011 أصبحت من كبرى البلاد في العالم والشعب المصري يستطيع في ثماني سنوات أن ينهض بمصر ويبنيها، ويعود بها إلى أحضان أمتها العربية والأفريقية قائدة وزعيمة فأعطونا مهله ثماني سنوات".
من جانبه، وجه الفنان سامح الصريطى نداء إلى المجلس العسكري ورئيس الوزراء بضرورة الضرب بيد من حديد على من يسعون إلى إفشال الثورة ويجندون "البلطجية" لزرع بذور الفتنة في البلاد والقضاء على مكتسبات الثورة العظيمة، ليفعلوا ما لم يستطيعوا أن يفعلوه خلال موقعة "الجمل"
وأضاف: إننا شعب ثوري بالجينات وحكامنا كانوا لا يفهمون التاريخ جيدا، ولم يعرفوا طبيعة هذا الشعب القائد الحقيقي لكل الثورات عبر التاريخ.
بدوره، ناشد القمص رمزي بباوي من كنيسة ببا، الشعب المصري بالعمل على تعزيز الوحدة الوطنية وعدم الانصياع وراء دعاوى الفتن ومحاربة مشعلها، بل وقتالهم أيضا كما قال القرآن " قاتلوهم حتى لا تكون فتنة".
وتابع في المؤتمر الذي حضره عدد كبير من مواطني بني سويف وقيادات الأحزاب السياسية وبعض رجال الدين، "إننا هنا في مصر لم نعرف منذ دخول الإسلام إلى مصر شيئا اسمه الفتنة الطائفية، ولكن هناك أحداث فردية تحدث حتى داخل العائلة الواحدة وأحيانا بين الأخوة الأشقاء".
وحمل بباوي فلول النظام السابق المسئولية عما حدث في إمبابة وأطفيح من مواجهات طائفية، وقال أيضًا إن "ما سيحدث لو ظللنا على هذا الوضع لهو من صنيعة النظام السابق"، داعيا المجلس العسكري ومجلس الوزراء إلى تطهير البلاد من ركامهم وفلولهم التي أصبحت تعمل في الظلام.
فيما أكد النائب السابق سعد عبود أن ما يتم الحديث عنه حول قضايا الفساد في عهد مبارك عقب الإطاحة بنظامه تمت الإشارة إليه قبل سنوات تحت قبة البرلمان.
وأضاف: لقد كافحنا النظام السابق في عنفوانه وما نسمعه الآن وما يحدث من الكشف عن أموال منهوبة، نحن أول من تقدمنا أمام مجلس الشعب، وطالبنا مبارك بتقديم إقرار ذمة مالية وساعتها قامت علينا القيامة.
وخلص: قامت الآن الثورة التي أدخلتهم إلى طره مكانهم الطبيعي، وكشفت عما كنا مطالب به من سنوات، هذه الثورة التي يقتدي بها الآن كل الثوار الأشقاء في العالم العربي وجمعت الفلسطينيين بعد الفراق وأجلستهم على مائدة المصالحة وفتحت لنا أبواب أفريقيا التي أغلقها النظام السابق لحساب إسرائيل، على حد قوله.