التخرج والحصول على الشهادة الجامعية.. حلم يراود كل طالب منذ أن تطأ قدماه ساحة الحرم الجامعي، فمن منا لم يكن يعد الليالي انتظارا للحظة الحلم التي ينهي فيها دراسته، ومن منا كان يتقبل أن يوسم بالراسب أو الفاشل، أعتقد أن الإجابة بلا شك ''لا'' ، غير أن إجابة الشاب عمرو أسعد كانت ''نعم وألف نعم''.
بل إنه أكد أنه يحلم أن يظل راسبا طوال حياته وألا يأتي اليوم الذي يطلق عليه لقب خريج، متمنيا أن يظل باقي حياته ''راسبا'' بين جدران كليته -السياحة والفنادق بجامعة قناة السويس-.
الواقعة ليست طرفة أو مزحة، أو ''طيش شباب'' إنما هي معاناة مواطن مصري اختاره القدر أن يكون مصابا بمرض عصبي نادر، في ظل عدم قدرته على تحمل تكاليف العلاج التي تصل لحوالي 8 آلاف جنيه شهريا، فاخترا أن يظل ''راسبًا'' حتى يتمكن من العلاج علة نفقة التأمين الصحي بالجامعة.
القصة كما يرويها صاحبها الطالب عمرو أسعد - حسبما جاء في برنامج مصر الجديدة، على قناة الحياة - تبدأ مع اكتشافه الإصابة بالتهاب عصبي يتطلب علاج مدى الحياة تصل تتخطى تكاليفه الشهرية حاجز ال8 آلاف جنيه شهريا، وفي ظل الموارد المالية المحدودة لأسرته تفتق ذهنه إلى أن يظل طالب بدرجة ''راسب'' حتى يتمكن من صرف العلاج من التأمين الصحي.
ومن جانبها قالت الدكتورة مروة عرابي المشرفة على علاجه، إن حالة عمرو أسعد تتطلب علاج دائم، حتى لا يتعرض لمضاعفات قد تصل في بعض الأحيان للعمى أو الشلل، وأنه غير معلوم بحثيا حتى الآن، أي وقت يتطلبه هذا النوع من الالتهاب العصبي حتى يبرأ صاحبه.
رغم أن قصة '' طالب يدمن الرسوب'' تبدو في ظاهرها طرفة، إلا انها بلا شك مأساة مواطن مصري، يقتل بسهم عجز مظلة قوانين التأمين الصحي، الواجب تعديلها لكي تشمل بمظلتها مثل تلك الحالات، وإلا سيأتي يوم قريب ننعى فيه هذا الشاب الذي حتما لن يجد مفر إما أن ينهي دراسته ويصبح خريجا جامعيا، أو سيستسلم كي يخرج من كليته مفصولا لتجاوز سنوات الرسوب، حينها لن ينفع ندم.