قرارات بدر ..لا تعجب أحدا

عودة جهاز التفتيش يقلق العاملين بالتعليم
أثار إعلان وزارة التربية والتعليم عن حاجتها إلي تعيين رئيس للإدارة المركزية لشئون جهاز التفتيش واتجاه الدكتور أحمد زكي بدر لإعادة تشكيل الجهاز وإعادته للتفتيش على المدارس والمديريات حفيظة المتخصصين والمهتمين بشئون العملية التعليمية.
يرى البعض تعارض هذا الاتجاه مع اللامركزية فى ظل مبدأ تفويض السلطات ووجوب تولي الإدارات والمديريات هذا الدور مطالبين بضرورة البحث عن آليات جديدة فى العمل وأن تسفر المتابعات عن إصلاح حقيقى للعملية التعليميه برمتها مع أهمية أن يتم اختيار أعضاء الجهاز من ذوى الخبرة والكفاءة فى الأعمال الإدارية.
أكدوا ضرورة تغيير مسمى التفتيش إلى التوجيه وأن تكون وظيفته تصحيح السلبيات أولا باول وأن تكون المتابعات التى يقوم بها الجهاز على فترات متباعدة حتى لا يفقد هيبته مع عدم إغفال دور التوجيه المالى والإدارى بالوزارة والمديريات.
الاستفاده بالخبرات
أكد عبد السميع حمزة وكيل وزارة التربية والتعليم بالقاهرة سابقا أنه لابد من الاستفاده بالخبرات الموجودة بالوزارة متسائلا أنه إذا كان الإشراف سليما والجهاز يعمل بكفاءه فلماذا تم إلغاؤه من قبل ؟مشيرا إلى أن لكل وزير سياسته الخاصه به.
أضاف أنه لابد من توافر الخبرات الحكومية أو الأهلية فى إطار المشاركة المجتمعية ومساهمة المجتمع المدنى وعدم إغفال آراء أولياء الأمور فى القضايا التعليمية مشيرا إلى أنه يرى أن الدور الذى يقوم به جهاز التفتيش متابعة المدارس والقرارات والتعليمات الوزارية ووصولها للمدارس وأن ذلك مفيد جدا لان هناك العديد من القرارات الوزارية التى لا تصل من متابعة المناهج والأنشطة التعليمية والانضباط ومدى انتظام الدراسة.
أوضح أن هذا الجهاز يرفع العبء من على كاهل الوزير فهو بذلك لا يتعارض مع اللامركزية وتوزيع السلطات ومتابعة المسئولين ومكافأة ومجازاة العاملين ومتابعة العجز فى المدرسين فى بعض التخصصات.
قال إن عضو جهاز المتابعة لابد أن يكون من الميدان وحبذا لو كان مدير مدرسة لأن إدارة المدارس مهمة جدا حيث يكونون على علم بمواطن الضعف والقصور الموجودة وعلاجها وعلى درايه بما يدور داخل المدارس خاصة أنه لا توجد مدرسة خالية من السلبيات وهناك سلبيات خارجة عن إدارة المدرسة مثل صيانة المبانى على سبيل المثال مشيرا إلى أهمية خبرته فى الحاسب الآلى واللغة الإنجليزية ولديه قدره على المتابعه والتخطيط.
أوضح د.أمين أبو بكر وكيل الوزاره للتعليم الأساسى السابق أننا فى حاجة ماسة إلى التوجيه الميدانى خاصة جهاز التفتيش لتحقيق الاستقرار والانضباط فى المدارس على أن تكون الوسيلة هى التوجيه وإعطاء الفرصة لتصحيح المسار مع عدم إغفال المساءلة والمحاسبة فى هذا المجال مشيرا إلى أن كلمة تفتيش فيها نوع من الرعب ولابد من تفعيل التوجيه وأن يسير جنبا إلى جنب مع دعم سياسة اللامركزية فالاحتكاك المباشر للجان التوجيه فى الإدارات والمديريات لا يمنع أن يكون هناك متابعة مركزيه لضبط سير العمل فى هذا المجال.
أضاف أنه لا يجب أن نغفل الفصل والمتابعة الفنية والتى تعد أهم من المتابعة الإدارية فنحن فى حاجة ماسة الى مخرجات تعلم وناتج تعلم وهذا الناتج عن طريق انضباط المدارس والإدارات ولكن التوجيه والمتابعة الفنية أفضل خاصة إذا عاد مرة أخرى المكتب الفنى للمادة وكان يبقى على مستوى المديرية والإدارة والمدرسة ويجتمع كل مدرسي المادة لدراسة ما قد يعتريهم من عقبات وصعوبات والاهتمام برفع مستوى الخريج ولن يتم الأخذ بيد الخريج إلا عن طريق المتابعة الفنية والتوجيه المثالى للمواد الدراسية.
