القضية رقم 1109 لسنة 99 حصر أمن الدولة العليا ستظل وصمة عار في جبين النظام السابق بأكمله وعلي رأسهم الرئيس المخلوع مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي المحبوس علي ذمة قضايا فساد وقتل المتظاهرين .
وسيظل اسم العربي السيد سليمان محفورا في ذاكرة محافظة بورسعيد التي تم عقابها علي مدي 12 عاما بسبب اعتقاد خاطئ لمبارك بأنه تعرض فيها لمحاولة اغتيال .
الوفد الاسبوعي .. ذهبت الي المنزل رقم » 50 « بحي العرب وتحديدا في شارع الحميدي الدي كان يسكن به العربي سليمان والمكون من 4 طوابق اكتشفنا المفاجأة المذهلة فعائلة العربي كلها تم اجبارها علي ترك المنزل بل ونكلوا بجميع أفراد الأسرة المكونة من 5 أشقاء وسيدة طاعنة في السن مفطور قلبها علي ابنها الذي تعرفه بورسعيد بأكملها باسم » الشهيد « وليس القتيل كما حاول نظام مبارك تصويره .
عقاب مبارك امتد لأشقائه أيضاً حيث تم اعتقال سامي وطارق لمدة 7 أشهر قبل الافراج عنهما لتأكد الأمن من أنهما لاينتميان الي أي جماعة ارهابية أو اسلامية .
أما الأخ الثالث تم منعه من السفر لأداء العمرة واحتجازه في ميناء نويبع ووصل الأمر الي استقدام الشقيق الرابع من أمريكا لاستجوابه وخضوعه للتحقيق في قضية وهمية أما الأم التي وصلت الي سن الـ 70 عاماً أصبحت طريحة الفراش حزنا وكمدا علي ابنها الذي اغتالته يد الغدر .. بل وبلغ بها الحال أن تقوم فجر كل يوم وبعد الصلاة للدعاء علي النظام السابق وعلي رأسه مبارك قائلة » اللهم ذل من أذل ابني انتقم منه ياعزيز يا جبار « وظلت الأم 12 عاما تتمسك بهذا الدعاء .
وبرغم ما صوره إعلام مبارك المضلل وعلي رأسه الصحف القومية إلا أن بورسعيد مازالت تذكر الأحداث الحقيقية وليست المزيفة مما حدا بزوجة العربي ان تتقدم للمحامي العام لنيابات بورسعيد ضد مبارك وحرسه الذي قتل زوجها وصفوت الشريف وزير الاعلام آنذاك والذي صور الحادث علي انه محاولة اغتيال فاشلة واختتم البلاغ أيضا اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق الذي أعطي أوامره باخفاء ملف التحقيقات الذي يدين حرس الرئيس السابق وذلك بعد الاعترافات التي أدلي بها جنديا الحراسة كمال ميخائيل ومصطفي عبده حيث أكدا أن العربي سليمان لم يكن يحمل في يده آلة حادة وانه كان في طريقه لتقديم شكوي للرئيس ووقع علي الأرض من جراء اصابته بطلقات الحرس وبرغم براءة العربي من محاولة اغتيال مبارك الا أن ذلك لم يشفع لأسرته التي لم تستطع أن تودعه الي مثواه الأخير فقد تم دفنه في حراسة سيارات الشرطة دون وجود أحد من أقاربه .
وبرغم تزييف الحقائق ومنها ادعاء تبني الحكومة لأسرته وارسال والدته الي الحج الا أن كل ذلك ليس له أساس من الصحة حيث رفضت الحكومة صرف معاش لأسرته ولطفليه ولم يتم ارسال والدته الي الحج، بل تكفل ابنها أسامة بكافة المصاريف حتي تزور الي بيت الله الحرام وحتي الشقة التي تسكن بها زوجته لم يساعدها أحد فيها .
وحسب المعلومات التي حصلنا عليها فان العربي سليمان كان يريد تسليم مبارك شكوي خاصة به وهي عبارة عن طلب استعجال لتسليمه احدي شقق المحافظة التي أعلنت عنها المحافظة سابقا وتمت مماطلته في تسليمها فما كان منه الا أن سطر شكواه التي بدأها بجزء من الحديث النبوي الشريف » ان لله عبادا اختصهم بقضاء حوائج الناس، حببهم في الخير وحبب الخير اليهم، أولئك الآمنون من عذاب الله يوم القيامة « ثم بدأ في سرد شكواه وعندما علم العربي أن مبارك سيتجه الي شارع 23 يوليو ذهب الي هناك ممسكاً شكوته في يده اليمني ووسط حراسة أمنية مشددة علي الجانبين ووجود عدد من القناصة مدججين بالسلاح وقبل أن يخترق العربي » الحبل « المشدود بين المجندين كمال ميخائيل ومصطفي عبده وقع علي الأرض بعد أن » تكعبل « في الحبل وقبل أن ينهض العربي عاجلته ثلاث طلقات من حرس مبارك اثنتان منهما اصابت صدره والثالثة سكنت جبهته ليلقي مصرعه علي الفور وقبل أن يعلم مبارك بمصرعه قال لمرافقيه » أنا عاوز الولد ده حي « لكن الطلقات أردته قتيلا وجاءت سيارة الاسعاف لتنقله الي مستشفي المبرة .
