الأبنودي ينفي كتابة قصيدة تهاجم عبدالناصر
_______________________
نشرت صحيفة "المصري اليوم" حوارا مع الشاعر عبدالرحمن الأبنودي نفي فيه ما نشر على صفحات الإنترنت من أخبار عن كتابته قصيدة تهاجم الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر وتنال من توجهاته العربية، وأن القصيدة كُتبت خصيصاً بعد الأحداث المؤلمة المؤسفة التى وقعت من قِبل مشجعى فريق الجزائر ضد المصريين الذين صاحبوا فريقهم القومى لتشجيعه على أرض السودان الشقيق.
وجاء في الحوار: أود هنا التأكيد بأن الشعر الذى نشر هو جزء من مطوّلتى الشعرية (الاستعمار العربى) التى كُتبت فى واقعة غزو دولة الكويت من قبل القوات العراقية، أى أن القصيدة لم تكتب الخميس الماضى كما ذُكر، وإنما كتبت فى عام 1990.
ولماذا أهاجم الزعيم عبدالناصر؟ هل لأنه حَلُم لهذه الأمة بأن تتحرر وأن تصبح قوة لا يستهان بها فى وجه كل من يتربص بها؟ إنها مرثية لزماننا ومن المؤسف أن الشعر القديم مازال قادراً على الرثاء اليوم وبنفس الحرارة.
لقد نشرت قصيدة عن عبدالناصر منذ أسبوعين على صفحات "المصرى اليوم" بمحبة وافتقاد، فهل أصبت بالانفصام فجأة؟ أم أنها محاولة للنيل من القصيدة التى استقبلت بحفاوة تليق بالرجل، لذلك أجدنى مضطراً إلى اقتطاف - أو اختطاف - أجزاء من (الاستعمار العربى) ونشرها على صفحات "المصرى اليوم" لرفع الالتباس.
المواويل
كِتفى الحنون اتخلق.. تسند عليه راسك
ساعة الشدايد وغير ده تهيننى حُراسك
على الحدود أتصلِب تضربنى بمداسك
عمرك ما فكرت فى إحساسى ولا ثانية
ضاع منى إحساسى خوْفاً لاجْرح احساسك.
...
لا اعرف أعيشها لوحدى ولا الرفاق نِفْعوا
بات الوطن باكى خايف يفضحه دمعُه
قابيل وهابيل لقولهم حِته يتصارعوا
والقلب لو أنّ سيبه يرن مين سامعُه؟
ع الأرصفة قاعدة تندغ كِبْدها الأمة
ويا كدبها.. زى ليل.. سعران أكل شمعُه!!
...
اكتم أنينك.. وغطّى الأمة بتيابْها
أمّة.. بتقتل صادقها.. وتحمى كدّابها
حنّت لجزم الغريب تانى على ترابها
الأمة لما تكون مالهاش كبير يا ناس
تنتظروا مين ع الذنوب تانى يحاسبها؟!
...
التخاطيف
قاعد أنا ع الجِسْر.. فى القَيَّالة
والرحمة..
من قلب اللّهيب مِتشالة
باطلّ على حالى
وقلبى.. ساقيةَْ حِزن سَيالة
باغنى ما اعْرف مغْنَى والاّ عَديد
زى افتكار الميتين فى العيد
باعانى وحدانى
شياطينى لابْسانى
والأمة قدّامى مفارقانى
يا.... ربّ
ما تحبِّبنى فى الناس المُلاح تانى
يا رب..
ما ترجّعنى أعشق ضحكة اخوانى
ولا دُعا أمى
وهيّه بتصلّى.. وبتسمِّى
يا.... ربّ.. كرهنى فى أوطانى
يا رب.. كرهنى
فى طهارة اللقمة
وأمانة الكلمة
وفى كل شىء طيب وإنسانى!!
...
قاعد أنا والشمس كلّها غِلّ
بيسْتخبى تحت توبى الضِّل
أجْترّ همّى بشكل حيوانى
يا.. رب.. ما ترجعنى أعشق خِلَ
نشِّف عروق الودّ فى صوتى
واكتب بإيدى تذكرة موتى
إلا الهوى العربى يا ربى يعِلّ
إلاّ عروبتى هيّه أكفانى
يا رب كرهنى فى شهامة الرجال
والصبر ع الأحمال
قّربْت من كتر الملل أنسى أمِلّ
ياللى خلقت الأمة من غير قلب
من غير حُضْن
وخلقتها ما تحترمش الحزن
مأساتى إنى حزين
أحزان..
من اللى ماهيش رفاهية
ودموعى مش ميّة
وضلوع عنيدة بْتِّتكىِ
بالجرح.. ع السكين.
أنا الحزين ابن الحلال
أنا الغبَى فى العاشقين
أنا اللّى باحزن لِيّا
لما باكون حزين
ما بأجّرشى عينيا
وأقول: «أَحزن لمين»؟
...
قوم يا ابْنى م النومة
إسرق حلَق أمَّك
وارض وادْ عمَّك
وقفّل الشارع وإنشل السكّان
وإنهب الواجهة وبدّل الألوان
واعمل ولا سامع
خلى جميع المعقولات تتلخبط
وان يسألوك
ساعْة الجواب استعبط
يستعبطوا.. إنت اعمِل الأعبط..
ما تخافْش..
عندك جيش
م اللى بياكلوا العيش
وان عزت اللقمة..
جدعان.. ياكلوا الخيش.
بيخافوا من ضلّك
ويقبِّلوا الأقدام
ويهتفوا بفضلك
م الرعب.. فى الأحلام..
ويخلدّوا ذكرك
على مدى الأعوام
ويهتفوا بإسمك
مع إن ذكرُه حرام.
