وصى عمر بن الخطاب ابنه عبد الله – رضي الله
عنهما – في غيبة غابها :
أمّا بعد :
فإن من اتقى الله وقاه ، ومن اتكل عليه كفاه ومن شكر له زاده ومن أقرضه جزاه .
فاجعل التقوى عمارة قلبك ، وجلاء بصرك .
فإنه لا عمل لمن لا نية له .
ولا خير لمن لا خشية له .
ولا جديد لمن لا خلق له .
وقبل وفاته اوصاه :
أي بني: إذا قام الخليفة بعدي فائته فقل إن عمر يقرأ عليك السلام ويوصيك
بتقوى الله لا شريك
له، ويوصيك بالمهاجرين الأولين خيراً: أن تعرف لهم
سابقتهم.
ويوصيك بالأنصار خيراً: أن تقبل من محسنهم وتتجاوز عن مسيئهم.
ويوصيك بأهل الأمصار خيراً، فإنهم غيظ العدو وجباة الفيء،
لا تحمل فيئهم إلا عن فضل منهم. ويوصيك بأهل البادية خيراً،
فإنهم أصل العرب ومادة الإسلام: أن تأخذ من حواشي أموالهم فترد على فقرائهم.
ويوصيك بأهل
الذمة خيراً: أن تقاتل من ورائهم، ولا يكلفوا فوق طاقتهم.
وقال : " يا بني
عليك بخصال الإيمان ،
قال : و
ما هن يا أبتي ؟
قال : الصوم في
شدة أيام الصيف ، و قتل الأعداء بالصيف ، والصبر على المصيبة ،
وإسباغ الوضوء
في اليوم الشاتي وتعجيل الصلاة في يوم الغيم ،
وترك ردعة الخبال " فقال : وما ردعة الخبال
؟ قال : شرب الخمر .