طالب بتفعيل دور التوجيه المالى والإدارى والاهتمام بإدارة الفصل وتطبيق القواعد الحديثة للتعلم مثل التقويم الشامل والتعلم النشط متسائلا أين دور المشاركة المجتمعية فى هذا المجال؟ ومن وجهة نظرى لابد من إزالة الأسوار ما بين المدرسة والمجتمع وكانت المدرسة قديما مركز إشعاع للمجتمع وبذلك يكون هناك تفاعل وبعد عن كل عناصر الانطواء والعزلة والإرهاب بوجود مواطن صالح متوازن عنده مهارات حياتية مشيرا الى ان تفاعل المدرسة مع المجتمع الخارجى يساعد كثيرا فى وجود الرقابة والإصلاح الشامل وهو دور مساعد لأجهزة التفتيش.
آليات العمل
قال سعيد عمارة وكيل وزارة التربية والتعليم السابق بحلوان ان وجود جهاز التفتيش قد يكون ضروريا ومهما بشرط ان تتغير آليات العمل فيه بحيث تكون معظم المتابعات فيه مركزة على العملية التعليمية التى افتقدنا المتابعة عليها لفترة طويلة.
أضاف أنه آن الوقت لان يصبح كل اهتمامنا بالعملية التعليمية داخل الفصل وأداء المدرسين ومدى تفاعلهم مع الطلاب وذلك سيؤدى إلى الارتقاء بالتعليم والقضاء على المشكلات المزمنة مثل الدروس الخصوصية مطالبا بضرورة أن يكون أعضاؤه من تخصصات مختلفة حتى يمكن بحث كافة الموضوعات التى تتوارد عليهم.
متابعة ..أفضل
أوضح محمد عبد الرءوف مدير عام الشئون المالية والادارية بمديرية التربية والتعليم بالجيزة أن جهاز التفتيش لابد ألا يتعارض مع تفعيل اللامركزية وأنه يجوز عمل إدارة متابعة تابعة لمكتب الوزير لبحث الشكاوى التى ترد للوزارة لأن هناك توجيها ماليا وإداريا يرسل شكاوى وليس للتفتيش مع عدم إغفال دور التوجيه المالى والإدارى باعتباره الجهاز الرقابى داخل الجهة سواء بالوزارة أو المديرية أو الإدارات التعليمية وضمن الهيكل الوظيفى لهم والمنوط به التفتيش على الأعمال المالية والإدارية وبحث أي شكاوى ترد للجهة والرد على مناقضات الجهاز المركزى للمحاسبات وهو حق أصيل له.
أشار محمود خطاب مدير عام إدارة شمال الجيزة التعليمية إلى أن جهاز التفتيش كان دوره تصيد الأخطاء والسلبيات وكان هذا عيبه فى الفتره الماضية أما إذا أصبح دوره تصحيح السلبيات والتوجيه لعلاجها أولا بأول فان ذلك سيؤدى الى استقرار العملية التعليمية.
أضاف أنه لابد من تفعيل فكرة اللامركزية والمحاسبية ولكن هذه الفكرة غير مستقرة فى الأذهان حتى الآن ولابد من وجود آليات جادة للمتابعة والتوجيه والعمل على تركيز الضوء على السلبيات والأخطاء التى تعانى منها المدارس وإعطاء الفرصة لعلاج هذه الأخطاء مع تطبيق سياسة الثواب والعقاب.
غير مريح
قال رأفت أحمد محمد مدير مدرسة الأورمان النموذجية للبنين بالدقى إن مسمى جهاز التفتيش غير مريح بالنسبة للمعلمين واستبدالها بكلمة توجيه أفضل بكثير لأنها تعنى وجود بعض الملاحظات لتعديلها وليس التفتيش بمعنى الضبط كما أن طبيعة العمل التوجيه فى كل مجالات العمل المدرسى سواء كانت أعمال إدارية أو فنية فاذا كان الغرض الإصلاح فإن ذلك سيؤدى إلى الروح الطيبة بين العاملين أما إذا كان بغرض العقاب والتصيد للسلبيات سيعمل على إحداث البلبلة.
أضاف أنه لابد أن يتميزمن يعمل بهذا الجهاز بالرزانة والحكمة فى التعامل والخبرة فى المجالات الإدارية مثل قوانين شئون الطلبة والعاملين والقوانين المالية وكل ما يحكم العملية التعليمية مشيرا إلى ضرورة أن تكون الزيارات على فترات متباعدة مثل مرة فى كل فصل دراسى وليست متقاربة حتى لا يفقد هيبته عند العاملين أو حدوث نوع من الائتلاف بين أعضاء الجهاز والمستقبلين له أو تغييرهم بصفة دورية.