ما أخيبك أمّة
ما أتعسِك أمّة
لا عقل.. ولا همّه
لا مصدَّقة فعْلِك
ولا تحفظى كلمة
أمة تدور وتلف
تقيلة مش بتخف
بليدة مش بتشف
حماسيّة وحماسها
بكتيره ساعة يجف.
أمة بتتخابِط
أمة بتتعابط
أمة ومالهاش لا
زابط ولا رابط
ولا كبير عيلة
ولا قرابة دم
وفكرة وهمّية
ما تورِّث إلاّ الهمّ
ما تحل عنى يا عم
إحنا وِرثْنا كلام
إحنا تاريخنا كلام
علشان ده لمّا تقول
على طول أقول: «وبكام..»؟
ما هو حُبّ؟ دبرنى
وتاريخ..؟ فكّرنى
وطريق..؟ نوَّرْنى
ومصير..؟ بصَّرْنى
ده انا بقيت عربى
من قبل ما القى اللى يمصَّرنى
أنا انتمائى لأمتى ممسخرنى
محسوبة فى الأحزان علىْ
فى الفرْح.. تنكرنى.
ياللى انتى لا أمَّة ولا إنتى أمّ
فيه أم ما تعرفش ساعة الألم تُضمّ..؟
...
وساعات وانا فى الضُّهر - متدهْوِل-
أقول:
صيف السنة من أكفَر الفصول
إحنا اتعدمنا فى غياب العقل والجدوى
يا ريحة البترول
لما انتشر فى الأمة كالعدْوى
طِلعِت بشر
نزلت بشر.
اللى اقتدر اقتدر
واللى افتقر افتقر
بلاد تحوز الصُّرّة والصُّرة
وبلاد بتحلم تشتغل برّه
بيحبنا الأجنبى على قد ريحة الغاز
والحب بين الأخو..
وأخوه.. صبح ألغاز.
الانتحار أعلى قوايم الموت
الانتحار فى الكدب
والانتحار لما نخبى الصوت.
وما بنقاتلش العدو
يا نعيش نقاتل بعضنا.. يا نموت.
الحزن أتقل من حجارة الصبر
والهم أوسع من فراغ القبر
وأنا الحزين ابن الحزين..
الأغبى فى المتفرجين.
...
إنما عالم نعيشه
والبطل فينا اللى يعرف مطرحه
فى قلب جيشه.
هكذا قال المغنى:
قد ما نّنوّرها.. هيه مضلِّمة
قد ما نعلمها مش متعلمة.
كل ليلة..
بايته مظلومة وهيَّه الظالمة.
قد ما نلملمها تِفلت م الإطار
آخرة الطرق الوُعار
مجد.. متخلط بِعاد.
يا صديقى:
الوطن ما خبزْش عيشهُ
والتاريخ لو مش كلام نرفض أبوه
نرفض نعيشه.
السلاح من صنع برَّه
والكلام.. من صنع برّه
والهوا البارد فى بيتى شغل برّه
لا تقوللى مين؟.. جميعهم شغل بره
إشتراكى.. رأسمالى.. وابوعمّه
الجبان.. واللى بهمّة
كلهم نجوم مجرّة
والمجرّة شغل برّه.
لا نسَجْت الهدمة على نُولى الخشب
ولا إيدى بتبنى بيت
جلاَّبيتى.. عمامتى.. حواديت الصغار
الحلاوة ـ حلوه مُرَّه ـ شغل بره
إيه يهم إن عشت فى عالى القصور
أو قضيتها أغمِّس اللقمة بزيت؟
إيه يهم إن مُت من أجل البشر
والاَّ سِبْت الديب يسرَّخ واتغابيت
أو نسيتها.. أو اتناسيت؟.
«الشهادة مجانية
والبطولة نفحات استعراضية
والمعاناة..
حِجة العاجز وعجْز الانكسار»..
هكذا قال المغنى..
اللى كان معجب بفنّى
وكإنه أخدها منى
ودسَّها فى صدقُه الجنونى:
«لما يعجن دمى شبرين
من تراب أرض الوطن
لما أحضن وأنا قصدى أتحضن
لما يرحل صوتى خارج الزمن
لا اشتريكوا.. ولا تبيعونى
ولا جورنان الصباح يخرَق عيونى
فى قلوبكم إدفنونى
واذكرونى
اذكرونى
اذكرونى..»
الله يجازيك ياعم عبدالناصر
الليل مِليِّل والألم.. عاصر
لسّه اللى بيبيع أمته كسبان
وكل يوم..
أطلع أنا الخاسر!!
أما انت خمِّيت مصر دى خمّة
يوم ما ناديت بالعشق للأمة
ورطتنا نعشق خريطة عبيطة
وبشر ما نعرفهاش
وبلاد مابنزورهاش
إلا فواعلية.. وبنايين
وسواقين وخدّامين وطباخين
بلاد أسافرها سعيد
أرجع حزين.
حبيتها زى ما قلت لى واكتر
ع الأجنبى ما استكترتش..
عليّا تستكتر.
ع الأجنبى ما اتظنطرْتِش
عليَّا تتظنطر.
ع الأجنبى ما اتنقورتش
عليا تتنقور.
تطمع فى دمعى وفى تعاسة راتبى.
مُلْهَمْ أنا.. واعمل غبى.
وادى الألم يا عم «عبدالناصر»
زاحف.. وبيحاصر
وادى الجميع خاسر:
السالب الأمة مع المسلوب
وادى فجْر أمتنا الجميل مغلوب.
وادى انتحار الأمة بالمقلوب.
وانا غريب الدار
لابسنى توب العار
ساكن فى وطنى بالإيجار
عايش فى أمة
ما تحترمش الحِزن!!