وفور تلك الحاولة استطاع نظام مبارك الدولي توسيع دائرة الاشتباه وألقي القبض علي أصحاب العربي من الدرجة العاشرة حتي من كان يلقي عليهم بالسلام وتفاوتت مدد الاعتقال لهم ما بين 10 الي 15 يوما للخروج بأدلة قاطعة وواضحة علي تورط العربي في محاولة اغتيال مبارك للدرجة التي وصلت الي أن قام جهاز مباحث أمن الدولة باقتحام منزله بحي العرب وجمع كل متعلقاته وصوره الشخصية والعائلية ووصلت حالة الرعب الي أصدقائه الذين يحملون له مقاطع فيديو وهو يلعب كرة القدم التي كان يحبها فقاموا جميعا » بمسح « جميع الصور المتعلقة به خوفا من اعتقالهم .
لكن أخطر ما توصلنا اليه وما يذكره الأهالي ليل نهار اسم شاب يدعي » محمد محمود البشوتي « وكان هذا الشاب هو الحلاق الخاص بالعربي وهو آخر شخص شاهد العربي قبل أن يذهب لمبارك وحسب شهود العيان في شارع الشرقية المتفرع من نبيل منصور فان العربي كان يتردد علي الحلاق وبسبب ذلك جاءت مباحث أمن الدولة واعتقلته في اليوم التالي للحادث وخرج في نفس اليوم لكن دخل بعقله وخرج دونه وأصبح محمد ابن الـ 24 عاما فاقداً لعقله من راء التعذيب الذي تلقاه في مباحث أمن الدولة وأكدت الروايات ان أمن الدولة كان يريد انتزاع اعتراف من محمد بادانة العربي بأنه يتبع جماعات ارهابية وكان يخطط لاغتيال مبارك لكن محمد الشاب المكافح رفض الاعتراف بأشياء غير حقيقية حتي لا يضيع دم الشهيد .
واستطاع البشوتي ان يتحمل قهر أمن الدولة ورفض الاعتراف فتم تعذيبه داخل مقر الجهاز ووصل الأمر لصعقه بالكهرباء حتي يعترف علي العربي وبعد » 5 « ساعات قضاها في مقر الجهاز خرج صامتا لا يتكلم لمدة 6 أشهر وكان يكتفي بالاشارة .
ذهبت الوفد الي منزل البشوتي ببورسعيد وتحديدا في 46 شارع صلاح سالم بحي الافرنج والتقينا محمد محمود البشوتي وحاولنا أن نتكلم معه وكان يرد علينا » بالقطارة « نظرا للحالة التي يمر بها لكننا وجدناه متماسكا هادئاً سألناه عما تعرض له فلم تزد كلماته علي قوله » مش فاكر بالضبط كل اللي افتكره ان احد الضباط جه واخدني من المحل بتاعي من السوق لكنه يتذكر اسم والدته كاملا التي توفيت بحسرتها عليه وذلك بعد الحالة التي أصابته فكان يخرج من المنزل متجها الي المقابر ليقضي أياما هناك وهي الحاجة فاطمة السيد خلف التي قضت ما يقرب من 12 عاما في محاولة لعلاج ابنها العائل الوحيد للأسرة وبعد وفاة والده الذي سلمه محل الحلاقة حتي يتمكن من الصرف علي أسرته المكونة من 4 أفراد .
التقينا احدي شقيقاته التي أكدت ان محمد دخل أمن الدولة سليما معافي وخرج علي هذه الحالة وتم التنكيل به بسبب ان العربي سليمان كان يتردد للحلاقة عنده وكان زبونه الدائم .
وقالت أخته لم نستطع أن نرفع دعوة ضد أحد حتي لا يتم التنكيل بنا جميعا ويكفي أن » العمود الفقري للأسرة « تم قتله حيا في شئ لا يخصه .
وأضافت : محمد كان زي الفل ويحرص علي الصلاة في أوقاتها وشوفنا خير علي ايده عندما تسلم محل الحلاقة خلفا لوالده وكان عمره 16 عاما وخرج وقتها من الدراسة ليعمل في المحل وبعد ذهابه الي أمن الدولة وقضائه 5 ساعات خرج هكذا وذهبنا الي كافة المستشفيات التي تعالج مثل هذه الحالات وعجز الأطباء عن تشخيص حالته ودائما كان يخرج عن صمته فقط ليقول » العربي ما عملش حاجة مالكوش دعوة بيه «.
ومنذ الحادث وهو يعاني للدرجة التي وصلت به الي الذهاب الي المقابر لقضاء أيام هناك وكانت والدته رحمها الله تذهب اليه للطعام وكان يرفض العودة وبالقطع لم يستطع أن يذهب الي المحل الخاص به لممارسة عمله وتم اغلاق المحل وتدمير أسرة بكاملها من قبل أمن الدولة .. وتضيف » الحمد لله ربنا ورانا يوم فيهم «
اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية أسرار قتل حرس مبارك لـ "أبو العربي "