في الوقت الذي انتقد فيه الزعيم الليبي معمر القذافي الثورتين المصرية والتونسية ووصفهما بالخراب داهمت قوات حلف شمال الأطلنطي مقر اقامة العقيد معمر القذافي في وسط طرابلس ووصف الإعلام الليبي هذا بالقصف الإستعماري الصليبي.
وخرج القذافي علي المصريين بتسجيل صوتي بثه التليفزيون الليبي بمناسبة الذكري السنوية لثورة 23 يوليو 1952 الذي انهي النظام الملكي بمصر ومهد الطريق امام وصول الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الي السلطة عن سبب قيام المصريين بهذه الثورة وانتقد الزعيم الليبي معمر القذافي الانتفاضة الشعبية في مصر التي اجبرت حسني مبارك علي ترك السلطة هذا العام في الوقت الذي يقاتل فيه القذافي معارضين سيطروا علي مساحات من ليبيا.
وتساءل القذافي عن قيمة الحركات الشعبية في مصر وفي تونس وعن حجم إنجازات الثورتين وتغييراتهما في البلاد هل هو استبدال نظام حكم بآخر؟
وتطرق بالحديث إلي الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك المقيم بمستشفي شرم الشيخ منذ أبريل الماض ومن المقرر أن يمثل أمام المحكمة بتهمة اساءة استغلال السلطة وقتل متظاهرين وأشار الي ان المصريين تعجلوا في الاطاحة به دون بديل واضح حيث كان من المفترض بقاؤه حتي انتهاء مدة رئاسته ثم تقام انتخابات عادلة دون اعتصامات أو مظاهرات التي ما جلبت علي المصريين والتونسيين سوي الخراب وجاء علي لسانه "حسني مبارك ما يستحق البهدلة يبقي معزز مكرم في اي مكان".
وأضاف في حديثه عن طبيعة علاقته بمبارك فقال "اعرف حسني مبارك رجل فقير ومتواضع ويحبكم. انا اعرفه. لو كان ما يحبكم او غير نظيف انا اول من يهاجمه ويكشفه مثلما نكشف في الحكام الآخرين".
واستخدم القذافي عبارات استفزازية في خطابه فقال "مبارك كان يشحت من اجلكم. يأتي الي يشحت مني عبارات من اجلكم ويذهب للسعودية يشحت منها العبارات ويأتي يشحت مني في قاطرات القطار ويشحتها من اي احد آخر كله من اجلكم"، متسائلا "هل سيركب هو في القاطرات؟ هل سيركب هو في العبارات؟ بل لتركبوا فيها انتم هي لكم انتم من اجلكم انتم".
لم تمر ليلة حديث القذافي بسلام فقد أعقبتها انفجارات عنيفة هزت وسط العاصمة الليبية طرابلس إذ قامت قوات حلف شمال الأطلنطي ( الناتو) بقصف مقر اقامة العقيد معمر القذافي في وسط طرابلس مساء أمس الأول وكأنها ردا علي استعادة قوات القذافي سيطرتها علي مدينة القطرون من يد الثوار.
كما أفاد مراسل وكالة فرانس برس انه غداة غارات لحلف شمال الأطلنطي في المنطقة نفسها صحبتها انفجارات اخري في الضواحي الواقعة في شرق وجنوب شرق العاصمة وضواحيها بينما كانت طائرات تحلق في سماء المنطقة. وعلي أثر هذا شوهدت اعمدة الدخان ترتفع من باب العزيزية، مقر الزعيم الليبي الذي استهدفته غارات حلف الناتو يوم السبت.
من جانبه أعلن التليفزيون الليبي في وقت سابق أن مدينة زليتن،الواقعة علي بعد 40 كيلومترا الي الغرب من مدينة مصراتة ، تتعرض لقصف من قبل قوات الناتو. و يشار الي أن مصراتة الواقعة علي بعد 200 كيلومتر شرق العاصمة طرابلس تخضع لسيطرة المعارضة الليبية.
وقد وصف التليفزيون الليبي قصف منطقة عين زارة الضاحية الشرقية للعاصمة بالقصف الاستعماري الصليبي"، وهي العبارة التي يستخدمها النظام لوصف حلف شمال الأطلنطي بينما أكد الحلف مساء السبت انه شن سبع غارات علي طرابلس، استهدفت جميعها منطقة واحدة وأسفرت بحسب تقديراته عن اصابة مركز قيادة.
ويواصل الثوار تقدمهم حتي بلدة سوق الثلاثاء المتاخمة لزليتن من الشرق، ويقولون إن من يقاتل في المقدمة هم ثوار من زليتن. وفي جبهة الجنوب الغربي، قال الثوار إنهم بانتظار التعليمات من قيادتهم للانطلاق باتجاه طرابلس، بعدما اقتربوا من مدينة غريان الإستراتيجية.
ويريد الثوار التقدم إلي طرابلس من عدة محاور بينها محورا القواليش وبئر الغنم بما يجعلهم علي مرمي حجر من العاصمة في نفس الأثناء فقد الثوار السيطرة علي مدينة القطرون في جنوب غرب ليبيا التي يقطنها عشرون ألف ساكن بعد هجوم من كتائب القذافي، حسب ما أعلنه عضو في قبيلة "التبو المحلية" لفرانس برس.
ورغم ما تتعرض له ليبيا من أحداث دامية وأطراف متصارعة مابين ثوار وكتائب القذافي يعيش الأهالي علي أمل أن تتوقف هذه المعارك أو تقل الغارات قبل حلول شهر رمضان.